أثبت تحليل الحمض النووي ان الهيكل العظمي المكتشف اسفل مرآب سيارات في مدينة ليستر هو رفات الملك ريتشارد الثالث ملك بريطانيا الذي قتل عام 1485.
وقال خبراء لدى جامعة لستر ان تحليل الحمض النووي للعظام يتفق مع نتائج تحليل الحمض النووي للمنحدرين من نسل اسرة ريتشارد الثالث.
وقال ريتشارد باكلي، كبير الاثريين لدى جامعة ليستر، خلال مؤتمر صحفي "لا شك في انه ريتشارد الثالث".
وسيعاد دفن رفات ريتشارد الثالث في الى كاتدرائية لسيتر.
واضاف باكلي ان العظام خضعت "لدراسة اكاديمية محكمة" كما خضعت لفحص اثبت انها تعود الى الفترة ما بين 1455 و 1540.
وكشف جو ابلباي، عالم حفريات عظمية لدى كلية علوم الاثار والتاريخ القديم، ان العظام لرجل في اواخر العشرينيات او اوائل الثلاثينيات من العمر، وكان الملك ريتشارد قد توفي في الثانية والثلاثين من العمر.
اصابات
كشفت الدراسة ان الهيكل مصاب بعشر اصابات، من بينها ثمانية في الجمجمة، وقت الوفاة تقريبا، افضت اصابتان منها في الجمجمة الى وفاته.
وكانت إحدى الاصابتين عبارة عن "ضربة" أدت الى انتزاع جزء من عظام الجمجمة، فيما نتجمت الاصابة الاخرى عن ضربة بآلة حادة للجزء الخلفي من الجمجمة على عمق يزيد على عشرة سنتيمترات (أربع بوصات).
وقال ابلباي إن "الاصابتين تسببتا في فقدان وعي فوري ووفاة سريعة."
واضاف: "في هذه الحالة الخاصة بحدوث جرح غائر، اخترق السلاح المستخدم سبعة سنتيمترات من الدماغ، مما ادى الى وفاة فورية."
أما الاصابات الاخرى فكانت عبارة عن جروح وطعنات في الوجه وجانب الرأس.
"أدلة مقنعة" ويعتقد مؤرجو حقبة اسرة تيودور الملكية أن ريتشارد الثالث كان يعاني من تشوهات في العمود الفقري، وهو ما يتضح في الرفات التي عثر عليها.
ويشير فحص الرفات إلى أن العمود الفقري شديد التقوس، وهي حالة يطلق عليها اسم (جنف العمود الفقري scoliosis).
ولم ترصد الدراسة اي ضمور في الذراع او اي عيوب اخرى خلال فحص خصائص هيكل الملك.
ويعتقد العلماء انه لو لم يكن العمود الفقري لريتشارد الثالث مقوسا، لكان طوله حوالي 1.7 متر، لكن الانحناء جعله يبدو اقصر بكثير.
وقال ابلباي ان "تحليل الهيكل العظمي اثبت انه لرجل بالغ نحيل الجسم على نحو غير عادي وله سمات انثوية لكن بنيته الجسدية لرجل."
واضاف "بوجه عام قدم تحليل الهيكل العظمي ادلة مقنعة حددت هوية ريتشارد الثالث".
دفن سريع
كان ريتشارد اميرا حتى وفاة شقيقه الملك ادوارد الرابع عام 1483، وعين وصيا على ابن اخيه ادوارد الخامس، لكن ريتشارد تولى الحكم بدلا منه.
وسرعان ما اختفى ادوارد وشقيقه ريتشارد، المعروفان بأميري البرج، وراجت شائعات بانهما قتلا بناء على اوامر عمهما.
واتضح لاحقا أن ريتشارد قتل في بوسوورث على يد هنري تيودور عام 1485، بعد عامين فقط من توليه العرش.
ودفنت الجثة اسفل كنيسة غرايفرايرز بوسط ليستر ، لكن البناية دمرت خلال فترة الاصلاح في القرن السادس عشر وتوارى الموقع في غياهب النسيان لقرون.
تتبع الحامض النووي على الرغم من ذلك استطاع فريق من المهتمين والمؤرخين دراسة المنطقة وتتبع موقع الاحداث.
وكان من أهم ما توصلوا إليه العثور على امرأة منحدرة من نسل شقيقة ريتشارد الثالث، وهو ما استفاد منه العلماء خلال اجراء مقارنة الحامض النووي لاي بقايا يعثرون عليها.
وقادت ابحاث انساب الاسر في النهاية الى سيدة كندية تدعى جوي ابسين توفيت قبل سنوات، واستطاع العلماء اخذ عينة من ابنها مايكل الذي يعمل حاليا في لندن لاستخدامها في التحليل.
وقالت توري كينغ، كبيرة خبراء علم الوراثة في المشروع، كان هناك قلق من ان يكون الحمض النووي في العظام شبه مندثر، "وكان السؤال هل سنتمكن من اخذ عينة حمض نووي نستعين بها في عملنا، ويسعدني ان اخبركم اننا استطعنا عمل ذلك."
واضافت "اثبت تحليل الحمض النووي اتفاق الحامض النووي للمرأة المنحدرة من اسرة ريتشارد الثالث مع بقايا الهيكل العظمي الذي عثرنا عليه. باختصار تشير نتائج تحليل الحمض النووي الى دليل يفيد ان البقايا العظمية هي بقايا الملك ريتشارد الثالث."
جدير بالذكر انه في اغسطس/اب 2012 بدأت حفائر في ساحة انتظار سيارات مجلس المدينة، وهي الساحة الوحيدة المتبقية في المنطقة المرجحة للدراسة، وسرعان ما عثر على ابنية ذات صلة بالكنيسة.
و عثر ايضا على العظام في الايام الاولى من الحفر وخضعت لدراسات الطب الشرعي.
ولم يكشف بعد عن تفاصيل اعادة دفن هيكل الملك، لكن فيليبا لانغلي، المسؤولة في جمعية ريتشارد الثالث، قالت ان هناك خطط تتعلق بمقبرة تليق بالملك.