خاطبت نفسي في هواها فمالت في الهوى وجالت وقلت لها يا نفسي كفي عن الهوى وعفي عن الغوا
الم تسمعي قول الجليل مخاطب في النفوس [ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ](الشمس :9)
فقلت لها مخاطباً يا نفسي لا تغتري بفعلك من صلاة أو صيام فإذا كانت الهداية تعود بالفضل ألى الله وما تنفقه هو من رزق الله فما افقرني من عابد ألى معبود غني قادر خلق الكون في كن
فانا كالمتفاخر بملك غيره وليس لي فضل ولا منه في ما ملك
فقد تفتخر النفس بالعبادة وتسلب القدرة بعد ذلك عليها فتعود فارغة من كل شيء إلا من الغرور جوفاء ليس لها في الأمر عودة أو عادة
فكم من بستان زاهر و صاحبه متفاخر نخرته دوده ليس لها في العين أثر
كذلك النفس بين جنبي تصبح بطاعة الرحمن تفتخر وتمسي على معصية بعد أن غزتها وسوسه الشيطان
فعصمة نفس الإنسان لا تكون إلا بفضل الكريم المنان فسبحان من خلق الأكوان وعلم الإنسان ما يعلم
[ هُوَ الَّذِى يُصَوِّرُكُمۡ فِى الأَرۡحَامِ كَيۡفَ يَشَآءُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الۡعَزِيزُ الۡحَكِيمُ ](آل عمران:6)