هل الدين الأسلامي دين شخوص و افراد؟ او جاء لتمجيد اشخاص معينين؟
ان ترتيب اوليات الدين من الأمور الأساسية وكثيرا ما يكون الخلط بينها حيث شاع ما يقال ان اساس الدين هو الأيمان بالله و رسله و كتابه وحب اصحابه او حب اهل بيته ...
وهذا خلط واضح للأمور ، فحب احد من الناس ليس من اركان الأيمان ولا الدفاع عن صورة الشخصيات من ضروريات الدين....
اما حب الله فيرتبط بان يتبع المؤمن الرسول ،اكثر من كونه مرتبط بحب الرسول ...قال تعالى:
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
لماذا لم يقل الله تعالى .. قل.......فأحبوني يحببكم الله؟. لأن هذا ليس هدف بعث الرسول .ولأن حب الرسول قد لايغني عن الأنسان سوء العاقبة كمثل ابن النبي النوح (ع)الذي لم يغني عنه ابوه شيء:
(وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين** قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
والكتاب الوحيد المؤكد هو القرآن الكريم وكل مافيه واجب الأيمان اما ما دونه فهو قابل للخطأ وغير ملزم الأيمان به ، فكيف يعتمد البعض على كتب التاريخ في تزكية فلان وتكفير فلان ولايعلم مافي القلوب الا الله وهو العالم بالكافر من المؤمن...فلماذا يتهجم البعض على شخصيات لم تذكر في كتاب الله ؟ ولماذا يجن جنون البعض في الدفاع عن شخص لايعلم بما في قلبه الا الله تعالى؟ ومادخل الناس في ايمان فلان، فهذا الأمر بينه وين ربه ان شاء غفر له وان شاء لم يغفر.
والصحيح ان الخوض في هكذا امور هي من اللغو الذي قال عنه تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) وقال تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِين).
وان نصرة الرسول والمؤمنين تكون في حياتهم اما بعد موتهم فهم عند ربهم لا يمسهم سوء فهم قد حازوا النصر ، اما الناس فهم على حالهم في هذه الدنيا يخوضون وتلههم احلاهمهم وشياطينهم يكذبون الرسول في حياته وصاروا طوائف وملل بعد مماته يدافعون عن اصحابه واهل بيته بعد موتهم، ولو اعتصموا بكتاب الله فهو خير لهم ونصروا ربهم فهو الباقي لهم.