كثيرا ما تجد الملحدين يتبجحون بأن العلم وجد ان لاضرورة لوجود الآله وهم في اكثر الأحوال اما جاهلين تماما بالموضوع كالملحدين العرب واما انهم يتجاهلون عمدا مدا ضعف ما يصفونها بنظريات نشوء الحياة وكل ذلك لأسباب عاطفية داخلية في ضرورة نكران الله لادخل لها بالعلم..
ماهو الفرق علميا بين النظرية و المبرهنة:
من الناحية العلمية يوجد تسلسل من تصانيف الأسس العلمية تبدأ من الرأي والحدس الى النظرية ثم القانون و المبرهنة...
القانون العلمي هو مجموعة امور تعتبر بديهيات تم اثباتها من خلال كثرة انطباقها على جميع حالاتها مثل قانون الجاذبية او قانون الفعل ورد الفعل . ويشترط في القانون ان يكون بسيط وواضح وغير مشتق او معقد ومنطبق دائما.
والمبرهنة هي نظرية علمية قد تم برهانها منطقيا و علميا باستعمال القوانين او مبرهنات اخرى بما لا يقبل الشك انها صحيحة وهي ما يستند عليه العلم و ما يبنى عليها في اصدار مبرهنات اخرى.
اما النظرية فهي مجموعة افكار نظرية من المرجح ان تكون صحيحة لكن من الممكن اثبات خطأها فيما بعد . وهناك عدة نظريات متقاطعة مع بعضها (اي اذا صحت واحدة فيجب ان تبطل الأخرى)، مثل النظرية النسبية لأنشتاين، و نظرية الكم .
ومن اغرب النظريات (او التي تعتبر نظريات) هي نظرية التطور لدارون(اصل الأنواع بالأنتخاب الطبيعي) ونظرية النشوء والترقي في نشوء الحياة من اللاحياة والتي تعتبر اساس انكار وجود ضرورة للخالق.
والسؤال هو هل من المرجح ان تكون نظرية نشوء الحياة صحيحة؟ او ماهي احتمالية حدوثها في ارض الواقع؟
النظرية باختصار ان قبل اربع مليارات سنة وفي محيطات الأرض وبفعل التفريغ الكهربائي يتحول النتروجين وبعض مركبات الهيدروجين الى "حامض الأمونيك" ومنه تكون البروتين ثم اخذ البروتين بالترتب الى ان في يوم اصبح حمض نووي DNA وRNA ليتحول بعدها الى خلية ونواة وبكتريا تتكاثر.
يأتي بعد ذلك دور نظرية دارون التي هي بأختصار ان اي كائن حي يتكاثر عن طريق التزاوج ويحصل على صفات وراثية من ابويه وفي بعض الأحيان تحدث طفرة وراثية ونتيجة اعادة الخلظ تنتج صفات جديدة اما ان تكون مفيدة او مضرة للكائن . المضرة تؤدي الى موت الكائن و المفيدة ينقلها الى اولاده وبهذا تنتج انواع جديدة.
اساس النظريتين هي حدوث احداث عشوائية كثيرة جدا وعلى فترات طويلة قد تؤدي الى انتاج امور شديدة التنظيم...ولهذا لنأتي الى توضيح الأحتمالية في ارض الواقع!
لنفرض اني قد كتبت جملة عشوائية غير مفيدة متكونة من اي خمس احرف(من 28 حرف في اللغة العربية) وطلبت منك ان تعرفها ماهو الوقت الذي ستضمن به الأجابة اي ان تأخذ كل الأحتمالات؟ عدد الأحتمالات هو 28 مضروبة في نفسها خمس مرات اي 28 اس 5 ويساوي 17,210,368 .اذا استغرقت في كتابة كل كلمة 3 ثواني ستحتاج تقريبا الى سنة ونصف متواصلة لتعرف الجواب!!
طيب اذا ضاعفنا عدد الحروف الى 10 ، كم من الوقت ستتغرق لمعرفة الجواب ياترى؟؟اعد الحساب البسيط 28 اس 10 مضروبة في 3 ثواني ثم قسمها على عدد ثواني السنة يكون الجواب: 28,177,014 سنة فقط ثمانية وعشرين مليون سنة!!
اذا كنت تعرف جواب العشر احرف فسيتغرق كتابتها منك بضع ثواني اما اذا لم تكن تعلم وتريد تجربة كل الأحتمالات فستأخذ عشرات الملايين من السنين اما اذا ضاعفت عدد الأحرف فستأخذ ملايارات المليارات من السنين...الأن ماهي عدد الأحتمالات لأنتاج حامض الأمونيك وتحوله الى خلية حية خلال اربع ملايارت سنة(او حاليا اعتبروا ان المدة يجب ان تقل عن ذلك بكثير) مع العلم ان هذا الأمر لم يتم حصوله في اي مختبر في العالم اي لم يتم انتاج اي خلية حية من مواد كيميائية اولية وحتى لم يتم انتاج حامض الأمونيك بصورة كاملة وبظروف تحاكي الطبيعة؟؟ الجواب ان الأحتمالات لا نهائية وغير معروفة اصلا.
ولكن بالرغم من ذلك هناك من يضع لها حساب واحتمالية حدوث . اكثر الملحدين تفائلا لا يستطيع ان يجد طريقة ليزيد النسبة على واحد من 10 اس 40...ومن قبل بعض المحايدين فالنسبة تصل بين( 10 اس50 ) الى( 10 اس360)...وتعال لنناقش هذه الأرقام ويبدو (10 اس 80) شيء بالمعدل بينها. ماذا تعني (10 اس 80)؟ هذا الرقم يعادل نظريا مجموع ماموجود في الكون من ذرات!!! ليس مجموع ذرات التراب في الأرض او في المريخ او في المجموعة الشمسية او في المجرة بل مجموع الذرات التي هي اصغر مكون للمادة الموجودة في كل الكون؟؟ الأمر مثير للسخرية عندما يطلب منك شخص ان تختار ذرة من ذرات الكون واحتمالية ان تكون مصيبا هي احتمالية نشوء الحياة و نشوء الأنسان!!!
هذا ما يتبجح به الملحدون؟!
يدعي بعض العلماء ان قرد الشمبانزي تطور تلقائيا الى انسان خلال 8 الى 10 ملايين سنة....
لنفترض ان هناك مليون قرد شمبازي يعيش على الأرض ولنفترض ان كل سنة من الممكن ان يولد مليون قرد جديد ، اذن خلال 10 ملايين سنة قد ولد 10000 مليار قرد او(10 اس 11) قرد وهو اقل بكثير من عدد الكلمات الناتجة من ترتيب 10 احرف الذي تكلمت عنه، يعني هذا ان ترتيب 10 احرف اصعب حصوله من تحول قرد الى انسان!
العشوائية حقيقة هي علم تمثيل الأمور المجهولة التي لم يستطع العلم التعامل معها لقصور العقل البشري فلن يكون من المنطق ابدا بناء نظربات تفسر الحياة على احتمالية العشوائية.
وعندما يوضع الملحد امام هذه الأرقام يقول:
*اانت تتجاهل حقيقة ان هناك ملايين من المحاولات تجري في نفس الوقت في كل محيطات الأرض لمدة اربع ملايارت سنة.
-الجواب:هل تسطيع ان تجري واحدة من هذه المحاولات في المختبر؟
*اذا كان هناك سحبة يانصيب يشترك بها مليار شخص فاحتمالية الفوز ضعيفة جدا هي واحد من مليار ولكن هناك حتما احد الأشخاص سيفوز فمهما كانت الأحتمالية ضعيفة فهي ستحدث في مكان ما لشخص ما ولهذا كنا نحن المحظوظون.
-الجواب: دائما ما يستعمل الملحدون وسائل لاعلمية لأظفاء نكهة العلم على ما يقولون . الأصل انه عندما يقدم اي شخص نظرية علمية فعليه ان يثبت ارجحية نجاحها على باقي النظريات وليس ان يقدم نظرية يعتبرها الوحيدة ولهذا ستحصل حتى لو كانت احتماليتها ضعيفة او غير موجودة...فما هي احتمالية ان هناك قوة اخرى تدير كل شيء؟ عندما تسحب اسم من مليار اسم فهناك حتما اسم سيتم اختياره و السؤال هو من... اما في حالة نشوء الحياة فالسؤال عندها هل تنشأ حياة في مكان ما ام لا تنشيء على الأطلاق( وليس انها يجب تنشيء و لكن اين) .وتسلسل الأحداث غير معروف اصلا اما في حالة السحبة فالتسلسل واضح ومعروف ويجب ان يحصل احده.
*نظرية وجود آله هي اصعب اثباتا بكثير واحتمالية حدوثها اصغر بكثير من احتمالية حدوث الحياة التلقائي..فأن كان هناك آله فكيف تكون ومن اين جاء؟
الجواب:هناك كلمتين علميتين هي اعظم النظريات قبولا لكثير من الظواهر وهي : لا نعلم ... خير للعلم ان يعترف بحقيقة كونه عاجز عن ادراك كل شيء بدل ان يدعي نتائج خاطئة...فالعلم اصلا هو لمصلحة البشر ولأيجاد الحقائق او من المنطقي ان يعتبرها مجهولة اذا لم يتسطع ان يعلم شيء عنها.