لنفترض معا اخي المسلم هذا المثال ،عندما تريد ان ترفع او تزيل حجارة ثقيلة امام دارك فقد تطلب مساعدة احد من الجيران وتقول "يا فلان" ساعدني ، او عندما لا تجد احدا قد ترفعها لوحدك وتقول "يالله". فأنت بين حالتين لا ثالث لهما:
الحالة الأولى: عندما تنادي جيرانك "يا فلان" يسمعك جيرانك وقد يساعدك في رفع الأحجار بيديه فيخف الحمل عليك ويسهل العمل.
الحالة الثانية : عندما تقول "يا لله" ، فأنت تعلم ان الله يسمعك وبقدرة الله تطلب عونا في رفع الثقل ، ان الله تعالى لن يكون كمن يأتي ليرفع معك الثقل
بيده ولكن يعينك بقدرته اللامحدودة كأن يقويك او يعطيك العزيمة او يدفع عنك ضرر او اذى الرفع او قد يرسل لك جيرانك او اخاك فيجدونك تحتاج مساعدة فيعينوك.انت لا تعلم كيف يعينك الله ولكن تطلب والله تعالى ان شاء يجيب .
عندما تقول "يا محمد" او "ياعلي " ، في اي حالة تدرجها؟ الأولى ام الثانية؟ اسأل نفسك بهدوء وروية.
اذا ادرجتها ضمن الحالة الأولى فلا معنى لها لأن الرسول او الأمام لن يأتي ليرفع الثقل معك بيده وهو متوفي قبل مئات السنين ، فهل هناك من معنى لمن ينادي اباه او جده المتوفي ليعينه في عمل كهذا؟
اذن المقصود الحالة الثانية انت تطلب من الأمام ظنا انه يسمعك وبقدرته سيعينك بأن يعطيك القوة او العزيمة او يدفعك عنك ضرر او اذى او قد يسهل لك من يعينك من الناس . ولكن انتبه انك قد جعلت الامام مقام الله تعالى واعطيته دور وقدرة الله تعالى مع عبيده وبهذا يكون شريكا لله في امور العبادة وهذا ما لايرضاه الله الذي لايشرك في حكمه احدا ولا يرضاه الرسول او الأمام ابدا لأنهم هم عبيد الله لايسألون سواه.
الحالة الأولى هي طلب عون من الناس، اما الحالة الثانية فهي عبادة للرب لايقدر عليها الا الآله، ولك الأختيار اين توجهها هل تجعلها خالصة لله ، قال تعالى "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين" ، او ان تشارك بها احدا من عبيده ، قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ".