وقف الطفل بيير ذو الـ14 ربيعا، يناقش القسيس في مسائل غير مقنعة، قرأها في الكتاب المقدس، وبعد أن أجهد الطفل القسيس في النقاش، اعترف له الأخير بأن هناك أجزاء من الكتاب المقدس محرفة، سنوات بعد ذلك، التقى بأحد المبشرين النصارى، وسأله عن الهدف من وراء حملات التبشير المنتشرة، فقال له المبشر: هدفنا تدمير الإسلام، ومنذ ذلك الوقت بدأ الفتى الألماني رحلة البحث عن الحقيقة، فأخذ يسأل عن الإسلام وقرأ القرآن كاملا، فانبهر من صفات الله العظيمة، التي لم يذكرها الكتاب المقدس، والذي على العكس افترى على الله تعالى، بالقول: إن الله صارع يعقوب فغلبه يعقوب ( تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا).
أسئلة محيرة وجد بيير أن صلاة المسلمين وفيها السجود، كانت شبيهة بصلاة موسى وعيسى عليهما السلام، حيث ورد سجودهما لله تعالى في الكتاب المقدس، وهو ما خلت منه صلاة اليهود والنصارى بعد ذلك، و تساءل بيير كيف يكون عيسى إلها وهو يسجد لله تعالى فهل، مثلا كان يسجد لنفسه؟. انبهر الشاب الألماني بالإسلام؛ ذلك لأنه يدعو إلى الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين، بمن فيهم عيسى وموسى عليهما السلام، وبجميع الكتب بما فيها التوراة والإنجيل، بينما ينكر القرآن على الأحبار والرهبان تحريفهم لكتبهم، كما أعجبه في الإسلام علاقة الأسرة والأبناء، ومكارم الأخلاق والإعجاز العلمي في القرآن، والإجابات التي حواها كتاب الله عن الكثير من الأسئلة الفلسفية المحيرة، حول الحكمة من الخلق، وماذا يريد الله من عباده. نطقه بالشهادتين بدأ بيير يدخل المسجد ويصلي صلاة المسلمين، ويقرأ القرآن دون أن يدخل في الإسلام بعد، وذات مرة وبينما كان في المسجد لأداء صلاة الجمعة، سأله إمام المسجد المغربي بعد أن وجد ملامحه أوروبية: هل أنت الوحيد المسلم في أسرتك؟ فقال له: نعم ورفع يديه وقال: وأنا "أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ". اعتنق بيير الإسلام عام2001 وعمره 23 عاما، ومن وقتها غير اسمه إلى "أبو حمزة الألماني". كان أبو حمزة يعشق الملاكمة، فأصبح أحد محترفيها في ألمانيا، ولعب لنادي ساورلاند ويلفريد، ويقال إنه لم يهزم في سبع مباريات متتالية. في ألمانيا قرر أبو حمزة دراسة العلوم الإسلامية في الجامعة، لكن مستوى عرض الإسلام لم يرو ظمأه وتعطشه للتعمق في علوم الدين، ومن ثم غادر إلى مكة ليلتحق هناك بالمؤسسة العربية للأجانب في جامعة أم القرى. طريق الدعوة في عام 2006، عاد أبو حمزة إلى ألمانيا ليبدأ مرحلة جديدة، هي الأهم في حياته، حيث أخذ على عاتقه تعريف أبناء جلدته بالإسلام، فبدأ بإلقاء محاضرات ودروس عن الدين الحنيف ليصبح بعد ذلك أهم داعية إسلامي في ألمانيا، ومن بين القلائل في أوروبا كلها الذين هدى الله على أيديهم أعدادا كبيرة إلى الإسلام، وقد أسلم على يدي أبو حمزة في محاضرة واحدة 1000 ألماني، وفي كل محاضرة يسلم على يديه العشرات، حتى لقب بفاتح ألمانيا. ويؤكد الداعية أبو حمزة في محاضراته، أن حب النبي صلى الله عليه وسلم، يكمن في الالتزام بتعاليمه وأخلاقه وعباداته، وليس فقط فيما تحب وتترك مالا تحب. وأوضح في محاضرة له بالمعهد العالي للهندسة بكفر الشيخ، بعنوان "لماذا أثق في محمد" أن الإسلام ينتشر انتشارا كبيرا في أوروبا؛ ففى ألمانيا فقط يخرج من الكنيسة كل سنه أكثر من 200 ألف شخص، وكثير من الناس يدخلون الإسلام، ولو استمرت الدعوة الإسلامية فى أوروبا، سيصبح الإسلام قوة عظيمة جدا، ولكنهم يحاولون إعاقة الدعوة إلى الإسلام. وقال: إن القرآن الكريم يحفظه أكثرية أطفال المسلمين عن ظهر قلب، وأنه وجد لما قرأ في القرآن أن الله عاتب نبيه "عبس وتولى"، فقلت في نفسي: لو كتب محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، فكيف يقول هذا عن نفسه؟. وقال: إن القرآن نفى الألوهية عن جميع المخلوقات ونزه الله عز وجل عن جميع النقائص، فقال }ليس كمثله شىء وهو السميع البصير{.


رسالة الإسلام