المهدي القائم والمهدي الغائب
المفيد وغيره من علماء الشيعة الأوائل يعتقدون بغيبة المهدي إبن الحسن العسكري في سرداب سامراء .
ولهذا فحين تأتي مثل هذه الروايات ، فيحاولون أن يجدوا تخريجات تخدم فكرتهم عن مهديهم الغائب الوهمي الذي نقل لهم عنه شخص واحد فقط هو عثمان بن سعيد العمري الذي زعم أنه يراه هو فقط وهو الوسيط بينه وبين الناس : يأخذ رسائلهم إليه ويعود بالجواب مختوماً بختم المهدي الغائب ، كما يأخذ الأموال من الخُمس والزكاة والهدايا والنذور وغير ذلك ، ثمّ بعد وفاته استلم المهمة إبنه محمد الخلاّني .
ومن هذه التخريجات هي إضافتهم لبعض الكلمات ، مثلاً : المهدي يقوم بعد موته .. فيضيف إليها بعض الكلمات لتكون : المهدي يقوم بعد موته ذكره ... ثم يأتي من بعده ليقول : المهدي يقوم بعد موت ذكره .
ويمكن أن تكون هذه الرواية تحتوي إضافات ، وذلك لأنّ المفيد وغيره من علماء الشيعة القدماء لا يؤمنون بموت المهدي وإنما بغيبته وبقائه حياً حسب زعمهم .
فلهذا جاءت هذه الرواية بهذا الشكل ، ويمكن أن تكون الرواية الأصلية تنص على خروج المهدي نفسه من قبره ينفض التراب عن مِفرقه .