بسم الله الرحمن الرحيم
((كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَاتـاً فَأَحۡيَـٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ))
صدق الله العظيم
سورة البقرة
رقم الآية 28
التفسير :من كتاب المتشابه من القرآن لمحمد علي حسن الحلي ،(الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965)
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ) إنّ هذه الآية لَها معنيان أحدهما يدلّ على خلق آدم والثاني يدلّ على خلق نسله ، أمّا خلق آدم فقد شرحتها شرحاً وافياً في كتابي (الكون والقرآن) تحت عنوان (الحياة انتقالية) ، أمّا خلق نسله فخلقهم من عناصر أرضية فكان منها الغذاء وكان من الغذاء المني وكان من المني الجنين ، فقوله تعالى {كُنتُمْ أَمْوَاتاً} يعني كنتم جماداً فجعلكم أحياء تسمعون وتبصرون . ويؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة ياسين {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} . فجسم الإنسان يتكوّن من مواد أرضية وذلك من مركّبات الكبريت والفسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكلس والحديد ، فالأشجار تمتصّ هذه المواد من الأرض فتصبح فيها فاكهة فإذا أكلها الإنسان أخذ جسمه ينمو ويكبر بِهذه الأغذية ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انتهاء أعماركم ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) الحياة الأثيرية ، وذلك بعد الموت في عالم الأثير (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) يوم القيامة ، أي يرجع حكمكم إليه فيحكم بينكم بالعدل .29 – (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) من جبال وأنهار ونبات وأنعام ، وقد سبق تفسير هذه الآية في كتابنا (الكون والقرآن)في تعريف السماوات الغازية :
http://quran-ayat.com/kawn/index.htm#السماوات_الغازيّة_
موضوع الحياة انتقالية هنا
http://quran-ayat.com/kown/2.htm#الحياة_انتقاليّة_