بسم الله الرحمن الرحيم
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
صدق الله العظيم
التفسير :منكتاب المتشابه من القرآن لمفسر القران المرحوم محمد علي حسن الحلي، (الطبعة اﻷولى – بيروت – لبنان – 1965154 – (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً) أي أمناً (نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ) وهم المؤمنون . لَمّا تراجع المسلمون واجتمعوا عند رسول الله وهم يعتذرون إليه أنزل الله على المؤمنين منهم النعاس فناموا ووضع في قلوبهم الأمان لتهدأ روعتهم لأنّ المشركين توعّدوهم بالعودة للقتال فجلسوا تحت الجحف متهيّئين للحرب ، أمّا المنافقون منهم فكانوا خائفين مرعوبين ، وذلك قوله تعالى (وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ) وهم المنافقون ، أي كان همّهم الوحيد أن ينجوا بأنفسهم من القتل دون غيرهم (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) وهم المشركون (يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ)والنهي(مِن شَيْءٍ) يعني يقول بعضهم لبعض هل لنا من الإمرة والمشورة من شيء ، فلو استشارونا وأخذوا برأينا ما حلّ بِهم ما قد حلّ (قُلْ) يا محمّد لهم (إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) ينصر من يشاء ويخذل من يشاء (يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ) أي ما لا يستطيعون إظهاره لك من الشكّ والنفاق (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ) أي من المشورة من (شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا) أي ما قُتِل أصحابنا (قُل) يا محمّد لهم في جواب ذلك (لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) أي لو لزمتم منازلكم أيّها المنافقون والمرتابون وتخلّفتم عن القتال لخرج إلى البراز المؤمنون الذين فرض عليهم القتال صابرين محتسبين فيقتلون ويقتلون . والتقدير لو تخلّفتم عن القتال لما تخلّف المؤمنون (وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ) أي يختبر ما في صدوركم بأعمالكم (وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) بأعمالكم فتظهر للمسلمين نيّاتكم ِوتنكشف أسراركم فلا يلتفتوا بعد ذلك إلى أقوالكم . والتمحيص هو الامتحان والاختبار (وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) فلا تخفى عليه خافية من أسراركم .
http://www.quran-ayat.com/shabaha/3.htm#154