الإندبندنت تتساءل: هل ستكون إسرائيل موجودة عام 2048 ؟
في الوقت الذي تشهد فيه أروقة الأمم المتحدة مداولات سرية وعلنية حول الطلب الفلسطيني بعضوية الدولة المستقلة في الأمم المتحدة، حيث تلوح الولايات المتحدة باستخدام حق النقض، بينما هناك دعوات وخاصة من جانب اللجنة الرباعية باستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من دون شروط مسبقة، خرجت صحيفة (إندبندنت) البريطانية بمقال في صفحة (الرأي) بقلم ماري ديجيفسكي طرحت في عنوانه سؤالا يقول: " هل ستكون إسرائيل موجودة بحلول عام 2048؟"
وتطرقت الكاتبة في المقال إلى الغموض الذي يكتنف مستقبل إسرائيل والمخاطر التى تواجهها في ضوء التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وخاصة الدول المحيطة بها.
وقالت إن الموضوع لا يتعلق بحق إسرائيل في الوجود بل هل ستكون قادرة على الاستمرار والعيش لمدة مائة عام؟ وتجيب عن التساؤل وتقول إن التطوارت الأخيرة تحمل بعض الدلائل على إن اسرائيل الحالية قد لا تكون جزءا من المشهد العالمي بشكل دائم.
أما الأسباب التي تدعوها إلى الشك في قدرة إسرائيل على الاستمرار فأولها أن حدودها غير محمية رغم إنفاق مبالغ طائلة على عمليات تحصينها مثل جدار الفصل الذي بنته في الضفة الغربية، فالحدود مع الدول الأخرى سهلة الاختراق كما فعل عدد من الفلسطينيين في سوريا عندما تمكنوا من اختراق الحدود ودخول إسرائيل خلال شهري مايو ويوليو الماضيين.
وإذا تدهورت الأوضاع أكثر في سوريا وتحولت الأزمة فيها إلى حرب أهلية فإن الفوضى في سوريا ستحمل مخاطر أكبر لإسرائيل لأنه لن تكون هناك سلطة في دمشق تمنع حشود الفلسطينيين المحبطين في سوريا من إعادة الكرة.
كما يمكن أن يحدث شيء مماثل على الحدود الجنوبية لإسرائيل حيث الحدود الإسرائيلية مع مصر طويلة وتصعب السيطرة عليها بشكل كامل والأوضاع الأمنية في مصر تدهورت بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك وإذا امتدت الاضطرابات إلى الأردن والضفة الغربية فإن إسرائيل ستواجه مخاطر أمنية أكثر فداحة.
أما السبب الثاني فله علاقة بأوضاع المنطقة في أعقاب ربيع الثورات العربية فرغم الخوف المتأصل لدى الدوائر الغربية من إمكانية وصول قوى إسلامية معادية لإسرائيل إلى سدة الحكم في الدول العربية في حال حدوث أي تحولات ديمقراطية فيها وهو احتمال ما زال قائما، فإن ما حدث له تداعيات أكثر خطرا على إسرائيل لأن هذه التحولات أفقدت إسرائيل مكانتها باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة ،لا بل إن جميع القادة العرب الذين دعموا فكرة التوصل إلى سلام معها إما خرجوا من الحكم أو في طريقهم الى ذلك بينما الولايات المتحدة تمتنع عن التدخل فيما تشهده المنطقة من تحولات.
وثالث هذه الأسباب له علاقة بما تشهده إسرائيل من تحولات داخلية حيث الجيل المؤسس للدولة يغيب عن الساحة والعوامل التي كانت تجمع الإسرائيليين مثل المحرقة النازية لم تعد مصدر وحدة كما كانت سابقا، كما أنها تشهد تحولات على صعيد التركيبة السكانية ونسبة اليهود الأصوليين والعرب والجيل الثاني من المهاجرين اليهود من روسيا يزداد عددهم بوتيرة أسرع من الفئات الأخرى من الإسرائيليين.
المصدر : جريدة الاهرام