السلام عليكم
موضع الجاذبية وسببها موضوع حير العلماء وبحثوا له عن اجابات كثيرة وحتى نعرف اكثر عن الجاذبية وسببها في ظل القرآن الكريم نقلت لكم هذا الموضوع من كتاب
الكون والقران للمرحوم محمد علي حسن الحلي
الجاذبيّة
س 13 : تقول أنّ السيّارات أراضٍ كأرضنا منتشرات في الفضاء دائرات حول الشمس ، وبسبب دورانِها تنتج الفصول الأربعة أي الصيف والشتاء والربيع والخريف ، فكيف تدور هذه الأجرام حول الشمس ولا تسقط [: تهرب أو تفلت] في الفضاء ؟
ج : إنّ الشمس لَها قوّة جاذبة تجذب هذه الأجرام فلا تدعها تسقط [: تهرب أو تفلت] ، قال الله تعالى في سورة فاطر{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ، فقوله تعالى {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} يعني يمسك السيّارات والأرض بقوّة جاذبيّة الشمس {أَن تَزُولَا} معناها : أن لا تزولا عن الشمس ويتفرّقا في الفضاء {وَلَئِن زَالَتَا} يوم القيامة {إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} يعني : هل يقدر أحد على إمساكها غير الله ؟ وذلك لأنّ السيّارات إذا زالت عن جاذبيّة الشمس فإنّها تتمزّق وتكون نيازك ، ثمّ تنجذب إلى السيّارات الجديدة ، لأنّ شمسنا تتشقّق يوم القيامة وتكون سيّارات ، فلذلك قال تعالى {إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ} والمعنى : إنّ السيّارات إذا زالت عن الجاذبيّة وتشقّقت فإنّ الله تعالى يمسك تلك القطع بقوّة جاذبيّة أخرى .
وإنّما تزول السيّارات عن جاذبيّة الشمس يوم القيامة لأنّ الشمس تتشقّق وتنتثر أجزاؤها في الفضاء ، ومن المعلوم إذا تشقّقت فإنّ السيّارات تتمزّق معَها ، وذلك قوله تعالى في سورة الانفطار{وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ} أي تمزّقت وانتثرت أجزاؤها في الفضاء لأنّها تكون نيازك . وقال تعالى في سورة فصلت أو السجدة {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوكَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فالسماء يريد بِها الطبقات الغازيّة ، وقوله {فَقَالَ لَهَا} أي للسماء {وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا} إلى قوّة الجاذبيّة {طَوْعًا أَوكَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} وذلك لأنّ الطبقات الغازيّة مجذوبات للأرض ، أي كلّ سيّار له طبقات غازيّة مجذوبات له أينما سار السيّار فالغازات معه .
س 14 : لماذا يقول الله تعالى {طَائِعِينَ} على الجمع بعد أن قال {قَالَتَا} على التثنية ؟
ج : كلّ لفظة "أرض" تأتي في القرآن غير مقرونة بذكر "السماوات" ولا يجمع بينهما واو عطف فإنّه تعالى يريد بِها السيّارات كلّها ، حيث كانت في بادئ الأمر أرضاً واحدة ثمّ تشقّقت ، كقوله تعالى {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، وقال تعالى في سورة فاطر{قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ .. إلخ } ، فالأرض هنا يريد بها كلّها ، وقوله تعالى {مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} معناه : أيّ جرمٍ خلقوا منها ؟ فهل خلقوا المرّيخ الذي هو جزءٌ منها أم خلقوا الزهرة أم زحل أم غير ذلك من السيّارات اللاتي هي أجزاء من تلك الأرض التي تقطّعت ؟ {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ} الغازيّة فخلقوا معي طبقة الأوكسجين أم النتروجين أم ثاني أوكسيد الكبريت أم غير ذلك من الطبقات الغازيّة ؟
إذا علموا أنّ الله هو الذي خلق السيّارات وخلق الطبقات الغازيّة ، فكيف يعبدون الأصنام ولا يوحِّدون الله في العبادة ؟
والمعنى أنّهما امتثلتا ما أمرَهما الله وتجزّأنَ ثمّ قلنَ {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} . لأنّ الأرض صارت تسع قطع والسماء صارت سبع طبقات ،فهنا صحّ أن يجيبا على الجمع ، والمعنى : ثمّ تجزّأنَ وأجَبْنَ {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} ، والمعنى أنّ الله تعالى خاطبهما قبل أن يتجزّءا ، فلذلك قال : {قَالَتَا} . ولمّا كانت الأرض واحدة والسماء واحدة ذكرهما على التثنية {قَالَتَا} وكذلك يريد بذكر السماء قبل أن تتجزّأ .
فقوله تعالى {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوكَرْهًا} دليلٌ على أنّ الله تعالى حكم عليهما بأمرَين : الأوّل انقيادهما للجاذبيّة وكان طوعاً منهما ، فالسماء انجذبت للأرض ، والأرض انجذبت للشمس ؛ والأمر الثاني تجزّؤهما وكان كرهاً لَهما ، فالسماء تجزّأتْ وصارت طبقات والأرض تشقّقت فصارت تسع سيّارات ، فهذا الأمر قبلتاه بالإكراه ولكنّهما امتثلتا أمرّ ربِّهما فلمْ يمتنِعا ولذلك قالتا{أَتَيْنَا طَائِعِينَ} .
س 15 : كيف تستطيع الشمس أن تجذبَ الأرضَ مع باقي السيّارات وقد نراها صغيرة ؟
ج : إنّ الشمس أكبر من الأرض بأضعاف ولكن لبعدها عنّا نراها صغيرة ، لأنّ الأرض مع باقي السيّارات والأقمار كلّا كانت شمساً واحدةً ، ولَمّا انتهت حياتها صارت أرضاً ، ثمّ تمزّقت فكان منها الأقمار والسيّارات ، وقد قدّر الفلكيّون أنّ الشمس أكبر من الأرض بِمليون مرّة .