"القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية، يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقى لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ؛ لأن الناسخ والمنسوخ فى كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه، فالإنسان القصير النظر هو الذى يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شىء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغير كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم؟!"
مرحب بكل نقاش و حوار اكاديمي متحضر
مصدر فكرة الناسخ والمنسوخ في القرآن جاءت من الآيات التالية: في (سورة البقرة 106) "ما ننسخ من آية أو نُنسها نأتي بخير منها أو مثلها". وفي (سورة النحل 101) "وإذا بدلنا آية مكان آية، والله أعلم بما ينزِّل، قالوا إنما أنت مفتر، بل أكثرهم لا يعلمون". وفي (سورة الرعد 39) "ويمحو الله ما يشاء، ويثْبِت، وعنده أُمُّ [أصل] الكتاب". هذه هي بعض الآيات، ولكن دعوني افجر قنبلة نووية قرآنية عن مفهوم النسخ من (سورة الحج 52) "فينسخ الله ما يُلْقي الشيطان
إنها قصة عجيبة فعلا،
أولا: فهي تدل على اختراق الشيطان للوحي، بل تبرهن على أن نبي الاسلام كان واقعا تحت تأثير الشيطان ووحيه.
ثانيا: أقوال علماء الإسلام عن ذلك
جاء في (تاريخ الطبري ج 1 ص 550 و551) "لما رأى رسول الله تولِّي قومه عنه وشق عليه ما يرى من مباعدتهم .. فتمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه، وكان يسره مع .. أن يلين له بعض ما قد غلظ عليه من أمرهم، حتى حدَّث بذلك نفسه وتمناه وأحبه، فأنزل الله "والنجمِ إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، فلما انتهى إلى قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ألقى الشيطان على لسانه .. تلك الغرانيقَ العلا وإن شافعتهن لترتجى، فلما سمعت ذلك قريش فرحوا وسرهم وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم، فأصاخوا له [أي استمعوا له] والمؤمنون مصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم ولا يتهمونه على خطإ ولا وهم ولا زلل، فلما انتهى إلى السجدة منها وختم السورة سجد فيها، فسجد المسلمون بسجود نبيهم تصديقا لما جاء به واتباعا لأمره، وسجد من في المسجد من المشركين من قريش وغيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد .. ثم تفرق الناس من المسجد وخرجت قريش وقد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم .. بأحسن الذكر .. وبلغت الأخبار مَنْ بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله .. وأتى جبريل رسول الله فقال يا محمد ماذا صنعت لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله وقلت ما لم يقل لك. فحزن رسول الله عند ذلك حزنا شديدا وخاف من الله خوفا كثيرا فأنزل الله، يخبره أنه لم يك قبله نبي ولا رسول تمنى كما تمنى، ولا أحب كما أحب، إلا والشيطان قد ألقى في أمنيتهو[يضيف المرجع]: كما ألقى على لسانه، فنسخ الله ما ألقى الشيطان .. فلما جاء من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقى على لسان نبيه قالت قريش ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتكم عند الله، فغير ذلك وجاء بغيره وكان ذانك الحَرْفَان اللذان ألقى الشيطان على لسان رسول الله"