يقول العالم المسلم أبو علي أبن سينا في مخطوطة له أسمها ( رسالة في معرفة الروح الناطقة وأحوالها ) يرجع تاريخها إلى سنة ( 391 هـ ) ما نصه :
أعلم أن الجوهر ( النفس أو الروح ) * الذي هو الإنسان في الحقيقة لا يفنى بعد الموت ولا يبلى بعد مفارقة البدن بل هو باق لبقاء خالقه وذلك لأن جوهره أقوى من جوهر البدن لآنه محرك هذا البدن و مدبره ومتصرف فيه والبدن منفصل عنه تابع له فأذ لم يضر مفارقته عن البدن أو وجوده . ألى أن يكمل القول .
ولهذا فإن الإنسان إذا نام بطلت عنه الحواس و الإدراكات وصار ملقى كالميت , فالبدن النائم في حالة شبيه بالموتى كما قال رسول الله عليه السلام ( النوم أخو الموت ) ثم إن الإنسان في نومه يرى الأشياء ويسمعها بل يدرك الغيب في المنامات الصادقة بحيث لا يتيسر له في اليقظة وذلك برهان قاطع على أن جوهر النفس غير محتاج إلى هذا البدن بل هو يضعف بمقارنة هذا البدن ويقوى بتعطله , فإذا مات البدن وخرب وتخلص جوهر النفس عن الجنس البدن , فإذا كان كاملاً بالعلم والحكمة والعمل الصالح أنجذب ألي الأنوار الإلهية و أنور الملائكة والملأ الأعلى أنجذاب إبرة ألى جبل عظيم من المغناطيس وفاضت عليه السكينة وحقت له طمأنينة فنودي في الملأ الأعلى [ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28)فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29)وَادْخُلِي جَنَّتِي(30) ]( الفجر )
*1 _ للتوضيح أضفتها
*2_ هكذا وردت مما يدل على أن هذه الصيغة هي ما كنت مستعملة حينها أي ( عليه السلام )
* 3_ علق على الرسالة محمد ثابت الفندي تاريخ الطبع غير موجود والكتاب مصنف بالنادر