بسم الله الرحمن الرحيم
معظم التيارات الإسلامية اليوم لديها مفهوماً مترسخاً في أروقة فكرها الديني وهو أن عليها الوصول إلى السلطة لتطبيق الشريعة الإسلامية على أبناء مجتمعاتها , وإن تطبيق الشريعة الإسلامية على أبناء المجتمع الذي معظمه من المسلمين شيئ محمود وعظيم الشأن , ويكون هذا الأمر من الأهمية بمكان عندما ينادي أبناء هذا المجتمع من المسلمين وغيرهم من باقي الديانات الأخرى بتطبيق الشريعة الإسلامية , و الأعظم من ذلك أن يستطيع النخبة من قادة العلماء والممثلين لهذه التيارات من إقناع أبناء هذا المجتمع بالمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية حاكمة عادلة فيه .
فإذا كان الإسلام لايبحث عن مجتمع يحكمه بأوامره ونواهيه , وإنما يبحث عن مجتمع متمتعاً بكامل الحرية متحرراً من العبودية لغير الله أو أن يحرره من العبودية لغير الله , ليعرض فيه أوامره ونواهيه ليقوم أبناء هذا المجتمع بإختيارها حاكمة له , ولتقوم السلطة الحاكمة بإقامة العدل فيه فعندما قال الله في محكم تنزيله ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) فعلى كل التيارات الإسلامية إذا ماانتخبوا للسلطة أن يشرعوا في إقامة العدل بين الناس بدلاً أن يشرعوا في الهيمنة على كل الآخرين فإن إقامة العدل بين الناس هو المدخل الرئيس الذي يدخل فيه الناس إلى الإسلام فإذا مادخلوا فيه رفعوا أصواتهم عالية بتطبيق الشريعة الإسلامية , وعلى كل التيارات الإسىلامية أن لايبحثوا عن مالا يبحث عنه الإسلام .