facebook twetter twetter twetter
الخلل في تفاسير القرآن الشائعة - منتديات الهدى
  • تطبيق البحث في القرآن الكريم مع التصفح وتفسير الآيات القرآنية المتشابهة بأسلوب واضح ومفهوم للجميع من كتاب تفسير المتشابه من القرآن.
  • اثبات عدم وجود ناسخ ومنسوخ في القران الكريم
  • وقت الافطار الحقيقي في شهر رمضان على ضوء القران الكريم
+ إنشاء موضوع جديد
النتائج 1 إلى 4 من 4

المشاهدات : 11068 الردود: 3 الموضوع: الخلل في تفاسير القرآن الشائعة

  1. #1
    مشرف عام
    رقم العضوية : 37
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    المشاركات : 1,626
    التقييم: 259
    العمل : مهندس
    الجنـس : ذكر

    الخلل في تفاسير القرآن الشائعة

    قال تعالى في سورة القيامة " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 18 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 19 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ "

    هنا تعهد الله تعالى بأمرين :
    1) جمع القرآن وقرآنه (يعني ان القرآن لم يكن مجموعاً في ذلك الوقت)
    2)ثم بيان القرآن ( يعني أن معاني القرآن لم تكن بيّنة بالكامل بل كان هناك جزء كبير من الآيات المتشابهة الغامضة مجهولة المعنى في وقت الرسول) .

    ومما يؤيد عدم وضوح الكثير من آيات القرآن الكريم قوله تعالى في سورة آل عمران :
    "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ "

    وكل هذا يعني أن الرسول محمد (عليه السلام) لم يكن مكلفاً بجمع القرآن ولا بيانه ، وانما تعهد الله بتحقيقهما لاحقاً .

    وبمشيئة الله سيكون محور هذا الموضوع هو : لمعرفة أن تفاسير القرآن الشائعة مثل ابن كثير والقرطبي والميزان والجلالين وغيرها لم تحقق بيان القرآن الذي تعهد به الله تعالى، لأنها تفاسير متناقضة مع القرآن نفسه ومع المنطق، ولم تحل الغاز هذا الكتاب الكريم، بل في بعض الأحيان زادت بعض الآيات غموضا وتعقيداً.

    وفي نفس الوقت سنبيّن أن تفسير المرحوم محمد علي حسن الحلي هو التفسير الوحيد للقرآن الذي جعل جزء كبير من القرآن بيّناً للناس .

    يتبع ان شاء الله
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد العليم ; 10-05-2013 الساعة 10:34 AM
    توقيع عبد العليم

  2. #2
    مشرف عام
    رقم العضوية : 37
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    المشاركات : 1,626
    التقييم: 259
    العمل : مهندس
    الجنـس : ذكر
    قال تعالى : " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىظ° يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ "

    ظاهر الآية الكريمة للفظي يتعارض مع قوله تعالى في سورة النساء : "
    وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

    فما هي المعقبات ؟ وكيف تحفظه من أمر الله مع أن أمر الله مفعول وواقع لامحالة ؟؟

    جميع التفاسير التي قرأناها دخلت في حيص بيص ولم تستطع حل التناقض الظاهري لا من قريب ولا من بعيد .

    بأستثناء تفسير المرحوم محمد علي حسن الحلي سنجد أن تفسيره للآية الأولى كتابه الأنسان بعد الموت لا يتناقض مع تفسير الآية الثانية:



    المخلوقات الروحانية


    إنّ المخلوقات الروحانية على أقسام ، منها الملائكة ومنها الجنّ والشياطين ومها النفوس البشرية وغير ذلك ، وكلّ قسمٍ منها يسمّى "أمر" . قال الله تعالى في سورة شورى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ...الخ} ومعناه : وكذلك أرسلنا إليك جبريل الذي هو من مخلوقاتنا الروحانية . وقال تعالى في سورة المؤمن {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ} ومعناه : ينزّل جبريل الذي هو من المخلوقات الروحانية على من يختارهم من عباده للنبوّة ، لينذر النبيّ الناس يوم التلاق ، وهو اليوم الذي يتلاقى فيه الأوّلون مع الآخِرين . وقال تعالى في سورة السجدة {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} ومعناه : ينزّل المخلوقات الروحانية من السماء إلى الأرض ثمّ تصعد إليه في يومٍ كان مقداره ألف سنة . وقال تعالى في سورة الرعد {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ...الخ} ومعناه : جعل الله للنبيّ معقّبات من بين يديه ومن خلفه "وهم الملائكة" يحفظونه من المخلوقات الروحانية الشرّيرة . وقال تعالى في سورة القدر{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} يعني من كلّ قسم من المخلوقات الروحانية التي عندنا في السماء تنزل في ليلة القدر . وقال تعالى في سورة أسرى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ومعناه : ويسألونك يا محمّد عن جبريل قل هو من مخلوقات ربّي الروحانية . فالمخلوقات الروحانية كلّ قسمٍ منها يسمّى "أمر" ومجموعها يسمّى "أمور" ؛ قال الله تعالى في سورة آل عمران {وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ}، وقال أيضاً في نفس السورة {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} ومعناه : إنّ الصبر والغفران سيرة حسنة لأنّها من سيرة الملائكة .
    انتهى



    توقيع عبد العليم

  3. #3
    مشرف منتدى مقارنة الأديان
    رقم العضوية : 40
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    المشاركات : 1,266
    التقييم: 342
    الجنـس : ذكر
    جزاك الله خير الجزاء عزيزي عبد العليم موضوع مهم جدا واسمح لي ان اشارك وانا سأورد تفسير اول ايتين من سورة البقرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)

    تفسير ابن كثير

    قد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور ، فمنهم من قال : هي مما استأثر الله بعلمه ، فردوا علمها إلى الله ، ولم يفسروها
    ومنهم من فسرها ، واختلف هؤلاء في معناها ، فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : إنما هي أسماء السور
    وقال سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : أنه قال : " الم " ، و " حم " ، و " المص " ، و " ص " ، فواتح افتتح الله بها القرآن .
    وكذا قال غيره : عن مجاهد . وقال مجاهد في رواية أبي حذيفة موسى بن مسعود ، عن شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عنه ، أنه قال : " الم " ، اسم من أسماء القرآن .
    ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( 2 ) )
    قال ابن جريج : قال ابن عباس : ذلك الكتاب : هذا الكتاب . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والسدي ومقاتل بن حيان ، وزيد بن أسلم ،وابن جريج : أن ذلك بمعنى هذا ، والعرب تقارض بين هذين الاسمين من أسماء الإشارة فيستعملون كلا منهما مكان الآخر ، وهذا معروف في كلامهم .
    و ( الكتاب ) القرآن . ومن قال : إن المراد بذلك الكتاب الإشارة إلى التوراة والإنجيل ، كما حكاه ابن جرير وغيره ، فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع ، وتكلف ما لا علم له به .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تفسير الطبري


    القول في تأويل قول الله جل ثناؤه : ( الم ) .
    قال أبو جعفر : اختلفت تراجمة القرآن في تأويل قول الله تعالى ذكره "الم " فقال بعضهم : هو اسم من أسماء القرآن .
    عن مجاهد ، قال : "الم " ، فواتح يفتح الله بها القرآن .
    عبد الله بن وهب ، قال : سألت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن قول الله : "الم ذلك الكتاب " و "الم تنزيل " ، و "المر تلك " ، فقال : قال أبي : إنما هي أسماء السور .
    حدثنا شعبة ، قال : سألت السدي عن "حم " و "طسم " و "الم " ، فقال : قال ابن عباس : هو اسم الله الأعظم .
    عن ابن عباس ، قال : هو قسم أقسم الله به ، وهو من أسماء الله .
    ، عن ابن عباس : "الم " قال : أنا الله أعلم .
    وقال بعضهم : الحروف التي هي فواتح السور حروف يستفتح الله بها كلامه .

    فإن قيل : هل يكون من القرآن ما ليس له معنى ؟

    قيل : معنى هذا أنه افتتح بها ليعلم أن السورة التي قبلها قد انقضت ، وأنه قد أخذ في أخرى ، فجعل هذا علامة انقطاع ما بينهما ، وذلك في كلام العرب ،

    القول في تأويل قوله جل ثناؤه : ( ذلك الكتاب ) .
    قال عامة المفسرين : تأويل قول الله تعالى ( ذلك الكتاب ) : هذا الكتاب .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    مع احترامنا للمفسرين الاجلاء وشكرنا لهم على ما قاموا به من جهد واجرهم عند الله الا اننا نرى تخبطا كثيرا ومتاهة فأحدهم قال الله اعلم وهو طبعا افضلهم لانه ترك علم الاية المتشابه الى الله ولكن كما لاحظنا في تفسير ابن كثير ان عبد الرحمن بن زيد بن اسلم يقول انها اسماء السور لكن مجاهد يقول انها من اسماء الله ؟ ولا نعرف على اي اساس تكون اسم من اسماء الله . ولاحظ ايضا كيف تبدل قوله تعالى في اقوال المفسرين من
    ( ذلك الكتاب ) الى ( هذا الكتاب ) وفي الحقيقة لا يحق لنا ان نبدل كلام الله ليتماشى مع تفسيرنا كان الاولى بنا تبديل التفسير ليتماشى مع كلام الله .
    اما تفسير الطبري رحمه الله فيقول انه اسم من اسماء القران ويقول ابن عباس هو اسم الله الاعظم ! كيف استنتج ذلك لا نعلم ثم يعود ابن عباس رضي الله عنه ايضا ليلقي رأيا اخر وهو ان هذه الحروف معناها قسم اقسم الله به . ورأيا اخر لابن عباس يقول فيه ان معناها " انا الله اعلم ! فأي الاراء لابن عباس نأخذ !! وايضا نفس التجاوز على اللغة العربية الذي قام به ابن كثير قام به الطبري ايضا حيث بدل قوله تعالى ( ذلك الكتاب ) الى ( هذا الكتاب ) .

    لنلقي نظرة على تفسير الايتين الكريمتين للمرحوم محمد علي حسن الحلي من كتاب المتشابه من القران وهو كالتالي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تفسير المتشابه من القران للمرحوم محمد علي حسن الحلي
    الم ) إنّ الحروف التي في أوائل السور كلّ حرفٍ منها يرمز إلى كلمة ، والحرف يكون في أوّل الكلمة ، فالألف معناه إقرأ ، والخطاب للنبيّ (ع ) ، وهذه أوّل سورة نزلت على النبيّ : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} . واللام معناه لَهم أي للناس ، والميم يرمز إلى إسم محمّد ، فيكون المعنى : إقرأ للناس يا محمّد ، أو إقرأ لَهم يا محمّد ، والمعنى واحد .(ذَلِكَ الْكِتَابُ ) ويريد بالكتاب ما نزل من السوَر والآيات قبل سورة البقرة وكتبها أصحاب النبيّ عندهم ، وهي سورة القلم والمزمّل والمدثّر وغيرها ، لأنّ الكلام الذي لا يُكتب في القرطاس وغيره لا يسمّى كتاباً ، وإنّ جبرائيل (ع ) لم ينزل بكتاب من السماء ، بل نزل بسور وآيات كان يتلوها على محمّد ، ولَمّا كتبها أصحابه وحفظوها عندهم حينئذٍ جاز تسميتها بالكتاب ، فلفظة ذلك وتلك تشير إلى ما كتبوه من السور والآيات قبل نزول هذه السورة ، كقوله تعالى في سورة يونس {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    كما نلاحظ ان الفرق واضح جدا لكل قارىء : حيث ان الحروف هي رمز لكلمة ومثال ذلك بدلا من ان تكتب الاستاذ الدكتور فلان تكتب
    ( أ.د. فلان ) وهكذا , وبذلك يكون معنى ( الم ) اقرأ لهم يا محمد لكن ماذا يقرأ لهم ؟ يكون الجواب من الاية التي تليها وهو
    ( ذلك الكتاب ) حيث ان الله يامر نبيه بان يقرأ لهم ما كان مكتوبا من القران فأنظر عزيزي القارىء كيف تم ترابط الايات الكريمات في هذا التفسير . وايضا لا يناقض معنى نفس الاحرف (ألم ) الموجودة في السور الاخرى . وكما نلاحظ ايضا انه لم يتم تبديل قول الله ( ذلك الكتاب ) الى ( هذا الكتاب ) لكن تم تفسيرها على اتم وجه ممكن ان يتصوره العقل حيث ان ذلك اشارة للبعيد ولما كانت اشارة للبعيد لا يمكن ان انسبها للقريب الا اذا استبدلتها بهذا فان المفسرين لم يعرفوا معناها وقاموا باستبدالها ..الا ان المرحوم محمد علي حسن الحلي قد بين معناها بشكل واضح جدا ونترك الحكم للقارىء .
    التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الله العراقي ; 10-05-2013 الساعة 09:25 PM
    توقيع ابو عبد الله العراقي

  4. #4
    مشرف منتدى مقارنة الأديان
    رقم العضوية : 40
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    المشاركات : 1,266
    التقييم: 342
    الجنـس : ذكر
    ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) البقرة ( 17 )

    تفسير السدي الكبير

    قال السدي في تفسيره ، عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة ، في قوله تعالى : ( فلما أضاءت ما حوله ) زعم أن ناسا دخلوا في الإسلام مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ثم إنهم نافقوا ، فكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة ، فأوقد نارا ، فأضاءت ما حوله من قذى ، أو أذى ، فأبصره حتى عرف ما يتقي منه فبينا هو كذلك إذ طفئت ناره ، فأقبل لا يدري ما يتقي من أذى ، فكذلك المنافق : كان في ظلمة الشرك فأسلم ، فعرف الحلال والحرام ، و [ عرف ] الخير والشر ، فبينا هو كذلك إذ كفر ، فصار لا يعرف الحلال من [ ص: 188 ] الحرام ، ولا الخير من الشر .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    الميزان في تفسير القران لعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

    و قوله تعالى: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا «إلخ» مثل يمثل به حالهم، أنهم كالذي وقع في ظلمة عمياء لا يتميز فيها خير من شر و لا نافع من ضار فتسبب لرفعها بسبب من أسباب الاستضاءة كنار يوقدها فيبصر بها ما حولها فلما توقدت و أضاءت ما حولها أخمدها الله بسبب من الأسباب كريح أو مطر أو نحوهما فبقي فيما كان عليه من الظلمة و تورط بين ظلمتين: ظلمة كان فيها و ظلمة الحيرة و بطلان السبب.
    و هذه حال المنافق، يظهر الإيمان فيستفيد بعض فوائد الدين باشتراكه مع المؤمنين في مواريثهم و مناكحهم و غيرهما حتى إذا حان حين الموت و هو الحين الذي فيه تمام الاستفادة من الإيمان ذهب الله بنوره و أبطل ما عمله و تركه في ظلمة لا يدرك فيها شيئا و يقع بين الظلمة الأصلية و ما أوجده من الظلمة بفعاله.




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    تفسر المتشابه من القران للمرحوم محمد علي حسن الحلي

    17 – (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً) أي مثَل هؤلاء المنافقين كمثَل أصحاب الذي استوقد ناراً ، يعني طلب إيقاد النار ، وهو موسى بن عمران . قال الله تعالى في سورة القصص {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } .

    والمعنى : مثَل هؤلاء النافقين وفعلهم معك يا محمّد كمثَل المنافقين من قوم موسى وفعلهم معه ، ومِمّا يؤيّد ذلك قوله تعالى في سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} .

    (فَلَمَّا أَضَاءتْ ) يعني فلمّا أضاءت الشجرة التي كلّم الله تعالى منها موسى وهي شجرة الزيتون ، أضاءت بالعلم والهداية (مَا حَوْلَهُ ) يعني أضاءت على موسى ومن حوله وهم بنو إسرائيل بأن أنقذهم من يد فرعون وخلّصهم من عذابه ، وفعلاً كانت الشجرة تضيء بالنور ولذلك ظنّها موسى ناراً . فكفر بنو إسرائيل بعد ذلك وفسقوا وخيّم الجهل عليهم فقالوا أرِنا الله جهرةً فأخذَتهم الصاعقة وصارت ظلمة ، وهذا معنى قوله تعالى (ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ ) أي بنور الهداية من فاسقي بني إسرائيل (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) الجهل (لاَّ يُبْصِرُونَ ) الحقّ .


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    عند قرأتنا للتفسيرين لكل من إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير أبو محمد و السيد محمد حسين الطباطبائي نلاحظ ان الروايتين اختلافتا من حيث الواقعة اختلافا جذريا فالاول اعتبر المثل مضروب في اناس منافقين في وقت الرسول محمد عليه السلام واما الطباطبائي فاعتبرخ مثلا مجازيا عاما يشمل كل منافق لكن الاثنين وقعوا في خطأ جسيم وهو ان كلا التفسيرين استبدلا كلمة ( استوقد ) وفهماها على انها ( اوقد نار ) اي انه قام بأشعال النار وهذا رأي اغلب المفسرين لكن في الحقيقة هذا غير صحيح اطلاقا لان كلمة استوقد معناها " طلب ايقاد النار " واما الفعل هو ( أوقد ) اي قام بالاشعال ومثال ذلك كلمة استغفر وغفر كما هو واضح من قوله تعالى( وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً [النساء 110] اي الذي قام بعمل السوء هو الذي ( استغفر الله ) اي طلب منه المغفرة والله عز وجل ( غفورا رحيما ) هو الذي يغفر.

    على عكس ذلك نجد في التفسير الاخير للمرحوم محمد علي حسن الحلي حيث بيّن شخصية هذا (الذي استوقد ناراً) وهو موسى بن عمران ،
    ثمّ بيّن لنا كيف أنّ المثل يتحدّث عن شخص بالمفرد (الذي استوقد) ثم أصبح الكلام بالجمع (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)
    وبيّن مغزى ودلالة هذا المثل .. (مَثَلهم) وهو الحديث عن المنافقين من قوم محمد مثل المنافقين من قوم موسى (الذي استوقد ناراً)
    بينما لم يستطيع التفسيران الآخران في إعطاء المغزى الصحيح للمثل وتطبيقه ، وفي معرفة من هو (الذي استوقد ناراً) ، ولم يتمكنا من معرفة لماذا (استوقد) وليس "أوقد" .
    توقيع ابو عبد الله العراقي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

| الكتب بالعربي | Man after Death | An Hour with Ghosts | The Universe and the Quran | The Conflict between the Torah and the Quran | الخلاف بين التوراة و القرآن   | الكون والقرآن | اسلام   | المتشابه من القرآن | تفسير القرآن الكريم    | ساعة قضيتها مع الأرواح | الأنسان بعد الموت | الرد على الملحدين | موقع الهدى للقران الكريم    | محمد علي حسن الحلي حياته ومؤلفاته