23 – (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) أي في شكّ ، والخطاب للمشركين (مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) محمّد (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ) يعني من مثل القرآن فصاحة وبلاغة (وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم) جمع شهيد وهو الجليس الذي تراه وتجالسه ، والمعنى : وادعوا أصنامكم التي تجلسون عندها وتنظرون إليها ، ومن كانت هذه صفته فليس بإله ؛ فإنّ الله تعالى لا تجالسه البشر ولا تراه العيون ، وقوله (مِّن دُونِ اللّهِ) أي التي اتّخذتموها بدلاً عن الله مع كونِها حقيرة، والتقدير : وادعوا شهداءكم من دون الله فليستجيبوا لكم (إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) في دعواكم بأنّ الأصنام آلهة تدعونَها فتستجيب .
(هذا النقل من تفسير المتشابه من القرآن للراحل محمد علي حسن الحلي )
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان للسيد آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
سورة البقرة 23 ((وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)) محمد بن عبد الله، وتزعمون أنه ليس من الله سبحانه ((فَأْتُواْ بِسُورَةٍ)) واحدة ((مِّن مِّثْلِهِ)) أي من مثل هذا المنزل، ولو كان قُصر سورة نحو (قل هو الله أحد) أو (إنا أعطيناك)، ((وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم)) الذين يشهدون معكم أن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بنبي ((مِّن دُونِ اللّهِ)) أي كائن ما كان غير الله سبحانه، كما يقول ما دون الله مخلوق ((إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) في ريبكم وزعمكم أن محمداً ليس بنبي وأن القرآن ليس من عند الله تعالى، إذ لو لم يكن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً لكان إنساناً عادياً فيمكن الإتيان بمثل كلامه.