بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما فكرت في موضوع الإيمان والتصديق بالمعتقد ولماذا يصر الكثير من الناس على التمسك بفكرة معينة ليس لها أساس في الواقع على اقل تقدير.
مثلاً كيف وما الذي جعل نمرود او فرعون يتصورون أنفسهم آلهة حين قال فرعون { فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الۡأَعۡلَى } ( النازعات 24 ) او في محاججة إبراهيم مع الملك النمرود [ أَلَمۡ تَرَ إِلَى الَّذِى حَآجَّ إِبۡرَاهِيمَ فِى رِبِّهِ أَنۡ آتَاهُ اللّهُ الۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَاهِيمُ رَبِّىَ الَّذِى يُحِۡى وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحِۡى وَأُمِيتُ قَالَ إِبۡرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأۡتِى بِالشَّمۡسِ مِنَ الۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ الۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الظَّالِمِينَ ] (258)
و اصرار *فرعون لهُ كل هذا العناد مع كثرة الآيات التي جاء بها موسى او محاججة أبراهيم للنمرود ولم يؤمن كل منهما !!!
هل من المعقول كل هذا يكون عناد ام جحود وعناد على ما كانوا به من شدة الغباء مثلاً ؟؟؟
وألا ماذا يمكن تسمية ان يصر فرعون على عذاب واستعباد بني اسرائيل مع انه موسى كان ينذره كل مرة وكل مرة يزداد عناد و أصراراً على كفره [فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايَٰتُنَا مُبْصِرَةًۭ قَالُوا۟ هَٰذَا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ(13 ) وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًۭا وَعُلُوًّۭا فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ( 14 )] النمل ..
اذن الله يخبرنا أن ليس كل من لم يؤمن هو غير مصدق بالرسالة او بالتوحيد بل أن هناك من قد يصدق في داخله وتصديقه لك هو بيقين لكن طغيانه وظلمه لنفسه اولاً ولغيرهِ ثانياً يجعله لا يتبعك او ينصر رسالتك و يجعله يكذبك جهراً ويصر على حربك وحرب الله بكل قوته [وَدَّ كَثِيرٌ مِّنۡ أَهۡلِ الۡكِتَابِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعۡدِ إِيمَانِكُمۡ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الۡحَقُّ ] ( البقرة 109 )
الحالة قد لا تجدها عند عوام الناس او البسطاء ولكن تجدها عند من يقال عنهم علماء او أكابر القوم وقادتهم والسبب هو لكي لا يجعلك تحس بالفضل عليه او يحس ولو بداخله انك افضل منه حيث أرشدته على طريق الرشاد والحق بل ويريد ان يردك ويرد من اتبعك الى طريقتهم او على ما كنت عليه من ضلال و أنحراف [أَمۡ يَحۡسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضۡلِهِ فَقَدۡ آتَيۡنَآ آلَ إِبۡرَاهِيمَ الۡكِتَابَ وَالۡحِكۡمَةَ وَآتَيۡنَاهُم مُّلۡكًا عَظِيمًا ] ( النساء 54 )