الكلام هو ما يلفظ به الإنسان فيفهم به الشخص المخاطَب سواءً كان بصوت مرتفع أو منخفض ، أو بلا صوت أو بالإشارة كما قال الشاعر :الكلام والنطق
يعني : إنْ كان للهوى صوت فليس لكلامنا صوت بل نتكلّم بالإشارة فيفهم بعضنا بعضاً . وقال الله تعالى في سورة يس {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ، فقوله تعالى{ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ } يعني بالإشارة لا بالنطق ، والغاية من الكلام تفهيم الشخص المخاطب بما أراد المتكلِّم . أمّا النطق فهو الكلام الذي يكون له صوت فيفهم به الشخص المخاطَب ، فإذا لم يكن له صوت فلا يسمّى نطقاً ، فيصحّ أن نقول إنّ الإنسان يتكلّم و يصحّ أيضاً أن نقول إنّ الإنسان ينطق ، ولكن لا يصحّ أن نقول أنّ النفوس تنطق لأنّ كلامَها ليس له صوت نسمعه ، ولكن يصحّ أن نقول إنّ النفوس تتكلّم .حواجبُنا تَقضي الحوائجَ بينَنا نحنُ سكوتٌ والهوى يتكلّمُ
قال الله تعالى في سورة النجم {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} ، ومعناه أنّ النبيّ (ع) مهما تكلّم بكلامٍ فصيح وأسمعكم بنطقٍ بليغ لم يكن ذلك من نفسه بل هو من الله تعالى أرسله إليه وعلّمه إيّاه ، وذلك قوله تعالى في سورة المرسَلات {هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ . وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } يعني ليس لهم استطاعة على النطق لأنّهم نفوس أثيرية , ولا يؤذن لهم بالكلام في العذر فيعتذرون . وقال تعالى في سورة النمل {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} .