توثيق العهد في قراءة الزيارة الاربعينية

[الساعي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

نعيش هذه الايام من شهر صفر الذي يصادف فيه اربعينية الامام الحسين حيث انك لو لاحظت عند مسيرك في الشارع لوجدت ان هنالك بعض الاشخاص
الذين يوزعون بعض الاوراق على المارة , حيث انها ليست سوى دعاء الزيارة الاربعينية .
كما انه لمجرد سماعنا للزيارة الاربعينية يتوارد في ذهننا سؤال هل هو دعاء ام ماذا ؟

فلو كان دعاء فمن الذي كتبه وان كان كاتبه بشر اعتياديا فلم علينا اتباعه وقراءته فهل هل كاتبه يفرض علينا توثيق العهد بولاية الامام الحسين من خلال بعض الكلمات
فهو ليس بكلام الله ولا سنة رسول الله ولا دعاء او كلام الحسين نفسه فهل هذا جائز !

كما اننا لو دققنا في قرائتها لوجدنا ان فيها وصفا عظيما للحسين مع معرفتنا بمنزلته عند الله تعالى لكن تعظيم الوصف وتعدد الاسماء اظن ان ذلك غلو في محبة اهل البيت حين يوصفون باسماء عديدة اليس ذلك تشبها باسماء الله سبحانه وتعالى

كما ورد في الدعاء : وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ ، كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ أَعْلَامُ الْهُدَى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ،وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَ أَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرَائِعِ دِينِي ، وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي ، وَ قَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ ، وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ،حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ ، لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ ، وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ ، وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

اليس من الافضل قراءة القران يا مسلمين لتوثيق الصلة بيننا و بين الله سبحانه وتعالى

[عبد الملك]

أن مثل هذه الأمور او المنشورات التي توزع هي عبارة عن رسائل نفسية لتحفيز النفسر وجعلها تشعر بأنها مؤمنه في طاعة الله وهذا هو من امور الشيطان الذي يغوي الناس فلماذا لا يحث الناس على قرأة القرآن وتدبر معانيه بدل من كل هذد الامور
احسنت الاخ الساعي وشكراً لك على الموضوع وزادك الله من علمه وفضله

[الساعي]

بارك الله فيك اخي عبد الملك
وشكرا لك على المشاركة

[إبن سينا]

مغزى هذه الأدعية والزيارات

إنّ هذه الأدعية والزيارات موضوعة بعناية من قبل أشخاص غايتهم ترسيخ المغالاة في محبة أهل البيت :
1- تجعل الشخص الداعي يقرّ ويشهد بأنّه يوالي الأئمة ويبرأ من أعدائهم .
2- يقرّ بأنّه سِلمٌ لهم ولأتباعهم وحَربٌ على أعدائهم ومن لا يتّبع نهجهم .
3- استعمال الحوافز النفسية (وذلك بعرض مأساتهم ومعاناتهم وتضحيتهم) في تعميق هذا الولاء المطلَق للأئمة ومن يدّعي الصلة بهم .
والغاية من كلّ ذلك هو ترسيخ المذهب والمذهبية والطائفة والطائفية ، ومن ثمّ يقطِف الثمرة المستفيدون من ذلك من القادة الدينيين والسياسيين وغيرهم من المستفيدين بدرجات متفاوتة.

خطورة مثل هذه الأدعية والزيارات :
1- تبيّن للداعين والزائرين أنّ الأئمة يسمعونهم وحاضرين قربهم يعلمون ما في أنفسهم ويسمعون كلامهم ويردّون سلامهم ، بل كما قال بعض المنشدين أنهم يسجّلون أسماءهم ليجازوهم عليها وليشفعوا لهم .
2- تشوّه صورة الدين الحنيف من توجّه إلى الله وحده من دون شفيع ولا وسيط (كما قال علي بن الحسين السجّاد عليه السلام في دعاء أبي حمزة الثمالي ) إلى مخاطبة مباشرة للأئمة ومن ثمّ عن طريقهم الوصول إلى مخاطبة الله والدعاء منه
>> باعتبار أنّهم الوسيلة ، ولم يعلموا أنّ الوسيلة هي أن يتوٍسّل الإنسان بكلّ عمل خير للوصول إلى رضا الله تعالى

>> وباعتبار أنّهم الشفعاء الذين يشفعون لأشياعهم ومحبّيهم ، ولم يعلموا قول الله تعالى في سورة يونس {مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ}

>> وباعتبار أنهم يتبعون الولاية للأئمة وأهل البيت ، ولم يعلموا قول الله في سورة الكهف {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا}

وهكذا غيّروا صورة الدين الحنيف من توجّه خالص لله تعالى من صلاةٍ وصومٍ وزكاة وحج وجهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ومن الإنفاق والصدقة والدعاء ... وكلّ ذلك لوجه الله وحده

إلى زيارات وأدعية لا تكون إلاّ عن طريق الأئمة ، وإنفاق لأجل الأئمة وطقوس مستحدثة لم ينزل بها الله حكماً في قرآنه ولا أمر بها رسوله ولا قالت بها الأئمة أنفسهم : حتى أصبح الدين تكريساً لأهل البيت لا يشركون معهم أحداً ولا يطعمون الطعام إلاّ لأجل هذا الإمام أو ذاك .

الولاية لله والشفاعة بيده