بسم الله الرحمن الرحيم
*أن لكل أنسان سوي ( قلب ) يوصف أحياناً ( بالفؤاد ) سنصفه هنا ب ( المرآة ) والآن للقلب ميزة تختلف عن باقي مكونات او أعضاء الجسد البشري لما أعطاه الله من موقع مميز وخصائص نفسية قد لا نشعر إلا أذا مررنا بموقف معين أو حالة ما .
يقول رب العزة جل في عُلاه
[ قُل أَرَأَيتُ إِن أَخَذَ اللّهُ سَمعَكُم وَأَبصَارَكُم وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّن إِلَهٌ غَيرُ اللّهِ يَأتِيكُم بِهِ انظُر كَيفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُم يَصدفُونَ ] ( الأنعام 46 )
وفي هذه الآية ربط عجيب بين السمع والبصر والقلب وطريقة تصريف الآيات
فلو أن أنسان ما مر به موقف من مواقف الحياة سوى كان جيداً او سيئ ويراه بأم او سمع به بأذنيه
والبصر هو وسيلة لإدراك المرئيات والسمع وسيلة لإدراك المسموعات فهما يعرضان الحدث على القلب , ولأن ( القلب مرآة تعكس حقيقة الأشياء )
بعدها يقوم القلب باستشعار هذا الموقف ويحلله ويفكر فيه فالو فرضنا أنه عرض على القلب بإحدى الطريقتين موقف معين مثلاً مرور جنازة وتفكر القلب أنه هذه النهاية الحتمية لكل بشر مهما كان لونه او مركزه أو سعة ماله فما هو مصيره هل ألى جنة الرحمن الرحيم او ألى جهنم ربها عزيز ذو انتقام .
وإذا مر بموقف أخر مثلا خسوف أو كسوف و تزلزلت الأرض من تحت قدميه وستعشر عظمة الخالق وقدرته وسطوته على خلقه وهذا الكون الفسيح الذي لا مجال لحصره او تحمل قدره إلا من هو اعظم منه واقدر على تكونيه والسيطرة على تسييره .
ولربما كان فقيراً فأغناه الله ففكر في من أعطاه أو كان غنياً فافقره ففكر في ماله من أبلاه وزاله عن يداه.
وغيرها من المواقف الصغيرة التي لا تخطر على فكر و الكبيرة التي لا يتصورها عقل ,
_ كلها تدعوا الى استشعار عظمة الله وقدرته وعظيم ملكه , مع هذا هو حليم مع العباد كريم مع العاصي غفار لمن تاب صبور على جحود العباد ( سبحان الله ) _
والكريمة تشير الى أمر حساس هو لو أن الله أخذ من العبد إحساس السمع الإدراكي فهو يسمع فلا يدرك ما يسمعه *وأخذ حاسة البصر الإدراكية فهو يبصر ولكن لا يدرك ما تره عيناه وتبصرهما والسبب هو أن الله قد ختم على قلبه فلم يعد للقلب اي فائدة غير فائدة ضخ الدم ألى سائر البدن وسبب الختم على القلب او عدم استشعار القلب لهذه الآيات هو كثرة الذنوب والمعاصي دون توبه أو حتى التفكير فيها ( تصبح هذه المرآة وسخة لا تعكس حقيقة الأشياء ) فتغلف القلب بغلاف من الذنوب و اكبر الذنوب واعظمها قدراً هو الشرك بالله او جحوده ونكران وجوده ( العياذ بالله )
_ والبشر اليوم من كثرة المعاصي والذنوب و الدوام عليها اصبح الآمر عادي حتى انه لم يعد يحسب ما يصنعه ذنباً أو معصية لله بل أن الآمر طبيعي _
هذا منظوري للآية من الناحية العقلية والنفسية
والله اعلم وأكرم
والحمد لله رب العالمين