نظرية التطور : Evolution
ظهرت هذه النظرية أواسط القرن التاسع عشر حيث أن واضعها هو تشارلز دارون 1809م وتوفي في 1882 .
في فترة ما قبل علوم المجاهر الدقيقة وفي فترة كان يظن الناس خطأ إن الحشرات تتكون من اللحوم التالفة ؟ وإن الديدان تتكون من فضلات الخروج حيث كان الناس يجهلون أمر الأحياء المجهرية من البكتريا والطفيليات ( التي لا ترى بالعين ) وكان دارون ومعاصروه يجهلون أن الذباب هو الذي ينقل تلك اليرقات والجراثيم
وتتلخص نظرية النشوء والارتقاء بأن الخلية الحية الأولى نشأت وظهرت من مواد عضوية غير حية وبطريقة الصدفة العشوائية ثم إن هذه الخلية الحية عن طريق الصدفة تطورت إلى مخلوقات متعددة الخلايا ثم تطورت إلى مخلوقات بحرية صغيرة ثم إلى مخلوقات بحرية كبيرة ثم إلى برمائيات ثم إلى زواحف وحيوانات أخرى ومنها نشأت الطيور وتطورت المخلوقات إلى القرد وثم القرد إلى إنسان
وبعدها ظهر العالم الكبير باستور (1822- 1895) فأظهر خطأ هذا التصور حيث بين إن الجراثيم هي سبب التعفنات وانتشار الأمراض المعدية
وإليه يرجع الفضل الكبير في وضع أسس التلقيحات ضد الأمراض المعدية حيث بين إن الأحياء المجهرية هي السبب في تلك الأمراض وعليه فقد وجه العالم باستور ضربة أساسية إلى الأساس الأول لنظرية النشوء والارتقاء التي وضعها دارون والذي كان يظن إن الحياة تنشأ من القاذورات والمواد المتفسخة جهلاً منه بأمر المخلوقات المجهرية ( البكتريا والطفيليات المختلفة ) التي لا ترى بالعين المجردة حيث أثبت العالم لويس باستور إن الحياة لا تنشأ من الجماد وإنما المخلوقات الحية تنشأ من المخلوقات الحية ولا يمكن أن تنشأ الحياة من الجماد وعليه فقد فند وهدم الأساس الأول لنظرية النشوء والارتقاء والتي كان يظن دارون إن الخلية الأولى نشأت من مواد غير حية وصدفة وبمرور الزمن! وهو ما أسموه ( التولد التلقائي) يقول لويس باستير : إن فرضية التوالد التلقائي لن تشفى أبداً من الضربة المميتة التي تلقتها من تجربتي هذه وكان يقصد تجربة التعقيم وعليه لا يمكن توليد خلية واحدة حية من مواد غير حية !
وبعدها جاء العالم كريكور مندل ( 1822 – 1884) فوجه الضربة الشديدة المباشرة لنظرية التطور حيث وضع أسس علم الوراثة الحديث
حيث كان دارون يظن بنظريته بأن الصفات المكتسبة التي قد يكتسبها المخلوق الحي ( الحيوان أو النبات أو الإنسان ) سيورثها إلى أبناءه حيث أظهر العالم كريكور مندل بطلان هذا الرأي الخاطئ حيث إن الوراثة لها قوانينها ,
ثم تطور علم الوراثة طفرات هائلة مع اكتشاف الكروموسومات والتي تحمل ناقلات الصفات الوراثية (الجينات) وذلك بعد تطور المجاهر الالكترونية ( Electronic Microscope )
فأصبح واضحاً إن الصفات المكتسبة لا تورث فمثلاً إن قطعت قدم إنسان فأن أبنه سيأتي بقدم كاملة وغير مقطوعة ولو استمرينا بقطع قدم الأجيال المتلاحقة لعشرة أجيال فإن الجيل الحادي عشر سيأتي بقدم كاملة غير مقطوعة.
كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على 23زوج من الكروموسومات ( أو 46فرد ) تحمل ناقلات الصفات الوراثية ( المورثات ) أو الجينات Genes ويقدر عدد الجينات في كل خلية اعتيادية بـ 30.000 جين ( ثلاثون ألف ) وهي تحمل كامل الصفات من الأبوين إلى الابن وتقدر معلومات الصفات الوراثية التي تحملها من الأبوين إلى الأبن بألوف الكتب !! فيا لها من دقة إعجازية. وتقاس الكروموسومات والجينات بقياسات دقيقة جداً هي النانوميتر Nanometer وهو 1 إلى ألف مليون من المتر وعليه لا يمكن تقليد خلية واحدة في جسم الإنسان وبتلك الدقة والحجم الصغير.
فأصبح أمراً واضحاً إن الصفات الوراثية إنما يكتسبها الأبناء من أبويهم عبر المورثات الجينات , ثم قفز علم فحص المورثات ( DNA ) قفزات كبيرة حيث أصبح يستعمل في تحديد عائدية الابن إلى أبويه من عدمها في المشاكل الجنائية المتعلقة بالأبوة أو عائدية الجثة أو عائدية بقايا الجثة.
المجهر الإلكتروني
وهذه التفاصيل التي أظهرتها لنا المجاهر الالكترونية الحديثة كانت مجهولة تماماً في القرن التاسع عشر عندما وضع دارون فرضية التطور حيث لم يكن بعرف شيئاً عن الكروموسومات والجينات التي تنقل الصفات من الأبوين إلى الابن حيث كان دارون وبعض معاصريه يعتقدون بأن الدم هو الذي ينقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء وهو تصور ساذج خاطئ دحضه علم الوراثة وبناءً عليه كان يظن دارون خطأ إن الصفات المكتسبة يمكن ان تنتقل من الآباء إلى الأبناء !! وعليه فأن الصفات المكتسبة لا تنتقل عبر الجينات من الأبوين إلى الأبناء وهذا ما يهدم ما تبقى من فرضيات نظرية التطور .
راجع كتاب الرد على الملحدين موضوع : في نقض مذهب داروين