اعترفت التيارات الدينية في إسرائيل بالهزيمة في حرب لبنان الثانية أمام عناصر حزب الله، إلا أن تلك التيارات أرجعت الهزيمة إلى ابتعاد قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين عن الرب وتعاليم الديانة اليهودية.
ووفقاً لتقرير مطول، نشره موقع nfc العبري، استعرض وزير الداخلية، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، رئيس حزب "شاس" اليميني إيلي يشاي الحروب التي خاضتها إسرائيل أمام جبهات معادية، موضحاً: "أن أسباب هزيمة الجيش الإسرائيلي أو انتصاره في مختلف الحروب، لا يعود إلى قوة أو ضعف الجبهة المعادية لإسرائيل، وإنما يعود إلى اقتراب قادة إسرائيل أو بعدهم عن الرب".
حرب وشيكة جديدة في المنطقة
الوزير الإسرائيلي، بحسب التقرير الإسرائيلي، حاول من خلال هذه النظرية دعوة الإسرائيليين إلى التقرّب من الرب، وعدم الاعتماد على قوتهم العسكرية فقط، خاصة في ظل البوادر التي تؤكد إقبال إسرائيل على حرب وشيكة ضد جبهة جديدة في الشرق الأوسط لم يحددها.
في هذا السياق قال يشاي: "إن انتصار إسرائيل خلال حرب (الأيام الستة) في حزيران/ يوليو 67، لا يعود إلى تفوق الجيش الإسرائيلي أو ضعف الجبهات العربية، التي شاركت في الحرب، وإنما نجم من اقتراب قادة دولة إسرائيل من الرب حينئذ، والعكس صحيح بالنسبة إلى حرب الغفران، التي منيت فيها إسرائيل بهزيمة ساحقة أمام المصريين في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973".
في ما يتعلق بحرب لبنان الثانية، أوضح الوزير الإسرائيلي، بحسب التقرير، أن قادة، وربما جنود الجيش الإسرائيلي، لم يرفعوا وجوههم إلى السماء، واعتمدوا فقط على قوتهم العسكرية.
وأضاف: "كنت أتابع غرور القيادة العسكرية في إسرائيل عن كثب خلال حرب لبنان الثانية، إذ كنت حينئذ أحد أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، فخلال تلك الحرب كان الجيش الإسرائيلي أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط، وكانت مقارنة قوة إسرائيل بقوة حزب الله في الجنوب اللبناني، لا ترقى إلى مستوى الدراسة أو لفت النظر، إلا أن الهزيمة كانت من نصيب إسرائيل".
في المقابل، والحديث للوزير الإسرائيلي، التزم جنود وقادة الجيش الإسرائيلي بتعاليم التوراة خلال حرب الأيام الستة 67، في وقت كان العديد من الجبهات العربية يقف في مجابهة إسرائيل، إذ كان مقابل كل جندي إسرائيلي يقف مائة جندي عربي، إن لم يكن عددهم ألفاً، في حالة استعداد للفتك به، كما إن كل دبابة إسرائيلية كانت تجابهها مئات الدبابات العربية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطائرات المقاتلة والصواريخ، فلم تكن لدى إسرائيل أية شواهد على تحقيق الانتصار، ولكن نتيجة المعارك كانت لمصلحة تل أبيب وجيشها.
مدى اقتراب القادة والجنود من الرب
أضاف يشاي: "خلال حرب 67 كنت صغيراً جداً، لكن حرب لبنان الثانية جعلتني أعقد مقارنة بين الماضي والحاضر، لأقيس عليها مدى اقتراب قادة وجنود الجيش الإسرائيلي من الرب، فلاحظت أن الاقتراب منه كان سبباً مباشراً في النصر، والابتعاد كان من أهم أسباب الهزيمة".
وفي حرب لبنان الثانية، خاضت إسرائيل الحرب أمام عناصر حزب الله، الذين لم يتجاوز عددهم حينئذ ألفي عنصر مسلح، فلم يكن هناك تدخل مصري أو عراقي أو سوري أو ليبي أو حتى يمني أو لبناني.
ووجّه يشاي حديثه إلى حضور الندوة التي عقدها الحاخام (راؤوبين الباز) قائلاً: "لعلكم تعلمون جيداً ما حدث في حرب لبنان الثانية، وكيف اهتزت صورة إسرائيل أمام الرأي العام، وتقلصت صورة قوة ردعها في منطقة الشرق الأوسط، وربما على مستوى العالم، ولعل ذلك يوضح الفرق الشاسع بين أداء الجيش الإسرائيلي في الحروب السابقة وأدائه في حرب لبنان الثانية، ولا يعود ذلك من وجهة نظري إلا بسبب الابتعاد عن تعاليم التوراة، والاعتماد على قوة الجيش الإسرائيلي فقط".
وفي الكلمة، التي ألقاها خلال انعقاد الندوة، قال الوزير الإسرائيلي: "خلال حرب 67 توجّه كل يهودي في ميدان القتال إلى خالق العالم بالدعاء، إلا أننا في حرب لبنان الثانية تحدثنا عن قوتنا، عندئذ قال لنا الرب: تعتمدون على قوتكم فقط؟، تعالوا بنا لنرى الفارق، وتلمسون بأنفسكم النتائج، ولذلك علينا جميعاً أن نتفهم، أنه كلما زاد عدد الجبهات العربية المعادية لإسرائيل، فلن ينقذنا سوى اللجوء إلى الرب والالتزام بتعاليم التوراة".
الموضوع منقول