أن لله غايات وأمور وتدابير لخلقهِ لا يعلمها ألا هو فكم من أمر قد جرى وسلك بغير ما يريد العبد ويبغي وكم من مرة دعى الله ولم يجاب وجاء الدعاء بغير ما كان يريد ويطمح
فلا تجزع أذا ما تأخر رد الدعاء أو جاء بغير ما كنت تريد فقد يكون من البلاء أو الاختبار .
و أن الإنسان في طبعه لا يصبر على أمر قد اخفي عنه أو جهله كما قال الله على لسان الرجل الصالح في حديثه مع موسى عليه السلام [ وَكَيۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِ خُبۡرًا ]( الكهف68) ففي حالات كثيرة حين يدعوا العبد ربه ويلح في الدعاء والطلب والتأكيد عليه والاستعجال به وهو لا يعلم عاقبة هذا الدعاء خير أم شر فهو في عينيه قد يراه خير والله اعلم بعواقب الأمور أو في حقيقة هذا الأمر خير للدنيا شر للدين فقد يطلب المرء مال يصبح المال همه ويغلب عليه طابع الجشع وحب المال اكثر من ربه والعياذ بالله أو قد يطلب المرء طفلاً من الله فيكون هذا الطفل شر عليهم وسبب لكفرهم او ابتعادهم عن الله أو يكون مجلب للمشاكل والمصائب فالله العليم هو الحكيم بأمور عباده وما هو خير لهم وما هو شر
وقد يتأخر رد الدعاء لأسباب
منها واهما الكفر والأشراك بالله سبحانه
المعاصي والذنوب
لغاية او منفعة الله عليم بها وبالصالح للعباد
ومن اهم الأمور التي تأتي بالأخير للإنسان الموحد هو الاستغفار
كما قال الله جل في عُلاه على لسان نبيه نوح عليه السلام في سورة نوح [ فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًۭا (10) ] هذه المقدمة من العبد لله هو الاستغفار ما النتيجة [ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًۭا (11 ) ] هذه للخير والمال والزراعة و إدامة الحياة [ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًۭا ( 12 ) ] وهذه من امور زينة الحياة ومباهجها والتي تفرح بها الأنفس وتسعد كما قال الله في آية أخرى [ الۡمَالُ وَالۡبَنُونَ زِينَةُ الۡحَيَاةِ الدُّنۡيَا وَالۡبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيۡرٌ أَمَلًا] ( الكهف46)
أذن من اهم الامور لجب الخير للعبد بعد التوحيد هو الدعاء وسيد الدعاء هو الاستغفار كما جاء في الاثر عن النبي في الحديث في فضل الاستغفار { قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )
وبالعودة الى صلب الموضوع والخلاصة
وهذه الخلاصة للموحد فقط ( اذا دعوت الله في مسألة ما فلا تستعجل الأمر عليه عسى أن يكون في التأخير خير من العجلة في رد الدعاء فقد يكون جواب الدعاء في غير محله أو أوانه وعلم أن الله هو العليم فليس فوق علمه احد وهو الحكيم وليس بحكمته احد وهو الخبير بشؤون العباد سبحانه وتعالى
والحمد لله رب العالمين