بسم الله الرحمن الرحيم
ابدا كلامي بقوله تعالى ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِ وَالۡأَرۡضُ جَمِيعًا قَبۡضَتُهُ يَوۡمَ الۡقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطۡوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبۡحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشۡرِكُونَ ) سورة الزمر رقم الآية 67
انما نراه اليوم في العالم الاسلامي لهو امر جديد عن الاسلام وكأنما قد ظهر دين جديد لا يمت للأسلام بصلة ولكن اسمه كأسم الاسلام
ولا يتطابق معه مضمونا لااعرف كيف حصل هذا ولكن الذي انا على يقين منه هو من اعمال الشيطان وهو يعمل على تنفيذ ما وعد به الله عز وجل عندما قال له ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَإِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ
لو كنا نعرف الله سبحانه وتعالى حقا ما سرنا وراء نداء الشياطين واتبعنا خطواتهم والا ما معنى ذهابنا الى حج قبر من قبور اوليائه الصالحين والتقرب به الى الله هنا كثير من الناس يخالفونني الرأي
ويعتقدون ان هذا العمل جزء لا يتجزء من دين الاسلام ويقولون كما قال مشركي قريش بقوله تعالى ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الۡخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلۡفَى إِنَّ اللَّهَ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِى مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ َلا يَهۡدِى مَنۡ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) سورة الزمر الاية 3
اخوتي في الله ان هذا الامر من الامور الشركية التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى وهناك امور اخرى التي تُمارس وتغضب الله سبحانه وتعالى ويحسبها الناس هي من العبادات
واحدى السبل التي يدعي الناس انها تقرب الى الله سبحانه وتعالى زيارة قبور الاولياء والتبرك بها والنذر لمن دفن فيها وهذه الاعمال لاتخلو من الاشراك بالله سبحانه وتعالى كما وضح المفسر المرحوم محمد علي حسن الحلي في كتابه ساعة قضيتها مع الارواح : -
((لقد اتخذ أكثر الناس قبور الأولياء معبداً يعبدونَها ومزاراً يقدّسونَها ، فينذرون لَها النذور ، ويوقدون لَها الشموع ويبخّرون البخور ، فجعلوها أنداداً لله ، يطوفون حولَها كما يطوف الحاج بالكعبة ، ويقبّلون الأبواب والعتبة ، ويتبرّكون بالجدران والتربة ، ظناً منهم أنّ الأولياء فيها يسكنون ، ولقولِهم يسمعون ، ولطلبهم يستجيبون ، ولم يعلموا أنّها قبور خالية ، ليس فيها غير أجسام بالية ، لا تضرّ من جهة ولا تنفع من ناحية ، وأنّ أعمالهم هذه إشراك وسيّئات متتالية ، وأنّ الله تعالى يغضب على من يسأل حاجته من الأولياء والمشايخ ومِمّن رفعهم إلى جنّاته وأسكنهم في القصور ، ولهم فيها رزق ميسور ، وزوجات من الحور . فزيارة القبور لا فائدة فيها ، والبكاء عليها لا جدوى منه ، وفي ذلك قال الشاعر :
يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خلا ودَعِ المنازِلَ تشْتكي طولَ البِلى
منْ أين تدري الدَّارُ انكَ عاشقٌ أوْ عنْدها خبرٌ بأَنكَ مُبْتلى
وطلب الحوائج من الأولياء لا طائل منه ، وهو نوعٌ من الإشراك ، وإنّ الله تعالى يغضب على من يسأل حاجته من الأولياء والمشايخ ومن يستعين بِهم ومن ينذر لهم ومن يقدّس قبورهم . فقد قال الله تعالى في سورة فاطر في ذمّ المشركين الذين كانوا يعبدون الملائكة ويعتقدون أنّها بنات الله {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ، وإنّما قال تعالى {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ} لأنّهم في السماوات لا يسمعون دعاء من في الأرض ، وقوله {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} لأنّهم لا يملكون من الأمر شيئاً والأمر كلّه لله ، وقوله {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} أي يتبرّؤون منكم و ينكرون عليكم عبادتكم لَهم وتقديسكم إيّاهم ، ويقولون لكم : لماذا عبدتمونا ولم تجعلوا عبادتكم خالصةً لله ربّكم ، وهذه الآية تنطبق اليوم فيمن يعبد قبور الأولياء والمشايخ ويقدّسها ويسأل منها حاجته .
وقال تعالى في سورة الأحقاف {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} يعني لو بقي يدعوه إلى يوم القيامة لا يستجيب له ولا يقضي حوائجه لأنّ الأولياء في الجنان غافلون عن دعاء من يدعونَهم لا يسمعونَهم ولا يعلمون بِهم ,
{وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} أي ينكرون عليهم ويتبرّؤون منهم ولا يشفعون لهم .
وقال تعالى في سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} يعني فليقضوا حوائجكم إن كنتم صادقين بأنّهم يقضون الحوائج ويشفون المرضى ويفتحون عيون العمي .
وقال تعالى في سورة العنكبوت {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ} يعني لا يستطيعون أن يرزقوكم فاطلبوا الرزق من الله وهو يرزقكم .
وقال تعالى في سورة الإسراء {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً} يعني لا يتمكّنون من أن يدفعوا عنكم بليّة ولا ينجوكم من قضية .
وقال تعالى في سورة آل عمران {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}))
ابعدنا الله واياكم عن الشرك به ان شاء الله