بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى جل في عُلاه[يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوٓا۟ ءَابَآءَكُمْ وَإِخْوَٰنَكُمْ أَوْلِيَآءَ إِنِ ٱسْتَحَبُّوا۟ ٱلْكُفْرَ عَلَى ٱلْإِيمَٰنِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ( 23 ) قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَٰنُكُمْ وَأَزْوَٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٌۭ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦوَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَٰسِقِينَ ( 24 ) ] التوبة
ألى الشعب العربي في الخليج الى حكام المنطقة الى علمائها دون استثناء وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الى أهل الرأي والمشورة ألى أصحاب القرار في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السلام عليكم ورحمة الله و بركاتهُ
لقد جاءكم نذير من ربكم ليوقظكم عن الغفلة والسبات الذي وصلت أليه من المبالغة في الشخوص والمغالاة وأنا اعلم أني لست بأعلمكم ولكن الله يجري الحق على لسان من يشاء من عباده [ وَجَآءَمِنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌۭ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلْمُرْسَلِينَ (20)ٱتَّبِعُوا۟ مَن لَّا يَسْـَٔلُكُمْ أَجْرًۭا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21)وَمَا لِىَ لَآ أَعْبُدُ ٱلَّذِى فَطَرَنِى وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(22)] يس
يا حكام الخليج وعلماء الدين من كل المذاهب والطوائف لقد تفرقتم وأصبحتم طرائق قددا بعد ما كان التوحيد همكم ومنهجكم و رفع الله بالتوحيد رايتكم وعزكم وأغناكم بهذه العلة والسبب وأصبحتم من البلدان المترفة والغنية بعد ان كنت حياتك كلها عوز وهذا من فضل الله وحده فالله يغني من يشاء ويهب لمن يشاء ما شاء من فضله ولكن لسبب وعلة وسبب عزكم هو ما كنتم عليه من توحيد خلص لله وبذل العطاء من اجل هذا الركن الأساس واشهد ما بالله أنكم لم تمنعوا مالكم على طوال عقود فالكثير من مشاريع التنمية والاقتصاد وبناء المساجد ونشر دور العبادة في العالم وطباعة المصاحف وغيرها من الأمور.
ولكن في الفترة الأخيرة .... بدأت الشركيات تلوح بالأفق من غلوا بالنبي عليه السلام وأهل بيته والصحابة رضوان الله عليهم مبالغات وكأن الأمر اصبح منافسة من احد الأطراف من يغالي بعلي وأهل بيته ومن الطرف الأخر من يغالي بالصحابة و خصوصاً الخلفاء الثلاثة الأوائل رضوان الله عليهم .
نعم القرآن يعلمنا يخبرنا على وجوب حبهم ولكن ان يصبحوا هم الغاية وسيرتهم هي الدعوة هذا غير وارد في كتاب الله ولا حتى في الحديث الصحيح الموافق مع منهج القرآن .
يقول ربنا تعالى [ تِلۡكَ أُمَّةٌ قَدۡ خَلَتۡ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُممَّا كَسَبۡتُمۡ وَلاَ تُسۡأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعۡمَلُونَ]( البقرة 134 )فتلك الأمة كسبت الجنة بنشر التوحيد والجهاد في سبيل الله والعقيدة ولم يدخلوا الجنة بنشر سير الصحابة أو التابعين .
[لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ مَعَهُ جَاهَدُوا۟بِأَمۡوَالِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ وَأُوۡلَٰـئِكَ لَهُمُ الۡخَيۡرَاتُ وَأُوۡلَٰـئِكَهُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ] ( التوبة88 ).
نعم قد نحتاج أن نتعلم منهم الدروس والعبر ولكن أن يصبحوا هم الشغال الأول في اكثر المحاضرات والدروس فهذا ما انزل الله به من سلطان ولم يأتي به نبي أو رسول وأنما كان كل الرسل همه هو نشر هذه القاعدة وتطبيقها وعلم على نشرها
[وَمَا أَرۡسَلۡنَامِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِى إِلَيۡهِ أَنَّهُ لا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَافَاعۡبُدُونِ ](الأنبياء 122) .
فلم يكن هم الصحابة نشر حديث من كان قبلهم من الأنبياء والرسل أو أصحاب الأنبياء ألا القليل جداً أن صح طبعاً وتوافق مع القرآن .
فأرجعوا ألى الدين الحق ودعوة التوحيد والحذر فالحذر من سلوك هذا المنحدر فالخطر أليه شديد .
وعلموا أن سبب الرعب الذي تعيشوه وانفقتوا فيه اللمليارات بسبب الجارة ايران الحل فيه هو الرجوع ألى جادة الصواب والعمل لله خالص
وفي هذه الآية خير شاهد[قُلۡ هُوَ الۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابًا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعاًوَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍ انظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ] ( الانعام 65 ) وعلموا كما اشرنا في رساله سابقة ان ملُك ملك السعودية مشروط ومقرون بالتوحيد أذا تمسك به وحث الناس اليه دام ملكه وعزه واذا نقض العهد جاءه الذل من حيث لا يحتسب أو يدري هو وأهل دولته
و أخيراً يا أيها الحكام أفيقوا فعروشكم مهددة بالزوال والذل مألكم أن لن تعودوا ألى ربكم ورشدكم و يا أيها العلماء انتم غداً المسؤولون أذا ما وقفتم عند المحشر فما عذركم ما سبب صمتكم من أجل غايات ومصالح أم لآجل الخوف من السلطان هذا بلاغي والله شاهد أني لكم ناصح ليس ألا
وعلى من يقرأ الرسالة أن يبلغ بها غيره لعل الناس تفيق من سباتها وتنتبه من غفلتها وترجع ألى ربها فنشر التوحيد أمانة كل مسلم وعليه أن يبلغ أمانته
والسلام عليكم ورحمة الله