أن الموضوع الذي سأتناوله اليوم هم ليس بالجديد فقد كتب عنه الأخوة في المنتدى الكثير وزادوا بارك الله فيهم .
ولكني هنا سأطرحه وفق رؤية قد تخلف بعض الشيء ولو كانت بسيطة.
ألا وهي موضوع العصمة وأعني بها العصمة الدينية للنبي وأهل بيته عليهم السلام ورضوان الله عليهم أجمعين .
ولنتصور أن العصمة موجودة فعلياً كواقع حال كما يصورها بعض المسلمين كل حسب فهمه وتخيله لهذه العصمة وكيفيتها وهل هي عصمة دينه فقط أو دينية دنيويه
والدينية هي في مسألة التبليغ الإرسالي فهي لا أشك فيها لأنها من الله نزل بها الوحي الأمين على محمد الصادق في التبليغ الأمين على توصيلها للبشر . فالتبليغ محفوظ معصوم وكامل
ولكن في الأمور الدنيوية أي منها الاجتماعية السياسية الاقتصادية العسكرية الحياة العامة في جميع تفاصيلها لو سلمنا كذلك انه معصوم من كل زلل أو خطاء أذن بالنتيجة نتوصل ألى ثلاث أمور
أولها _أن النبي ليس من البشر لأنه عليه السلام قال في نص في الحديث الصحيح ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
وكلام الناس هذا بالتأكيد خلاف ما جاءت به الآية [ قُل إِنَّمَآ أَنَا بَشَرٌ مِّثلُكُم، يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُم إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشرِك، بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا]( الكهف 110) [ قَالُوا أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً ] ( الأسراء94 ) إي انه أما من البشر فيخطأ أو ليس من البشر وهذا خلاف القرآن والعياذ بالله الذي يؤكد بشريته عليه السلام
ثانيا_ أن دخوله الجنة و وصُله ألى المرتبات العليا تحصيل حاصل لإنه دخلها ليس بجهده ولا بجهاده ولا بعبادته وأنما دخلها لأنه بالحقيقة حسب ما يدعيه شريحة واسعة من الناس هو "معصوم" من كل خطاء وزلل وكيف لا يدخل الجنة من لا يخطأ أبداً و أذا لم يخطأ لما خاطبه الله بهذه الآيات من سورة الفتح [ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَطًا مُّسْتَقِيمًا (2 )]
ثالثاً_ لو فرضنا جدلاً وقوع "العصمة" فأن هنالك ظلم سيقع على أتباع النبي محمد من حيث الاتباع فهم بشر تتحكم بهم جميع أمور الحياة من غرائز وشهوات وهم من جانب أخر مأمورون أن يتبعوا النبي حسب ما جاءت به الآيات [ قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحبِبكُمُ اللّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ](العمران31) [ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عنهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ](الحشر7 )
فكيف لبشر تتحكم فيهم الغرائز في القدرة على تقليد شخص مبرمج على انه لا يخطأ ولا يزل ابد
هذا مجرد تسائل ورأي شخصي اطرحه بصوت عالي أرجو ممن لديه الرد من كتاب الله ان لا يبخل علينا به
هذا والله اعلم والسلام عليكم