بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا عليك توكلنا وأليك انبنا و أليك المصير
الحمد لله فاطر السماوات وجاعل النهار مبصراً والليل كالجهل ظلمات
الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب فيه آيات محكمات
الحمد لله الذي ادخلنا برحمته الى نور التوحيد بعد ان كنا في ظلمات فوقها ظلمات
الحمد لله ... الحمد لله ... الحمد لله
قال الله في كتابه المنير [ الۡأَخِلَّآءُيَوۡمَئِذٍ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الۡمُتَّقِينَ ]( الزخرف 67)
اي أن الأصدقاء على معاصي الله في الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة, لكن الذين تصادقوا وتحابوا على تقوى الله, فإن صداقتهم ومحبتهم دائمة في الدنيا والآخرة
وللحب في الله ثمار ونتائج ومن اهم هذه النتائج هو العمل في سبيل الله والجهاد والدعوة والشاهد على ذلك قوله [ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرصُوصٌ ]( الصف4 )
ومن أنائج الحب الإحسان الى من تحب فتتودد اليه وتصله وتصل رحمه فلو كان لك أخ أو قريب أو صديق من المؤمنين وتوفاه الله او فارق اهله وعياله فمن الاحسان ان تحسن اليهم وتبر بهم وتحاول مساعدتهم بما يرضي الله وان تجعل هذا العمل خالصاً لله ولا تشرك به احد من خلقه .
يقول الله في سورة البقرة [ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوۡ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا۟ إِذۡ يَرَوۡنَ الۡعَذَابَ أَنَّ الۡقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الۡعَذَاب ]( البقرة 156)
ان في الآية اشارة ان من يحب شخص ما كحب الله هذا من الاشراك بالله أما الحب في الله وفي سبيل الله بالحد المعقول اي لا افراط ولا تفريط فلا تحزب ولا تعنصر ولا طائفية في حب الله
أي ان لا تجعل حبهم غاية في الحياة و وسيلة النجاة او تشركهم مع الله في العبادة او الدعاء او التوسل بهم
ومن شروط الحب في الله
1-أن تكون المحبة خالصة لوجه لله. اي لاتشرك في هذا الحب دعاء او توسل او اي نوع أنواع العباده [ هو حب لله من اجل الله وفي الله فقط ] من غير مبالغة ولا غلوا ولا تعظيم ولا تشويه في الكلام والعبارات الدالة لهذا الحب ان يكون واضح كأوضوح العقيدة الصحيحة
2-أن تكون المحبة في الله مقرونة بالإيمان والتقوى.
3-أن تكون المحبة ملتزمة منهج الإسلام.
4-أن تكون المحبة قائمة على النصيحة لله ولعباده. ( في الدعوة لله )
من علامات الحب هو الاتباع فكيف لك ان تتبع شخصأ انت لا تحبه او العكس من ذلك.
يقول لله [قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحۡبِبۡكُمُ اللّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ](آل عمران 31)
ولان في هذا الامر من الخطورة في التمييز بين حب العبادة وحب التكريم والتفضيل بين اهل الايمان والشرك وبين اهل العلم والجهل وبين القريب والبعيد
الم يقل نبي الله لإبراهيم في دعائه في سورة إبراهيم[فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ( 37 )] اي فاجعل قلوب بعض الناس تَنزع إليهم وتحنُّ عليهم وارزقهم في هذا المكان من أنواع الثمار لكي يشكروا لك على عظيم نعمك مع انه لم يكن يوجد في ذلك الحين من اهل التوحيد في ذلك المكان غيرهم ! فمن يا ترى حن عليهم
واخيراً اختم كلامي بقول رب العزة
[[ وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلْأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَٰجِرِينَ وَٱلْأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَٰنٍۢ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا۟ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى تَحْتَهَاٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًۭا ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ]( التوبة) فهل هناك اتباع من دون محبة ؟؟؟
[ وَالَّذِينَ جَآؤُوا مِن بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالۡإِيمَانِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِى قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوارَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ]( الحشر 10) امين يارب العالمين
هذا والله أعلى واعلم
والحمد لله رب العالمين