بسم الله والحمد لله؛
بقلم الدكتور هيثم سرور
عاشت البشرية مع ديانات التوحيد آلاف السنين، ومع الديانات الإبراهيمية الثلاث الكبرى أربعة آلاف سنة، ولم تمثل هذه الديانات خطرًا مباشرًا على الجنس البشري بل قدمت للبشرية قيمًا أخلاقية عليا يتفق عليها المؤمن والملحد وأسست لحضارات أصيلة بل يمكن أن نزعم أن كل خير في الأرض هو من آثار تلك النبوات، في حين أن قرن واحد اقتربت فيه بعض الدول من الإلحاد كانت البشرية كلها على شفير هلاك!
ثم يأتي الآن هؤلاء الملاحدة ويحدثونا عن خطر الدين على البشرية، وعن ضرورة التخلص منه! هل نتقيـأ أم نبصق؟
صراحةً لا أعرف الحل الأمثل مع هؤلاء.
يا أيها الملاحدة! لم يعرف التاريخ البشري دينًا أشد بؤسًا وأحقر منهجًا وأخطر إفزاعًا للبشرية كلها من الإلحاد، فلم تكن مذابح الكولاج في الإتحاد السوفيتي السابق على يد الملحد ستالين، وإبادة الأقليات الأثنية في ألمانيا النازية، وتفريغ ربع كمبوديا من البشر على يد الملحد Pol Pot، وقتل 52 مليون صيني في الثورة الثقافية الكبرى على يد الملحد ماو تسي تونج Mao Zedong ، وظهور رابطة الملحدين العسكرية League of Militant Atheists في أوربا والتي أغلقت رسميًا 42 ألف مؤسسة دينية –كنائس ومساجد-، وقتلت عشرات الآلاف من المتدينين، إلا إفرازات إلحادية صرفة.
بل إن الحربان العالميتان الأولى والثانية كانتا حروب علمانية –علمانية، تحكمهما تصورات إلحادية للأجناس البشرية وخرافات السعي نحو النقاء العرقي فكانت النتيجة إبادة قرابة 5% من سكان العالم وأرجعت كلاً من المنتصر والمهزوم ثلث قرن إلى الوراء، وقام الفلاسفة بوضع مبولة في وسط باريس بدلاً من تمثال الجندي المجهول كنايةً عن نهاية الحضارة.
وخلفت المعارك الإلحادية ترسانات من الأسلحة النووية تكفي لإزالة الجنس البشري كله مرات عديدة.
إن قراءة بسيطة لحروب القرن العشرين تُظهر مدى بؤس الإلحاد، ولم ينتهي القرن العشرين إلا بتراجع الإلحاد وأضحى رسميًا لا يتجاوز معتنقوه أكثر من 2% من سكان العالم atheists 2.01%
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_religious_populations
ولم تبق دولة تعلن أنها ملحدة إلا المجنونة كوريا الشمالية North Korea is officially only atheist state التي يتم الإعدام الفوري فيها لكل صاحب ديانة وكل حامل كتاب مقدس وكل مستمع لبرامج كوريا الجنوبية.
http://arabic.rt.com/news/633358/
لقد خلفَّ الإلحاد ورائه فكرة أن زوال الجنس البشري في أي معركة قادمة هي فكرة قائمة، هذا هو الإفراز الذي يمكن أن نجعله حكرًا على الإلحاد والملحدين، لعن الله الكفر والكافرين.