هل كذب الأشخاص على انفسهم مسألة نفسية تتعلق بقناعة الشخص بهذه الكذبة ؟؟؟.
لقد سمعت بالمثل القائل كذب كذب حتى يصدقك الناس ولكني لم اسمع كذب كذب حتى تصدق نفسك
من غير المنطقي انت تحب شيئاً لا تعرف عنه إلا القليل من الأمور ولو أحببته سيبقى حبك ناقص وغير مكتمل بل وفي حالة متذبذبه بين الحب والمعرفة بالشيء ليس ألا .
فحين تدخل بستان ذو ثمار وزرع ونخيل متعدد الأصناف ونهر يجري احتمل قوي ستشعر بالراحة النفسية وصفاء الذهن و أنشراح الصدر . ولكن أذا دخلت شيء يقال عنه انه بستان أي فيه القليل من الأشجار المتأثرة وقليلة الزرع والثمار وارضهُ شبه جافه فلا ضل يضلك ولا ثمر يشبعك تحس فيه بالعطش فلا تجد ماء يروي ظمؤك فالاحتمال القوي تريد أن تغادر هذا المكان وتشعر بالانقباض وعدم الراحة فيه .
أو أنك في يوم جلست لتقرأ كتاب أو قصة من لغة اخرى ليس لك فيها إلمام قوي إلا بضع كلمات احتمال قوي ستغلق الكتاب بعد عدة اسطر ومحاولات للفهم . وإذا كنت تريد أن تتعلم سوف ترجع للكتاب مرات متعددة حتى تتعلم وتفهم
وعلى العكس أذا كنت تفهم هذه اللغة وتعرف معاني الكلمات فيها سوف تستمر بالقراءة والمتابعة وقد تستنج حكم وعبر من هذا الكتاب او القصة
ولان بطبيعة الحال يبقى الإنسان عدوه المجهول حتى يتم استكشافه والتعرف عليه يبقى الأمر غامض والسر دفين في كل شيء انت تجهله ولا تعرف سره .
و لان الإنسان السوي مجبول على حب المعرفة والاطلاع وكثرة الأسئلة فمن الواجب أول ما عليه معرفته هي الأمور الحياتية والأمور المستقبلية والسؤال عن المعلوم والمجهول بتقدير متفاوت بعض الشيء حسب الحاجة و الرغبة والوقت والدوافع النفسية والغرائزية ,,,,
ولكن من أهم الأمور التي يفكر بها الإنسان هي مسألة الدين وعلاقته بالخالق منذ الأزل وقديم العصور ارتبط تفكير الإنسان بمسألة من الخالق ولماذا الخلق وما هي النتيجة أو الغاية من الخلق و أسئلة كثيرة ومتعددة ,,,,,
فيبدأ البحث والتقصي عن وأسباب الخلق وتكليف الخلق و نتائج الأعمال وغيرها.
ولأنه كما قلنا يبقى الإنسان عدوه المجهول ما لم يستكشفه بنفسه و يعرف عنه ولو الجزئيات الرئيسية فيه
هذا هو القرآن الكتاب العظيم الذي أرسله الله في هدى للعالمين اصبح مجهول من قبل اغلب عوام المسلمين مع انه كتاب شامل لجميع العلوم والاعلوم الأساسية في الحياة السليمة
فهو كتاب علم الفضاء فقد قال الله في كتابه العزيز في سورة سبأ [ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِى الۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الۡغَفُورُ( 2) ] وتفسير الآية هنا
وقال الله تعالى في سورة الحديد [هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالۡأَرۡضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسۡتَوَى عَلَىٰ الۡعَرۡشِ يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِى الۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ وَاللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِير (4) ] وتفسيرها هنا
وغيرها من الآيات التي تختص بعلم الكون والفضاء والفلك
وهو كتاب علم الطب فقد جاء في سورة النحل ما نصه [ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسۡلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخۡرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيَةً لِّقَوۡمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 69) ]
وجاء في علم الحيوان في سورة النحل [وَالۡخَيۡلَ وَالۡبِغَالَ وَالۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخۡلُقُ مَا لاَ تَعۡلَمُونَ ( 8 ) ] و في سورة الغاشية [أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ( 17 )]
وكذلك ما جاء في علم الحشرات في سورة العنكبوت [ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ الۡعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتۡ بَيۡتًا وَإِنَّ أَوۡهَنَ الۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ الۡعَنكَبُوتِ لَوۡ كَانُوا يَعۡلَمُونَ ( 41) ] و كذلك ما جاء في سورة البقرة [إِنَّ ٱللَّهَ لا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوۡقَهَاۚ ](26)
وفي أساسيات العبادة الحياة والتربية ففي سورة لقمان جاء فيها وصية لقمان لأبنه [وَإِذْ قَالَ لُقْمَٰنُ لِٱبْنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَىَّ لَا تُشْرِكْ بِٱللَّهِ ۖ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌۭ(13)]وكذلك [يَٰبُنَىَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍۢ فَتَكُن فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِى ٱلْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌۭ(16) يَٰبُنَىَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلْأُمُورِ(17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍۢ فَخُورٍۢ(18) وَٱقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلْأَصْوَٰتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِير(19)]
وكذلك في من القصص والعبر والحكمة ما يغني الناس فقد جاء فيها الكثر فقد قال الخبير العزيز في سورة يوسف [ نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ الۡقَصَصِ بِمَا أَوۡحَيۡنَا إِلَيۡكَ هَذَا الۡقُرۡآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ الۡغَافِلِينَ ( 3 )] وجاء في سورة الأعراف [ تِلۡكَ الۡقُرَى نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنبَآئِهَا وَلَقَدۡ جَآءتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِالۡبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا۟ لِيُؤۡمِنُوا۟ بِمَا كَذَّبُوا۟ مِن قَبۡلُ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الۡكَافِرِينَ (101)]
وهناك الكثير من العلوم ما يعجز الإنسان عن عده وحصره هذا ناهيك عن الأعجاز العلمي واللغوي وعلوم الفقه والدين حكام الميراث وعلم اصول الدين واخبار الأولين
ولا أريد أن أطيل فيمل القارئ لأني فعلاً قد أطلت ولكن الموضوع يحتاج ألى توضيح اكثر و أعمق
الخلاصة : ألى كل مسلم يدعي الإسلام أقول انك لا تستطيع أن تحب القرآن أذا لم تعرفه بنفسك فإذا ادعيت حبه دون أن تعرفه فقد تكون أما نافقت أو كذبت على نفسك فكلما تعرفت عليه تقربت منه أحببته اكثر وصبحت الرغبة ألى المعرفة فيه اكثر كلما جهلته كرهته وعاديته ( العياذ بالله)
فإذا عرفت القرآن عرفت كل ما هو دونه من كتب وعلوم أن شاء الله
فهذه دعوة في حب القرآن من خلال القراءة والتدبر و التفكير فيه
هذا والله اعلم واكرم
والحمد لله رب العالمين