كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
6 - (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللّيل وَالنَّهَارِ ) بواسطة دوران الأرض حول نفسها (وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) أي في الكواكب السيّارة ومن جملتها الأرض ، يعني ما خلق الله فيهنَّ من نباتٍ وحيوانٍ وإنسان وغير ذلك (لآيَاتٍ) أي لعلامات واضحة تدلُّ على أنَّ لها خالقاً خلقها وصانعاً صنعها وحكيماً أتقنها (لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) عذابه بطاعتهِ .
7 - ثمَّ أخذَ سُبحانهُ في ذمّ المكذبين وتهديدهم بالعذاب فقال (إَنَّ الّذينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ) يعني الّذينَ كذّبوا بالجنّة والنعيم في الآخرة فهم لا يرجون النعيم لأنَّهم لا يعتقدون بذلك (وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا ) دون الآخرة (وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا ) أي اطمأنّوا بالدنيا فقالوا : لا حساب ولا عقاب ولا عذاب علينا وإنَّما هو تهديد ووعيد يتوعّدنا بهِ محمد لا صِحّةَ لهُ (وَالّذينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا ) يعني عن التفكير فيها والتدبّر لها (غَافِلُونَ) لا يفكّرون لكي يعلموا الحقّ من الباطل .
8 - (أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ ) يأوون إليها يوم القيامة (بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) من آثام .
9 - ثمَّ أخذَ سُبحانهُ في وصف المؤمنين وما أعدّهُ لهم في الآخرة فقال (إِنَّ الّذينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ ) في الآخرة إلى طريق الجنّة فيدخلونها (بِإِيمَانِهِمْ) أي بسبب إيمانهم باللهِ وبرسولهِ (تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) يتنعّمون فيها .
10 - (دَعْوَاهُمْ فِيهَا ) أي ذِكرهم في الجنّة وتسبيحهم (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ ) أي تحية بعضهم لبعض (فِيهَا سَلاَمٌ ) يعني يقولون سلامٌ عليكم (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ ) فيها قولهم (أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) يعني وهذا أكثر ما يقولونه ويُكرّرونهُ .
11 - (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ ) عِقاباً على أعمالهم السيئة (اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ ) أي كما يُعجّل لهم بالخير (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ) وماتوا كلّهم ولكن يُمهلهم إلى انتهاء آجالهم (فَنَذَرُ) أي نترك (الّذينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) يعني فنترك المكذّبين بالآخرة في تكبّرهم وعنادهم يتردّدون ، ومِثلها في المعنى في سورة النحل في قوله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } .
12 - (وَإِذَا مَسَّ ) أي أصابَ (الإِنسَانَ الضُّرُّ ) يعني البلاء والشِدّة (دَعَانَا لِجَنبِهِ ) يعني دعانا وهو نائمٌ على فراش المرض لشفائهِ من مرضهِ (أَوْ قَاعِدًا ) يعني أو كان مُقعَداً لا يستطيع القيام دعانا لشفاء ساقيهِ (أَوْ قَآئِمًا ) دعانا لكشف ما بهِ من ضُرٍّ (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ ) الّذي كان يدعونا لأجلهِ (مَرَّ) أي استمرَّ على كفرِه ونفاقهِ ، ومن ذلك قول الفرزدق :
وقَدْ مَرَّ حَوْلٌ بَعْدَ حَوْلٍ وأَشْهُرٌ مَرَرْنَ عليهِ وهْوَ ظَمْآنُ جائِعُ
(كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ) كشف (ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) أي زيّنتْ لهم الشياطين أعمالهم الباطلة .
13 - (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ ) "القرون" جمع قرن وهو أهل كلّ عصر سُمّوا بذلك لمقارنة بعضهم لبعض ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت :
فَذلِكَ ما أوْرَثَتْنا القُرُو === مُ مَجْداً تَلِيداً وعِزّاً أَشَمْ
إذا مَرَّ قَرْنٌ كَفَى نَسْلُهُ وخَلَّفَ قَرْناً إذا ما انْقَصَمْ
(وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) فكذّبوا بها كما كذّبتم (وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ) فأهلكناهم بالعذاب (كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ) منكم فنهلكهم إنْ لم يتوبوا ويؤمنوا .
14 - (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ ) أي جعلناكم خلَفاً (مِن بَعْدِهِم ) تخلفونهم وتملكون أرضهم (لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) هل تقومون بالصلاح أم بالفساد .
15 - (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الّذينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ) أي الّذينَ لا يوقنون بالبعث والجزاء (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا ) ليس فيه سبّ لآلهتنا (أَوْ بَدِّلْهُ ) فضع مكان السبّ مدحاً لآلهتنا فنؤمن بهِ ونتّبعك (قُلْ) يا محمّد لهؤلاء المشركين (مَا يَكُونُ لِي ) أي لا يحقُّ لي (أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي ) فيما تقولون وتقترحون (عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) هو يوم القيامة .
16 - (قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ ) أي لو شاء الله مدح آلهتكم ما أنزل ذمّها عليّ في القرآن وتحريم عبادتها ولا قرأته عليكم (وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ ) أي ولا أعلمكم الله بهِ (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا ) أربعين سنة (مِّن قَبْلِهِ ) أي من قبل نزول القرآن فهل قلتُ لكم يوماً من الأيّام أنّي رسول من الله إليكم وهل منعتكم من عبادة الأوثان (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) يعني ألا تستعملون عقولكم فتفكّروا في هذا الأمر لكي تصيبوا الحقيقة .
17 - (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا ) فادّعى الألوهيّة في الأصنام أو جعل شريكاً لله في العبادة (أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ) الّتي جاءَ بها رسولهُ (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) يعني من جعل شريكاً لله فهو مُجرم ولا يفلح المجرمون .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |