كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
93 - (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ ) أي اعملوا على قدر تمكّنكم منّي ومن قتلي فلا أخافكم لأنّ الله ينصرني عليكم (إِنِّي عَامِلٌ ) بما أمرني ربّي من تبليغ الرسالة والنهي عن عبادة الأصنام (سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) في المستقبل (مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ) أنا أم أنتم ، لأنّهم هدّدوهُ بآلهتهم قالوا إنّها تنتقم منك (وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) أنا أم أنتم (وَارْتَقِبُواْ) العذاب (إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) .
94 - (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا ) بالعذاب (نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالّذينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا ) أي بوحينا وإرشاداتنا لهم بأن قلنا لهم اُخرجوا من بينهم فخرجوا (وَأَخَذَتِ الّذينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ ) يعني أخذوا يتصايحون ويصرخون حين سقطت ديارهم فوقهم (فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) تحت الأنقاض ، أي موتَى لا حراكَ بهم .
95 - (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا ) أي كأن لم يعيشوا فيها مُستغنين بالمال والأولاد (أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ ) من رحمة الله ، يعني لقبيلة مدين ، أمّا مدين نفسه فرجُل صالح هو إبن إبراهيم الخليل (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ) من رحمة الله . وكانت هذه الحادثة بعد قوم لوط وقبلَ مجيء موسى .
96 - ثمّ عطف سُبحانهُ بقصّةِ موسى على ما تقدّم من قصص الأنبياء فقال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا ) التسع (وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) أي وسُلطة ظاهرة بيّنة .
97 - (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) أي وجماعتهِ (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ ) وتركوا موسى وآياتهِ (وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ ) لهم (بِرَشِيدٍ) أي بمُصيب إلى الحقّ بل أرشدهم إلى الضلال .
98 - (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) إلى جهنّم كما أضلّهم في الدنيا (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ) في عالم البرزخ (وَبِئْسَ الْوِرْدُ ) الّذي أوردهم إليهِ من العذاب (الْمَوْرُودُ) إليهِ ، يعني بئسَ الواردِين وبئسَ المكان الّذي وردوا إليهِ .
99 - (وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ ) الدنيا (لَعْنَةً) في التوراة والقرآن (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ) تلعنهم الملائكة ويلعنهم مُقلّدوهم وتابعوهم في دينهم (بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ) يعني بئسَ التابع والمتبوع ، فَ"الرِفد" هم الجماعة الّتي تأتي بعدها جماعة حتّى ترفدَ عليها أي تصل إليها ، والشاهد على ذلك قول دكين:
خيرَ امْرِئٍ قَدْ جاءَ مِنْ مَعَدِّهْ مِنْ قَبْلِهِ أَوْ رافِدٍ مِنْ بعدِهْ
وقال عمرو بن كلثوم :
ونَحْنُ غَداةَ أوقِدَ في خَزَازَى رَفَدْنا فَوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِينا
"الرِفد" مثل الوَفد الّذينَ يفِدون على رئيس أو كريم فيضيِّفهم ويُكرمهم .
100 - (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى ) الظالمة (نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ) يا محمّد (مِنْهَا قَآئِمٌ ) إلى اليوم (وَ) منها (حَصِيدٌ) يعني بعضها قائمٌ بناؤهُ لم يتهدّم وبعضها تهدّمَ واندثر كالنبات المحصود .
101 - (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ) بإنزال العذاب عليهم (وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ) بسبب كفرهم وعنادهم (فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ ) يعني لم تدفع عنهم شيئاً من العذاب (لَمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ ) بالعذاب (وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ) أي غير تخسير ، ومن ذلك قول بشر بن أبي خازم:
هُمُ جَدَعوا الأنوفَ فَأَوْعَبُوها وهُمْ تَرَكُوا بَنِي سَعْدٍ تَبابَا
102 - (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ ) في المستقبل (إِذَا أَخَذَ الْقُرَى ) بالعذاب (وَهِيَ ظَالِمَةٌ ) يعني وأهلُها ظَلَمَة وكَفَرَة مُنافقون مُشركون (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) يعني عذابهُ مؤلم شديدُ الوقعة .
103 - (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الّذي ذكرناهُ لك من قصص الاُمَم المكذّبة (لآيَةً) أي علامة واضحة على وجود العذاب في الآخرة (لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ) فتجنّبَ المحرّمات (ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ ) للحساب والعقاب (وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ) يشهدهُ الخلائق كلّهم من الجِنّ والإنس والملائكة والأنبياء والرُسُل .
104 - (وَمَا نُؤَخِّرُهُ ) أي يوم القيامة (إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ) أي محسوب .
105 - (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ ) بالشفاعة ، وأصلها لا تتكلّم نفسٌ ، فحُذِفَتْ إحدى التائين لتسهيل الكلام (إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) يعني إلّا بإذن من الله لذلك الشفيع أن يشفعَ لمن ارتضاهُ الله فحينئذٍ يَشفع له ، وإذا لم يأذن الله لذلك الشفيع بشفاعةِ أحدٍ من أهل المحشر فلا يحقّ له أن يشفع ولو كان المشفوع لهُ إبن الشفيع أو أباه أو بعض أقاربه ، فإنّ نوحاً لا يحقّ له أن يشفع لابنهِ كنعان ولا إبراهيم لأبيهِ آزرَ (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ ) بسيئاته (وَ) منهم (سَعِيد) بحسناته فيدخل الجنة .
106 - (فَأَمَّا الّذينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ) من النار ، أي لهم فيها غازات خانقة .
107 - (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) أي ما دامَ في الكون كواكب سيّارة تدور حول الشمس ، والمعنى : ما دامت في الكون كواكب سيّارة تدور حول شمس ، والمعنى : ما دامت في الكون مجموعة شمسيّة ، ثمّ استثنى سُبحانهُ المذنبين من الموحّدين فقال (إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) أن يعفوَ عنهم فيخرجهم من النار (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ) .
108 - (وَأَمَّا الّذينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ ) ، ثمّ استثنى سُبحانهُ من يتكبّر في الجنّة أو لم يمتثل أمر الله إذا أمرهُ بشيء فيطردهُ من الجنّة كما طردَ إبليس لَمّا عصى أمر الله وتكبّر على آدم ، وذلك قوله تعالى (إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ) أن يخرجه منها . وذلك الخلود (عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) أي غير مقطوع ولا منقوص ، ومن ذلك قول النابغة الذبياني :
يجذُّ السَّلُوقِيَّ الْمُضاعِفَ نَسْجُهُ ويُوقِدُ بِالصُّفَّاحِ نارَ الْحُباحِبِ
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |