كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
4 - (وَمَا أَرْسَلْنَا ) قبلك (مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) أحكام شريعتهِ ولا يحتاجون إلى ترجمان ، وكذلك أرسلناك يا محمّد عربيّاً بلسان قومك لتبيّن لهم (فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء ) يعني يُضلّ من يستحقّ الضلالة بسبب أعماله السيّئة وظُلمه للناس ، ويهدي من كان أهلاً للهداية بسبب إشفاقهِ على الناس وعطفهِ على الضُعفاء والمساكين (وَهُوَ الْعَزِيزُ ) في مُلكهِ يفعل ما يشاء (الْحَكِيمُ) في أفعالهِ .
5 - (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى ) إلى فرعون (بِآيَاتِنَا) أي بالمعجزات ، وقلنا له (أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) يعني أخرجهم من الضلالة إلى الهداية ومن الاستعباد إلى الحريّة (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ ) أي بأيّام الخير الّتي سبقت في زمن يوسف إذ كان رئيس الوزراء وكانت لهُ السّلطة على مصر وعلى أهلها وقد نالَ تلك المنزلة بسبب تقواهُ وطاعتهِ لله ، ولكنّكم عصيتم أمرَ ربّكم وكفرتم بهِ فأذلّكم وترككم تحتَ حُكم فرعون يستعبدكم ، فالآن توبوا إلى ربّكم واعملوا بما يأمركم به لكي ينقذكم من يدِ فرعون ومن العبوديّة ويُعيد مجدكم كما كان في زمن يوسف (إِنَّ فِي ذَلِكَ ) الحُكم والسُلطة الّتي أعطاها ليوسف (لآيَاتٍ) أي لعلامات واضحة تدلّ على أنّ من يتّقي الله ينال تلك المنزلة الّتي نالها يوسف بطاعتهِ وصبره (لِّكُلِّ صَبَّارٍ ) يصبرُ على المصائب كما صبرَ يوسف (شَكُورٍ) للنِعَم فيعطي للضعفاء والمساكين كما أعطاه الله .
6 - (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ) بعد أن أخرجهم من مصرَ وأنقذهم من يد فرعون (اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ) أي يُعاملونكم ويُكلّفونكم أسوء الأشغال والأعمال (وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ ) الصغار (وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ ) أي يُبقونهنّ أحياءً لأجل الخِدمة (وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ) أي ابتلاء ومِحنة ، وذلك بسبب كفركم وترككم إطاعة ربّكم .
7 - (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ) بقتالكم فلم يأذن لهم . المخاطب بهذا اليهود ، والمعنى واذكر لهم يا محمد قصة الصيدونيين حين أقبلتم على بلادهم فانّهم استأذنوا الله على قتالكم فلم يأذن لهم ، ثمّ استأذنوه في ملاقاتكم بالترحيب والطعام والشراب فأذِن لهم بذلك ، وهذا من فضله عليكم فيجب أن تشكروه على ذلك ، وقلتُ لكم (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) نعمة (وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) لمن كفر . فكلمة "تأذّن" بمعنى استأذنوه .
القصة: لَمّا سار بنو إسرائيل حين خروجهم من مصر وأتَوا على قرية الصيدونيين "صيدا" جمع ملكهم الرؤساء والوزراء وقال لهم لقد قرُب بنو إسرائيل وهم كثيرون ولا قدرة لنا على قتالهم فماذا نفعل؟ وبعد المشاورة قالوا له : تفاءل . فكتب رقتعين وعلقهما بالجدار فكتب على الأولى أقاتلهم ، وكتب على الثانية ألقاهم بالطعام والشراب والترحيب ، ثم رمَى سهماً نحوهما فوقع السهم على الثانية ، فأخذوا طعاماً وشراباً وخرجوا لاستقبالهم ، وقصتهم مذكورة في مجموعة التوراة في سفر العدد .
8 - (وَقَالَ مُوسَى ) لقومهِ (إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ ) عن عِبادتكم (حَمِيدٌ) عند ملائكتهِ ، أي تحمدهُ الملائكة وتُسبّحهُ .
9 - (أَلَمْ يَأْتِكُمْ ) يا بني إسرائيل (نَبَأُ الّذينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ) وذلك في التوراة في سِفر التكوين (وَالّذينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ ) يعني لا يعلمُ عددهم إلاّ الله (جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ) يعني المشركون ردّوا على الرُسُل قولهم ووضعوا أيديَهم على أفواه الرُسُل وقالوا لهم اُسكتوا ولا تتكلّموا بهذا (وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ) .
10 - (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) أي الكواكب السيّارة ومن جملتها الأرض فجعلهنّ تسعة أجرام بعدما كانت واحدة (يَدْعُوكُمْ) لعبادتهِ (لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى ) يعني إلى يوم آجالكم ولا يُعاجلكم بالعذاب إن آمنتم (قَالُواْ) في جواب الرُسُل (إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ) أي بحُجّةٍ واضحة بيّنة تدلّ على صِحّةِ قولكم وبُطلان ما نحنُ عليهِ .
11 - (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ ) بالرسالةِ (عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ ) أي بمعجزةٍ (إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) يعني إلاّ المعجِزة الّتي أعطانا الله إيّاها وأذِنَ لنا بإظهارها وأمّا الّتي تطلبونها فلا قُدرةَ لنا على إتيانها . والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة غافر {وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } ، (وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) في نشر الدعوة إلى دِين الإسلام .
12 - (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ) أي هدانا طُرُق الصَلاح الّتي توصلنا إلى الجنّة (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا ) فإنّ الله يكفينا أمركم وينصرنا عليكم (وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) في إظهار دينهِ ولا يخافوا أحداً من الناس .
13 - (وَقَالَ الّذينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ ) أي أوحَى للرُسُل فقال (لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ) الّذينَ كذّبوكم وآذَوكم .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |