كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
117 - (مَتَاعٌ قَلِيلٌ ) يتمتّعون بهِ في الدنيا ثمّ يموتون (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) في الآخرة .
118 - (وَعَلَى الّذينَ هَادُواْ ) أي اليهود (حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ ) هذهِ الآية ، وذلك ما جاء في قوله تعالى سورة الأنعام {وَعَلَى الّذينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ .. إلى آخر الآية} ، وكذلك الميتة والدم ولحم الخنزير مُحرّم عليهم (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ) بتحريم ذلك عليهم (وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) بالعصيان والكفر بنِعم الله . ثمّ ذكر التائبين فقال الله تعالى :
119 - (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ ) لغفّارٌ (لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ) أي يجهلون عواقبها (ثُمَّ تَابُواْ ) عن المعصية (مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ ) أعمالهم (إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
120 - (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) أي كان إماماً للهُدى يقتدي به أولاده وذرّيّته ومن تبعه من المؤمنين ، والدليل على ذلك في سورة البقرة [قوله تعالى] {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } ، (قَانِتًا لِلّهِ ) أي مُنقطِعاً لله في الطاعة والعبادة (حَنِيفًا) أي موحّداً (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
121 - (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ ) أي اختارهُ الله للنبوّة لحُسنِ سريرتهِ وطيب أخلاقهِ (وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) يعني إلى طريق الحقّ طريق التوحيد .
122 - (وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً ) أي نِعمةً من المال والأولاد والجاه (وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) في المكان وحُسن الحال ، يعني كما أصلحنا أحوالهُ في الدنيا كذلك أصلحنا أحوالهُ في الآخرة وأعطيناهُ المنزلة الرفيعة .
123 - (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمّد (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ) أي شريعتهُ (حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
124 - سأل النبيّ (ع) أحد أصحابه عن يوم الاستراحة في الاُسبوع فقال الجمعة ، فقال الصحابي إنّ اليهود يجعلونهُ يوم السبت ، فنزلت هذه الآية (إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الّذينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) والمعنى : إنّما جُعِلَ حُكم السبت بالقعود عن العمل وترك البيع والشراء وتحريم الصيد فيهِ على بني إسرائيل امتحاناً لهم لنرى هل يمتثلون أوامرنا أم يُخالفون ، وبذلك الامتحان وجدنا أكثرهم خالفوا أمر الله ، وذلك قوله تعالى (اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) ، يعني خالفوا ما أمرهم الله بهِ من ترك البيع والشراء والصيد وغير ذلك (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ) يعني فيما خالَفوا أمرَ الله فباعُوا وشرَوا وصادوا السمك في سبتِهِم .
125 - سأل المشركون من النبيّ مُعجزة مادّية كعصا موسى وناقة صالح ليسلِموا ، فسأل النبيّ من الله ما أرادوا ، فنزل قوله تعالى (ادْعُ) الناس (إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ ) أي إلى دينهِ والطريق المؤدّي إلى جنّاتهِ (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) يعني اُدعُهم بالأدلّة العقليّة والبراهين العلميّة فلا حاجة إلى المعجزات المادّية لأنّهم إذا رأوها حصلت يقولون هذا سِحرٌ مُبين ولا يؤمنون بها كمن تقدّمهم من الاُمَم الّذينَ أهلكناهم بسبب تكذيبِهم للرُسُل وعنادِهم (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أي بالكلمة الّتي هي أحسن من كلامهم ، والمعنى : عاملْهم باللّين والرِفق وحُسن المنطق لكي ينقادوا لك ويخضعوا لأمرك (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) أي القابلين للهداية فيهديهم إذا كلّمتَهم وأرشدتَهم إلى طريق الحقّ .
126 - لَمّا مثّلَ المشركون بالقتلَى يوم اُحُد وبحمزة عمّ النبي فشقّوا بطنهُ وجدعوا أنفهُ واُذنهُ وقطعوا مذاكيرهُ وأخذت هندُ بنت عُتبة كبدهُ فجعلت تلوكهُ ، قال المسلمون لئن أمكننا الله منهم لنمثّلنّ بالأحياء منهم فضلاً عن الأموات ، فنزلت هذه الآية (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ) المشركين على فِعلهم معكم (فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ ) على ذلك ولم تُمثّلوا بقتلاهم (لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ )
127 - (وَاصْبِرْ) يا محمّد على ما نالك من قومك من الأذى والتكذيب فإنّ الله ناصرك عليهم (وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ) يعني إلاّ بتوفيقهِ ورعايتهِ لك (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) أي على أصحابك الّذينَ قُتِلوا فإنّهم دخلوا الجنّة فرِحين مُستبشرين (وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ ) صدرٍ (مِّمَّا يَمْكُرُونَ ) يعني مِمّا يمكر بك المشركون فإنّ الله ينصرك عليهم .
128 - (إِنَّ اللّهَ مَعَ الّذينَ اتَّقَواْ ) الشِرك والمعاصي إنّ الله معهم بالنُصرة لهم (وَّالّذينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) مع الناس وخاصّةً الضعفاء والمساكين .
تمّ بعون الله تفسير سورة النحل ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |