كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
6 - (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) العِلم والمال (وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) أي اجعله مرضيّاً عندك بالقول والعمل .
7 - (يَا زَكَرِيَّا ) بن برخيّا (إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ ) تلدهُ لك امرأتك (اسْمُهُ يَحْيَى ) وفي اللّغة العبريّة يوحنّا (لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ) يعني لم نجعل أحداً قبلهُ بهذا الإسم .
8 - (قَالَ) زكريّا (رَبِّ أَنَّى ) أي كيفَ (يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ) أي جاوزتُ الحدّ في عمري ، يعني جاوزتُ المئة .
9 - (قَالَ) جبرائيل الّذي بشّرهُ بالولد (كَذَلِكَ) أي لا تعجب كما قلتُ لك يكون (قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) أي تكوين الولد في بطن العجوز العاقر هيّن عليّ لا صعوبة فيه (وَقَدْ خَلَقْتُكَ ) يا زكريّا (مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ) يُذكَر .
10 - (قَالَ) زكريّا (رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ) أي علامة على ذلك أعرف بها أنّ امرأتي قد حبلت (قَالَ) جبرائيل (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ) يعني لا يمكنك أن تتكلّم معهم فتكون كالأبكم (ثَلَاثَ لَيَالٍ ) مع أيّامها (سَوِيًّا) أي سالماً من غير بُكمٍ ولا مرض .
11 - (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ ) من بيت المقدس فرِحاً ، وذلك في اليوم الثاني ، وكانوا خارج المسجد (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ ) أي أشارَ إليهم بيدهِ (أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) يعني اُذكروا الله بالحمد والثناء على الدوام . فحبلت امرأتهُ وولدت غلاماً فسمّاهُ يوحنّا ، الّذي معناه بالعربيّة يحيى . ثمّ أوحى الله سبحانه إلى يحيى بعد أن كبِرَ ، فقال :
12 - (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ ) أي التوراة (بِقُوَّةٍ) أي بجدٍّ وعزيمة (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) يعني يحكم بين الناس بما في التوراة من أحكام الدِين وهو شاب .
13 - (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا ) أي حنّنا لهُ القلوب ، فكان الناس يحبّونهُ ويشفقون عليهِ ، يعني يرأفون بهِ ، فالحنان هو العطف والرأفة ، ومن ذلك قول طَرَفة :
أبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فَاسْتَبْقِ بَعْضَنَا حَنانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ
وقال الحُطيئة لعمر بن الخطّاب :
تَحَنَّنْ عَلَيَّ هَدَاكَ الْمَلِيْكُ فَإنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالا
(وَزَكَاةً) يعني عصمناهُ من كبائر الذنوب (وَكَانَ تَقِيًّا ) يعني يتّقي المحرّمات فلا يفعلها .
14 - (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ ) أي بارّاً بوالديه مُحسِناً إليهما (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا ) أي متكبّراً (عَصِيًّا) أي لم يكن عاصياً لربّهِ ولا لوالديهِ .
15 - (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ ) منّا ، أي سلامة لهُ (يَوْمَ وُلِدَ ) من شرّ الشيطان (وَيَوْمَ يَمُوتُ ) أيضاً لهُ سلامة من الشياطين واستيلائهم على الكافرين (وَيَوْمَ يُبْعَثُ ) للحساب وهو (حَيًّا) أي عزيزاً ولهُ السلامة من العذاب ، والحياة كناية عن العزّ والظفَر بالبُغية ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الّذينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } .
16 - (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ ) أي في القرآن الّذي كتبهُ أصحابك قِصّة (مَرْيَمَ) وولادتها بعيسى (إِذِ انتَبَذَتْ ) أي انفردت وابتعدت (مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ) أي إلى مكانٍ شرقيّ أهلها .
17 - (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا ) أي فضربت سِتراً وحاجزاً بينها وبين الناس لكي تغتسل (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ) يعني جبرائيل (فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ) يعني كامل الخِلقة ، ومن ذلك قول الخنساء :
ألا لَيْتَ اُمّي لَمْ تَلِدْنِي سَوِيّةً وكنتُ تُراباً بينَ أيدِي القَوابِلِ
يعني جسّدَ نفسهُ فصارَ على هيئة بشر فلمّا رأتهُ مريم :
18 - (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ) يعني إن كنتَ تخاف الله وتتّقي عذابهُ فاذهب عنّي ولا تمسّني بسوء.
19 - (قَالَ) جبرائيل (إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ ) أتيتُ (لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ) أي طاهراً من الذنوب .
20 - (قَالَتْ) مريم (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ) يعني كيف يكون لي ولد (وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ) بالجِماع (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ) أي ولم أكن زانية .
21 - (قَالَ) جبرائيل (كَذَلِكِ) أي كما قلتُ لكِ يكون (قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) أي إحداث الولد من غير زوج عليَّ هيِّنٌ سَهل (وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ ) على قُدرتنا (وَرَحْمَةً مِّنَّا ) لمن يؤمن بنبوّتهِ (وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ) أي وكان ما قُلتهُ لكِ من أمر الغلام واقعاً لا تغيير فيه . فنفخَ جبرائيل على الأرض فتطاير الغبار فدخل شيءٌ منه في فرجها فلقّحها .
22 - (فَحَمَلَتْهُ) أي فحبلت بعيسى (فَانتَبَذَتْ بِهِ ) أي انفردت بهِ (مَكَانًا قَصِيًّا ) أي بعيداً عن الناس لتَضَعَهُ [أو لِتَلِدَهُ] ، وكانت مدّة حملهِ سبعة أشهر .
23 - (فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ ) يعني فألجأها المخاض ، والشاهد على ذلك قول حسّان بن ثابت :
إذْ شَدَدْنا شَدَّةً صادِقَةً فَأَجَأْناكُمْ إلَى سَفْحِ الْجَبَلْ
يعني ألجأناكم إلى سفح الجبل .
وقال زُهير :
وجاراً سارَ مُعْتَمِداً إلَيْكُمْ أجاءَتْهُ الْمَخافَةُ والرَّجاءُ
يعني ألجأتهُ المخافة والرجاءُ ، (إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ ) فالتجأت إليه لتستند عليهِ عند الولادة . وصلت مريم بسيرها إلى بستان وكان فيها حظيرة (أي كوخ) مكوّنة من أربعة جذوع وحصران فدخلت مريم تلك الحظيرة واستندت إلى أحد تلك الجذوع لتلدَه ، حينئذٍ (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ) الحادث (وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |