كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
12 - (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ) . إسم الوادي طوى ، وهيَ بُقعةٌ من صحراء سيناء قرب جبل الطور ، وإنّما أصبحت مُقدّسة لأنّ إبراهيم كان يُصلّي ويتعبّد الله فيها فأصبحت كالمسجد ، ولذلك قال الله تعالى لموسى (إخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) .
13 - (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ) للرسالة (فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ) إليك من القول .
14 - (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي ) يا موسى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) أي لأنْ تذكرَني فيها بالتسبيح والتعظيم والتكبير .
15 - (إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ ) يعني ساعة موت الإنسان قائمة لا محالة (أَكَادُ أُخْفِيهَا ) أي قاربَ أن يَخفَى وقتها عن الناس لحين اقتراب آجالهم . ثمّ بيّن سبحانه الغاية من إخفائها فقال (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ) أي لتُجزى في الآخرة كلّ نفس بما كانت تسعى في الدنيا من حسنات أو سيئات . لأنّ من يُنكر البعث والحساب يترك الحسنات ويعمل الموبقات فيخسر ، ومن يُصدّق بالبعث والحساب يتجنّب الموبقات ويعمل الحسنات فينجح .
16 - (فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا ) أي عن الإيمان بالبعث والحساب (مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ) . التردّي هو السقوط من أعلى إلى أسفل ، ومن ذلك قول عنترة :
شَفَى النَّفْسَ مِنِّي أوْ دَنَا مِنْ شِفائِها تَرَدِّيهِمُ مِنْ حالِقٍ مُتَصَوِّبِ
وقال أيضاً :
بأَرْضٍ تَرَدَّى الماءُ في هَضَباتِها فأَصْبَحَ فيها نَبْتُها يَتَوَهَّجُ
وقال حسّان :
هلاّ اعْتَبَرْتُمْ بِخَيْلِ اللهِ إذْ لَقِيَتْ أَهْلَ القَلِيبِ ومَنْ أَرْدَيْنَهُ فِيهَا
يعني ومن أسقطوهُ قتيلاً فيها ، والقليب بئر لا ماء فيها . والمعنى : إن لم تؤمن بالبعث والحساب ولم تعبدني ولم تذكرني في صلاتك ولا في غيرها تخسر وتقع في العذاب . والخطاب وإن كان لموسى فهو في الحقيقة لسائر المكلّفين . وقال الطبرسي في كتابه مجمع البيان ما نصّهُ "وفي هذه الآيات دلالة على أنّ الله تعالى كلّم موسى وأنّ كلامهُ مُحدَث لأنّهُ حلّ الشجرة وهيَ حروف منظومة" . وقال الله تعالى في سورة الأنبياء {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } ، فالذِكر هو القرآن ، وذلك لأنّ بعض المسلمين قالوا القرآن مُحدَث وبعضهم قالوا أزلي غير مُحدَث .
17 - (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ) ؟
18 - (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي) أي أسوق بها غنمي ، ومن ذلك قول شريك بن الأعور يهجو معاوية :
أيشتُمُنِي معاويةُ بنُ حَربٍ ..... وسيفي صارمٌ ومعِي لِساني
وحولي مِن بني عمّي ليوثٌ ..... ضَراغمةٌ تَهشُّ إلى الطِّعانِ
أي تسوق إلى الطعان (وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ) أي حاجات أخرى .
القصة: لَمّا قضى موسى الأجل مع شعيب وسار بأهله من مدين قاصداً مصر وجد في طريقه عصا فأخذها ، ولكن الحقيقة لم تكن عصا بل هي حيّة خلقها الله خاصّة لموسى لتكون له آية ، وهي طويلة غليظة لها حراشف تكسو جسمها فإذا أرادت أن تنام أخفت رأسها وذنبها داخل الحراشف كالسلحفاة والقنفذ فصارت كالعصا ، وإذا أرادت أن ترعى الغنم أخرجت رأسها وذنبها فظهرت أفعى ، ولذلك قال الله تعالى وما تلك بيمينك ياموسى ؟ فقال موسى هي عصاي ، لأنّ موسى لم يكن يعلم أنّها أفعى بل كان يعتقد أنّها عصا ، ولكنّ الله تعالى أعلمُ بها حيث هو الذي خلقها .
19 - (قَالَ) الله تعالى (أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ) لم يقل ألقِ عصاك ، فإنّ الله تعالى ذكرها بالكناية ولم يسمّها عصا حتى قال موسى هي عصاي .
20 - (فَأَلْقَاهَا) موسى على الأرض (فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ) يعني فحينئذٍ تبيّن أنّها حيّة تمشي على الأرض وليست عصا78 .
21 - (قَالَ) الله تعالى (خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ) أي سنعيدها على عادتها الأولى ، يعني تخفي رأسها في حراشفها فتكون كالعصا .
22 - (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ ) أي أدخِلها تحت إبطكَ ثمّ أخرجها (تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ) اللّون لها شعاع (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) أي من غير مرض ولا برص تلك (آيَةً اُخرى ) .
23 - (لِنُرِيَكَ) في المستَقبل (مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى ) غير هاتين الآيتين .
24 - (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) .
25 - (قَالَ) موسى (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) يعني اجعلني مسروراً بهذا الواجب لأقوم بهِ بقوّةٍ وعزيمة .
26 - (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) أي هيّء لي أسباب النجاح والوصول إلى الغاية .
27 - (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ) .
28 - (يَفْقَهُوا) آل فرعون (قَوْلِي) لأنّ لسانهُ كان فيه رتلة لا يفصح حرف الراء .
29 - (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا ) أي مُساعداً يؤازرني (مِّنْ أَهْلِي ) .
30 - (هَارُونَ أَخِي ) .
31 - (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) أي قوِّ بهِ ظهري ، يعني ساعدني بهِ على القيام بهذا الواجب .
32 - (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) .
33 - (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا ) يعني نُنزّهكَ عن الشريك عند فرعون وقومه ليتركوا عبادة الأصنام .
34 - (وَنَذْكُرَكَ) عندهم بالحمدِ والثناء (كَثِيرًا) لينقادوا إلى طاعتك .
35 - (إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ) أي بأعمالنا بصيراً فتعلم هل نقوم بهذه المهِمّة أم نتكاسل عنها .
36 - (قَالَ) الله تعالى (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ) أي أعطيناك ما سألت .
37 - (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً اُخرى ) كما مننّا عليك من قبل .
38 - (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ ) في شأنك ، واسمها يوكابد (مَا يُوحَى ) أي كما يوحَى إلى الأنبياء . ثمّ فسّرَ ذلك الوحي بقوله تعالى :
------------------------------------78 :ومما يؤيد هذا ما جاء في كتاب الكشكول للشيخ البهائي قال كتب هرقل ملك الروم إلى معاوية أسئلة ومن جملتها أربعة لم يكونوا من أصلاب الرجال ولا في أرحام النساء ، فبعث معاوية هذه الأسئلة إلى ابن عباس ، فقال في جوابه إنّ الأربعة الذين يسأل عنهم هم آدم وحواء وعصا موسى والكبش الذي فدى به إسماعيل .كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |