كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة طه من الآية( 131) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

131 - وُلِدَ للنبيّ (ع) أربعة بنين وماتوا صِغاراً ، فكان إذا رأى أولاد المشركين يُطيل النظر إليهم ، فنزل قوله تعالى (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ ) أي بالأولاد (أَزْوَاجًا) يعني الزوج والزوجة (مِّنْهُمْ) أي من المشركين (زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا ) يعني الأطفال هم زهرة الدنيا يأنس بهم أبواهم (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) أي لنختبرهم في هذا المتاع فنرى هل يشكرون أم يكفرون (وَرِزْقُ رَبِّكَ ) في الآخرة (خَيْرٌ) لك (وَأَبْقَى) من رزق الدنيا . وقد سبق تفسير مثل هذه الآية في سورة الحجر آية 88 .

132 - (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) أي داوِم عليها (لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ) لعبادنا بل الإرشاد والهداية إلى طريق الحقّ (نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ) لا تهتمّ بأمر معاشك (وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) أي لأهل التقوى .

133 - (وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ ) أي بمعجزةٍ (مِّن رَّبِّهِ ) كعصا موسى وناقة صالح فنؤمن بهِ ، فردّ الله عليهم قولهم وكذّبهم فقال تعالى (أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى ) في التوراة والزبور والإنجيل ، والمعنى : ألم تأتِهم أخبار الماضين الّذينَ طلبوا المعجزات من أنبيائهم ولَمّا حصل ما طلبوا كذّبوا بها وقالوا هذا سِحرٌ مُبين ، فأهلكناهم بسبب كفرهم وتكذيبهم ، وحال أهل مكّة كحال الماضين بالكفر والتكذيب . والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } .

134 - (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ ) أي من قبل مبعث محمّد ونزول القرآن (لَقَالُوا) بعد موتهم (رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا ) يدعونا إلى طاعتك ويُرشدنا إلى دينك (فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ ) أي نعمل بما فيها من أحكام دينيّة (مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ ) بالعذاب (وَنَخْزَى) في الآخرة .

135 - (قُلْ) لهم يا محمّد (كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ ) أي كلّ جمعٍ منّا ومنكم منتظِرٌ ، فنحنُ ننتظر وعد الله بالنصر لنا عليكم ، وأنتم تتربّصون بنا الدوائر (فَتَرَبَّصُوا) أنتم بما يمكنكم (فَسَتَعْلَمُونَ) بعد ذلك (مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ ) أي من هم أصحاب طريق الحقّ (وَمَنِ اهْتَدَى ) إليهِ أنحن أم أنتم .


                                           تمّ بعون الله تفسير سورة ط ه ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة السورة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم