كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
70 - (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا ) بعد خروجهِ من النار ليقتلوهُ (فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) بأن أهلكناهم بالطاعون فخسروا الدنيا والآخرة .
71 - (وَنَجَّيْنَاهُ) من نمرود وكيدهِ ، (وَلُوطًا) إبن أخيهِ هاران آمنَ بهِ فخرجا من العراق من اُور الكلدانيّين ، مع سارة زوجة إبراهيم إبنة عمّهِ الأكبر (إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) بكثرة الأشجار والأثمار ، وهي الأردن ثمّ انتقل إلى صحراء سيناء ، وانتقل لوط إلى قرية سدوم قرب البحر الميّت .
72 - (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ ) ولداً بعد إسماعيل (وَيَعْقُوبَ) حفيداً (نَافِلَةً) أي زيادةً على طلبهِ (وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوطاً جعلناهم صالحين للرسالة .
73 - (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ ) الناس إلى طريق الحقّ (بِأَمْرِنَا ) أي بما نأمرهم بهِ (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ) يعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) غير مُتكاسلين .
74 - (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا ) يحكم بهِ بين المتخاصمين (وَعِلْمًا) في اُمور الدين والدنيا (وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ ) وهي سدوم (الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ) أي كان أهلها يعملون الخبائث فيأتون الرجال شهوةً من دون النساء (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ ) .
75 - (وَأَدْخَلْنَاهُ) بعد موتهِ (فِي رَحْمَتِنَا ) أي في جنّتنا (إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .
76 - (وَنُوحًا إِذْ نَادَى ) ربّهُ قائلاً إنّي مغلوبٌ فانتصر ، وذلك (مِن قَبْل ) إبراهيم ولوط (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ ) دُعاءهُ (فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) أي من أذى قومهِ واستهزائهم بهِ .
77 - (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ ) بين (الْقَوْمِ الّذينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) والمعنى : نصرناه عليهم وهو واحد وهم اُلوف في العدد (إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ) لم يبقَ منهم أحد .
78 - (وَ) اذكر لهم قِصّةَ (دَاوُودَ وَسُليمان إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ ) أي في أمر الحرث ، وهو الزرع (إِذْ نَفَشَتْ ) أي تفرّقت (فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ ) فأكلتهُ، و"النفش" هو الرعيُ ليلاً ، ومن ذلك قول لبيد :
بَذَلْنَ بعدَ النَّفَشِ الوَجِيفَا وبعدَ طُولِ الخبرةِ الصَّرِيفَا
(وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ) أي لحكم المتحاكِمين عندهما حاضرين نسمع ونرى .
79 - (فَفَهَّمْنَاهَا سُليمان ) أي فهّمناهُ الحكم الصحيح في شأن الغنم (وَكُلًّا) من داوُد وسُليمان (آتَيْنَا حُكْمًا ) في القضاء (وَعِلْمًا) في الدِين وشؤون الدنيا .
والقَصّة في ذلك : إنطلقت غنمٌ لراعٍ في زرعٍ فأكلتهُ ، فجاء صاحب الزرع وشكى صاحب الغنم ، فحكم داوُد بأن تُعطَى الغنم لصاحب الزرع بدل زرعهِ ، فقال سُليمان : ليس كذلك بل يُصرَف من ألبان الغنم وأصوافها على الزرع حتّى يعود كما كان ثمّ تعود الغنم لأصحابها . (وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ ) أي يردّدنَ التسبيح معهُ ، وهو صوت الصدَى ، وذلك حين لجأ داوُد إلى الجبال خوفاً من شاؤول إذ أرادَ قتلهُ (وَالطَّيْرَ) أيضاً تُسبّح لله بأصواتها وترتّل (وَكُنَّا فَاعِلِينَ ) مِثل ذلك لأمثالهِ .
80 - (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ ) وهي صنعة الدروع (لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ) يعني لتحرسكم من القتل إذا دخلتم ميدان القتال ، ومن ذلك قول طَرَفة بن العبد :
وهُمُ ما هُمْ إذا ما لَبِسُوا نَسْجَ داوُدَ لِبَأسٍ مُحْتَضِرْ
(فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ) نِعم الله عليكم .
81 - (وَلِسُليمان) سخّرنا (الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) .
أراد داوُد بناء بيت المقدس ولكن لم يتمّ بناؤهُ على يدهِ لكثرة الحروب الّتي كانت في زمانهِ وانشغاله بها ، ولَمّا مات داوُد وقام ابنهُ سُليمان مكان أبيهِ عزمَ على إتمامهِ ، فتقاولَ مع حيرام ملك لبنان على أن يشتري منهُ أخشاباً من شجر الأرز وشجر السرو ويُعطيهِ بدلها حنطةً وزيتاً ، فتكون الأخشاب كمواد إنشائيّة لبناء بيت المقدس ، وكانت المسافة بين لبنان وفلسطين شهراً كاملاً بالسُفُن ، فكانوا يُحمّلون الأخشاب بالسُفُن الشراعيّة وكانت الرياح تسوق السُفُن كما يشاء ربّان السفينة ذهاباً وإياباً ، وبهذه الواسطة كانت السُفُن تصل مكانها بمدّةٍ قصيرة . فهذا معنى مُلخّص للآية. ونظيرها في سورة ص قوله تعالى {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ } يعني حيث أراد وأصاب من المواد الإنشائيّة لبناء بيت المقدس . وآية اُخرى في سورة سبأ وهي قوله تعالى {وَلِسُليمان الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } يعني مسافة شهر تغدوها السُفُن بيوم واحد وتروحها بيوم واحد . وقد جاء ذكر السُفُن الّتي تنقل الأخشاب من لبنان إلى فلسطين في مجموعة التوراة في سِفر الملوك الأوّل في الإصحاح الخامس . وكان بناء بيت المقدس بعد خروج بني إسرائيل من مصر بأربعمائة وأربعة وثمانين سنة ، فيكون وقت بنائه قبل المسيح بألف وثلاثين سنة على التقريب .
82 - (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ ) يعني من فسقة الجنّ (مَن يَغُوصُونَ لَهُ ) في البحر ويُخرجون له من اللآلئ والمرجان (وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ ) أي غير ذلك كنحت الصُخور وصناعة القدور والأواني النحاسيّة وغيرها . فإنّ الله تعالى سخّرَ لهُ الجنّ والشياطين يعملون لهُ ما يشاء ممّا لم تقدر عليه الناس في الزمن الماضي ، ولم يكن يراهم أحد بل كانوا يجدون تلك المصنوعات حاضرة . وممّا يؤيّد هذا قوله تعالى في سورة سبأ {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ } ، (وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ) لا يمكنهم الهروب منه والخروج عن طاعته . وجاء في مجموعة التوراة في سِفر الملوك الأوّل في الإصحاح السادس قال:
[ والبيت في بنائهِ بُنِيَ بحجارةٍ صحيحةٍ مُقتلعةٍ ولم يُسمَعْ في البيت عند بنائهِ صوت مِنحت ولا مِعول ولا أداة من حديدٍ ] . وعاش سُليمان بعد بناء المسجد الأقصى ستّاً وثلاثين سنة ومات .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |