كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
71 - (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) البعلَ وعشتاروث والشِعرى اليمانيّة (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ ) أي بعبادتهِ (سُلْطَانًا) في توراتهم ، أي ما لم يُنزّل بعبادتها بياناً ولا حُكماً (وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ ) أي بوجودهِ (عِلْمٌ) يعني ويعبدون شيئاً حديثاً لم يكن موجوداً قبلهم لكي يُقلّدون آباءهم بعبادتهِ بل صنعوهُ بأيديهم وعبدوهُ بأنفسهم قبل غيرهم . وهي عجلين من ذهب صنعهما لهم يربُعام بن ناباط (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) ينصرهم وينجيهم من عذاب الله .
72 - ثمّ أخبرَ سُبحانهُ عن شِدّةِ عنادهم فقال (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا ) من القرآن (بَيِّنَاتٍ) أي واضحات أنّها على حقّ ، لأنّ ما جاءَ في القرآن يُطابق ما جاءَ في التوراة من أمر التوحيد ونبذ الأصنام فكان يجب أن يقبلوها لا أن يُنكروها ويرفضوها ، حينئذٍ (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الّذينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ) أي الإنكار لآياتنا لِما يظهر على وجوههم من الإنكماش والتعبّس (يَكَادُونَ يَسْطُونَ ) أي يَثِبون ويبطِشون (بِالّذينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ) من شِدّة الغيظ والحسَد (قُلْ) لهم يا محمّد (أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ ) أي بشرٍّ من غيظِكم هو (النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الّذينَ كَفَرُوا ) وأصلها للذّينَ كفروا (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) مصيرهم في الآخرة .
73 - (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ) استماع تأمّل وتفكّر ، والمثَل الّذي ضربهُ هو في سورة العنكبوت {مَثَلُ الّذينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا } ، (إِنَّ الّذينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ) وتعبدونهم سواء ملائكة كانوا أم من الأصنام (لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا ) [ولو ] ذبابةً واحدةً (وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ) أي لأجلهِ يتشاورون ويتعاونون على خلق ذبابة واحدة لن يقدروا (وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا ) من عافيتهم بأن ينقل نوعاً من الميكروبات إليهم فيطرحهم على فراش المرض لا يمكنهم القيام منه ولا القعود (لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ) أي عجزَ العابد والمعبود ، فالعابد عاجز عن ردع الذباب وطرده ، والمعبود عاجز عن خلق ذبابة واحدة .
74 - (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) أي ما عظّموهُ حقّ عظمتهِ ولا عرفوهُ حقّ معرفتهِ إذْ جعلوا لهُ شُركاء وعبدوهم من دونه (إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ينتقم منهم في الآخرة .
75 - (اللَّهُ يَصْطَفِي ) أي يختار (مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا ) يبعثهم بالوحي إلى الأنبياء (وَمِنَ النَّاسِ ) رُسُلاً يبعثهم إلى المشركين والكافرين (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ ) لأقوالهم (بَصِيرٌ) بأعمالهم .
76 - (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) أي يعلمُ ما قدّمتهُ الرُسُل بين أيديها من مواعظ وإرشادات لقومها (وَمَا خَلْفَهُمْ ) أي ويعلمُ ما خلّفتهُ الرُسُل من أحكام وتشريع إلى أتباعها بعد موتها (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الاُمور ) أي ترجع النفوس إليهِ فيجازيها على أعمالها .
77 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ) في صلاتكم (وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ) بالتسبيح والتكبير والتهليل (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) مع الناس ولا تظلِموا أحداً (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) في الآخرة .
78 - (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ ) أي في سبيلهِ وإعلاء دينهِ (حَقَّ جِهَادِهِ ) يعني وليكن جهادكم في سبيلهِ لا في سبيل المال والسلب أو لغايةٍ اُخرى (هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) أي اختاركم لدينهِ (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) أي لم يجعل عليكم ضِيقاً في الدِين بل سهّلهُ عند الضرورات كأكل الميتة عند المجاعة ، وصلاة القصر عند الخوف ، والتيمّم لعدم وجود الماء ، والإفطار في حالة المرض والسفر وغير ذلك (مِّلَّةَ) أي شريعة (أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ ) وذلك قوله في سورة البقرة {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } ، (وَفِي هَذَا ) الإسلام داوِموا وحافِظوا عليهِ (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ ) أي شهيداً على إسلامكم عند الله يوم القيامة (وَتَكُونُوا) أنتم (شُهَدَاءَ) في المستقبل (عَلَى النَّاسِ ) الّذينَ يُسلمون وينقادون لدِينكم (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) ولا تتركوها (وَآتُوا الزَّكَاةَ ) للفقراء ولا تبخلوا بها (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ ) وقتَ الخوف ينجيكم من أعدائكم (هُوَ مَوْلَاكُمْ ) أي وليّكم وناصركم (فَنِعْمَ الْمَوْلَى ) لمن تولاّهُ (وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) لمن استنصرهُ .
تمّ بعون الله تفسير سورة الحج ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |