كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
48 - (فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ) في البحر بالغرَق .
49 - (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ) أي التوراة (لَعَلَّهُمْ) بني إسرائيل (يَهْتَدُونَ) ويُصلحون أعمالهم .
50 - (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) على قدرتنا إذ ولد من غير أب (وَآوَيْنَاهُمَا) بعد قصّة الصلب (إِلَىٰ رَبْوَةٍ) بالشام (ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ) أي وماء معين ، القرار جمع قرارة ، وهي نقرة يجتمع فيها الماء من منبع صغير في أسفلها ولكن لا يجري ماؤها ، أو يجتمع فيها ماء المطر ، والشاهد على ذلك قول عنترة بن شدّاد يصف روضة وفتيات يسقين تلك الروضة من القرار :
جادَتْ عليهِ كلّ بِكرٍ حرّةٍ فتركن َكلّ قرارةٍ كالدرهمِ
سحّاً وتِسكاباً فكلّ عشيةٍ يجري عليها الماءُ لم يَتصرّمِ
فقول الشاعر جادت عليه ، يعني جادت تلك الفتيات على الزرع بالماء من كلّ قرارةٍ ، ولذلك قال بعدها فتركنَ كل قرارة كالدرهم ، يعني لم يبق فيها ماء إلا قليل في أسفلها بقدر الدرهم . وقال الآخر :
وما النفسُ إلّا نطفةٌ بقرارةٍ إذا لم تُكدّر كان صفواً غديرُها
وجمع قرارة قرار، على وزن حجارة وأحجار ، وخيارة وخيار ، وقصيرة وقصار ، والشاهد على ذلك قول طرفة :
والقرارُ بطنهُ غدقٌ زيّنتْ جُلهاتهُ أكُمُهْ
وقال الفرزدق:
ولقدْ عرَكْتُ بني كُليبٍ عَركةً وتركتُهُمْ فَقْعاً بكلّ قرارِ
والمعين هو الماء الجاري ، والشاهد على ذلك قول عبيد بن الأبرص :
عَيناكَ دَمعُهُما سَروبُ كَأَنَّ شَأنَيهِما شَعيبُ
واهِيَةٌ أَو مَعينٌ مُمعِنٌ أَو هَضبَةٌ دونَها لُهوبُ
وقال جرير :
إن الَّذِين غدوا بلبُّك غادروا وَشَلاً بعينك لا يزال مَعِينا
وقال أيضاً :
غَضِبَتْ عَلَينَا أنْ مَنَعْنا مُجاشِعاً قَديماً مَعِينَ الماء فاحتَفَرُوا الضَّحلا
وقد بنى الناس في تلك الربوة مسجداً صغيراً يسمّى اليوم مسجد الربوة ، في آخر جبل قاسيون ، وفيه ساقية حسنة ، ويقع هذا الجبل شمالي دمشق والصالحية .
51 - (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ) يريد بهم رسل المسيح وهم الحواريون ، والمعنى بعد وفاة المسيح قلنا لهم يا أيها الرسل (كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) ولا تفسدوا هذه الأمّة بالتفرقة (إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) فأجازيكم على أعمالكم .
52 - (وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ) النصرانية (أُمَّةً وَاحِدَةً) فلا تفرّقوها (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) ولا تعصونِ .
53 - ثمّ أخبر الله عنهم بأنّهم تفرّقوا إلى مذاهب كثيرة فقال تعالى (فَتَقَطَّعُوا) وصاروا أحزاباً وذلك بسبب (أَمْرَهُم) أي بسبب أمرائهم الذين (بَيْنَهُمْ) وكتبوا (زُبُرًا) أي كتباً ، جمع زبور ، فكتبوا أربعة أناجيل ، وهي إنجيل لوقا ويوحنّا ومتّى ومرقس (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ) من الأناجيل (فَرِحُونَ) أي مسرورون بأنّهم على طريق الصواب .
54 - (فَذَرْهُمْ) يا محمد، أي اتركهم بعد أن أبلغتهم وأنذرتهم (فِي غَمْرَتِهِمْ) أي غارقين في بحر الجهل وقد غمرتهم مياهه (حَتَّىٰ حِينٍ) يعني حتّى ينصرك الله عليهم فتقتلهم وتأسرهم . وقد سبق معنى شرح كلمة الغمرة في سورة الأنعام عند قوله تعالى { إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ }.
55 - (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ )
56 - (نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ) يعني أيظنّون أنّما نمدّهم بالمال والبنين مجازاةً لأعمالهم أو لكرامتهم علينا ؟ كلا (بَل) الأمرُ عكس ذلك ولكن (لَّا يَشْعُرُونَ ) .
57 - ثمّ بيّنَ سُبحانهُ حال المؤمنين الأخيار بعدما بيّنَ حال المشركين الفجّار فقال تعالى (إِنَّ) المؤمنين (الّذينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) أي خائفون من أعمالهم لئلا يقع منهم خطأ أو نسيان فيُعاقَبون عليه .
58 - (وَالّذينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ ) الّتي جاءت في القرآن (يُؤْمِنُونَ) .
59 - (وَالّذينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ) أحداً في العبادة .
60 - (وَالّذينَ يُؤْتُونَ ) الواجبات والطاعات (مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) أي خائفة لئلا يقع منهم تقصير في أداء واجب أو عمل ناقص (أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) بعد موتهم فيجازيهم على أعمالهم ويُدخلهم جنّاته .
61 - (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ) عمل (الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا ) أي للجِنان (سَابِقُونَ) يسبقون غيرهم بألف سنة .
62 - (وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا ) من الطاعات (إِلَّا وُسْعَهَا) يعني إلا دون طاقتها (وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ) أي بالقول الحقّ (وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) في زيادةٍ أو نُقصان ، وهو كتاب أعمالهم . ولا غرابة في الكتاب إذا نطق فإنّ عندنا في الدنيا كتاباً ينطق ويشهد عليك بما تكلّمتَ ونطقتَ حتّى الصفير لا يتركهُ بل يكتبهُ ، وهو المسجّل والشريط كتابهُ .
63 - (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ ) أي في غفلةٍ تسبح في بحر الشهوات. فالغَمرة هي الماء الكثير الّذي يغمر الإنسان كالبُحيرة ، ومن ذلك قولُ الفرزدق:
ونَجَّى أبا الْمِنْهالِ ثانٍ كَأَنّهُ يَدا سابِحٍ في غَمْرَةٍ يَتَذَرَّعُ
(مِّنْ هَذَا ) الكتاب (وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ ) أي ولهم أعمال سيّئة غير الإشراك (هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ) .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |