كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
51 - (إِنَّمَا كَانَ ) ينبغي (قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ ) أي إن كانوا مؤمنين حقّاً (إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) فيما تشاجروا فيهِ (أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا ) قول النبيّ (وَأَطَعْنَا) أمرهُ ، كغيرهم من المؤمنين (وَأُوْلَئِكَ) المطيعون (هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) أي الفائزون بنعيم الجنّة .
52 - (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) في أمرهما (وَيَخْشَ اللَّهَ ) في مخالفةِ أمرِه (وَيَتَّقْهِ) أي ويتّقِ عقابهُ في مخالفةِ رسوله (فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) .
53 - ولَمّا بيّنَ سُبحانهُ كراهتهم لحُكمهِ في الآية السابقة قالوا للنبيّ لو أمرتنا بالخروج من ديارنا وأموالنا لفعلنا . فنزل قوله تعالى (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ ) بالخروج (لَيَخْرُجُنَّ) من ديارهم (قُل لَّا تُقْسِمُوا ) على الكذِب ، إن كانت لديكم (طَاعَةٌ) كما تقولون فهيَ (مَّعْرُوفَةٌ) بالأفعال ولا يكفي بالأقوال (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فيعاقبكم على أفعالكم هذهِ .
54 - (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ ) في كتابهِ (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) في أوامرِه . ثمّ وجّه الكلام إليهم فقال تعالى (فَإِن تَوَلَّوا ) عنهُ وتُعرِضوا عن طاعتهِ فلن تضرّوهُ شيئاً (فَإِنَّمَا عَلَيْهِ ) أي على النبيّ (مَا حُمِّلَ ) من تبليغ الرسالة (وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ) من الطاعة والمتابعة (وَإِن تُطِيعُوهُ ) أي تطيعوا الرسول فيما يقول (تَهْتَدُوا) إلى الرُشد والصلاح (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) وقد بلّغَ وأنذَر .
55 - (وَعَدَ اللَّهُ الّذينَ آمَنُوا مِنكُمْ ) إيماناً صادقاً (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ ) أي يجعلهم خُلفاء يتصرّفون في الأرض فيخلفون من سبقهم (كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذينَ مِن قَبْلِهِمْ ) بني إسرائيل بدلاً عن الفراعنة بمصر والعمالقة بالأردن (وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ) وهو دين الإسلام بأن يُظهرهُ على جميع الأديان ويُوسّعَ لهم في البلاد فيملكوها (وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ ) من مشركي العرب (أَمْنًا) وقد أنجز الله ما وعدهم (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) وهذا شرطٌ لدوام الملْك فإن أشركوا ذهبت سُلطتهم وزال مُلكهم (وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ) الإنعام (فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) . وقد كفَروا بنِعَم الله وفسَقوا في زمن مُلوك بني العبّاس فسلّط الله عليهم التتر والمغول فهجموا عليهم ودمّروهم تدميرا .
56 - (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) .
57 - (لَا تَحْسَبَنَّ الّذينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ ) لنا (فِي الْأَرْضِ ) أي لا يفوتوننا فالموت يلحقهم حيثما ذهبوا (وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ) في الآخرة (وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ) مصيرهم فيها .
58 - لَمّا تقدّم أحكام النساء والرجال ومن اُبيحَ لهُ الدخول على النساء استثنى الله سُبحانهُ أوقاتاً من ذلك فقال (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الّذينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) معناهُ : مُروا عبيدكم أن يستأذنوا عليكم إذا أرادوا الدخول إلى مواضع خلواتكم (وَالّذينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ) أي من أحراركم ، وهم الّذينَ تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والرابعة عشرة ، ثمّ بيّنَ سُبحانهُ متى يجب الاستئذان فقال (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) في اليوم ، وهي (مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ ) حيث كانت المرأة نائمة ورُبّما كانت عريانة فيجب على من أراد الدخول إلى غرفتها أن يسـتأذن لكي تستر نفسها قبل الدخول إلى غرفتها (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم ) للقيلولة (مِّنَ الظَّهِيرَةِ ) يعني عند النوم بعد الظهر فيجب عليهم أن يستأذنوا إذا أرادوا الدخول عليكم (وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ) حيث يكون وقت النوم واختلاء الزوج بزوجتهِ فحينئذٍ يجب عليهم أن يستأذنوا إذا أرادوا الدخول إلى غرفتكم لمشورةٍ أو قضاء عملٍ ، تلك (ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ) فلا تكشفوها لعبيدكم ولا لصبيانكم (لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ) أي ليس عليكم حَرَجٌ ولا عليهم بدون استئذان بعد هذه الأوقات الثلاثة ، هم (طَوَّافُونَ عَلَيْكُم ) في الخدمة ، أي مُكثرون المجيء إليكم والذهاب عنكم فلا داعيَ في هذه الأوقات إلى الاستئذان حيث أنتم قاعدون غير نائمين (بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ) يعني أنتم تطوفون عليهم وهم يطوفون عليكم (كَذَلِكَ) يجب عليكم أن تستأذنوا إذا أردتم الدخول على عبيدكم وهم نيام مع أزواجهم (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ) في الأحكام (وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) بالعواقب إن لم تستأذنوا (حَكِيمٌ) فيما فرضهُ عليكم من أمر الاستئذان .
59 - (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ ) يعني من الأحرار (فَلْيَسْتَأْذِنُوا) في كلّ الأوقات إذا أرادوا الدخول في بيوتكم وفي حضور نسائكم (كَمَا اسْتَأْذَنَ الّذينَ مِن قَبْلِهِمْ ) يعني من بني إسرائيل (كَذَلِكَ) أنتم يجب عليكم الاستئذان (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ) في أحكام الماضين وشرايعهم (وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) بمصالحكم (حَكِيمٌ) فيما يأمركم بهِ .
60 - (وَ) أمّا (الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ ) أي العجائز ، وهي الّتي قعدت عن الحيض وعن الحمل (اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا ) لعدم رغبتهنّ في الزواج وعدم رغبة الرجال فيهنّ (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ ) الظاهرة من الجلباب والرداء ، ولا تضع جميع ثيابها (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) يعني غير لابسات أدوات الزينة كالسوار والخلخال والأقراط وغير ذلك ممّا تتزيّن بهِ النساء (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ ) بثياب الوَقار (خَيْرٌ لَّهُنَّ ) من ثياب التزيين (وَاللَّهُ سَمِيعٌ ) لأقوالهنّ (عَلِيمٌ) بسرائرهنّ .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |