كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة النّور من الآية( 7) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

7 - (وَالْخَامِسَةُ) أي والشهادة الخامسة يقولها (أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) في قولهِ وادّعائهِ ، فحينئذٍ يحقّ له أن يُطلّقها وإن كانت حاملاً .

8 - (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ ) أي ويَدفع عنها الضرب بالسياط (أَنْ تَشْهَدَ ) زوجتهُ المتّهمة بالزِنا (أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ) أي تقسم بالله (إِنَّهُ) يعني زوجها (لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) في ادّعائهِ الزِنا .

9 - (وَالْخَامِسَةَ) أي والمرّة الخامسة تقول (أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ ) زوجها (مِنَ الصَّادِقِينَ ) في قولهِ هذا . فحينئذٍ يُطلَق سراحها ولا تُجلَد .

10 - (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) بالنهي عن الزِنا والفواحش وإقامة الحدود لَتهالكَ الناس ولفسدَ النسل وانقطعَت الإنساب (وَ) لولا (رَحْمَتُهُ) عليكم بأن جعل عقابكم الجلد في الدنيا لعذّبكم في الآخرة على الزِنا (وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ ) للتائبين (حَكِيمٌ) فيما فرضهُ من الحدود .

11 - لَمّا نزل قوله تعالى (وَالّذينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) ، قال عاصم بن عديّ: "يا رسول الله إن رأى رجل منّا مع امرأتهِ رجلاً فأخبر جُلِدَ ثمانين ، وإن التمس أربعة شُهداء كان الرجل قضَى حاجتهُ ثمّ مضَى!" فقال النبيّ (ع) "كذلك اُنزِلت" . فنزل بعدها:

(وَالّذينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ ) الآية السابقة رقم 6 ، فقال عبد الله بن أبي سلول رئيس المنافقين لبعض أصحابهِ زوّروا على محمّد في زوجاتكم لننظر كيف يحكم فيكم . فجاء هلال بن اُميّة إلى النبيّ وقال: وجدتُ شريك بن سمحا على بطن امرأتي خولة . فبعث النبيّ إليها فقال : "ماذا يقول زوجكِ؟" فقالت: "يا رسول الله إنّ ابن سمحا كان يأتينا فينزل بنا فيتعلّم الشيء من القرآن فربّما تركهُ عندي وخرج زوجي فلا أدري أدركتهُ الغيرة أم بخلَ عليّ بالطعام! " . وجاء رجُلٌ آخر إلى النبيّ وقال: "إنّي جئتُ أهلي عشاءً فوجدتُ معها رجلاً رأيتهُ بعيني وسمعتهُ باُذُني" . فكرهَ ذلك رسول الله حتّى رأى الكراهة في وجههِ ، فقال: "إنّي لأرى الكراهة في وجهكَ والله يعلم إنّي لصادق" . وهكذا أخذَوا يُزوّرون على نسائهم .

فنزلت هذه الآية (إِنَّ الّذينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ) أيّها المسلمون ، والإفك معناهُ الكذِب والبُهتان ، وهم الّذينَ كذبوا على النبيّ واتّهموا نساءهم بالزِنا (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ) أيّها المؤمنون (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) في المستقبَل لأنّكم عرفتم الحُكم فيه بما أنزل الله عليكم فيه من أحكام (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم ) أي من هؤلاء المنافقين الّذينَ افترَوا الكذب على نسائهم واتّهمُوهنّ بالزِنا (مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ) يعني له عقوبة إثمهِ لا يتخلّص منها (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ ) وهو عبد الله بن أبي سلول الّذي دعاهم إلى هذا الإفك (لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) في الآخرة .

12 - (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ) أي سمعتم قول هؤلاء المنافقين الّذينَ زوّروا على نسائهم (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا ) ولم يُصدّقوا قول المنافقين (وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) أي كذِبٌ بيِّن .

13 - (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ ) أي على ادّعائهم (بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) يشهدون لهم (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ ) (فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) .

14 - (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) أيّها المؤمنون بالقرآن (وَرَحْمَتُهُ) بدين الإسلام (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ ) أي فيما تكلّمتم بهِ وأذعتم خبرهُ من أمر هؤلاء المنافقين الكاذبين إذْ صدّقتم بقولهم بغير شهود (عَذَابٌ عَظِيمٌ ) في الآخرة .

15 - (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ) أي يُلقيهِ بعضكم إلى بعض (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا ) أي تظنّون أنّ ذلك سهلٌ لا إثمَ على نقل الحديث (وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) .

16 - (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) .

17 - (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا ) يعني لا تصدّقوا قول أحد حتّى ترَوا بأعينكم أو بموجب شهود (إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) بكتاب الله .

18 - (وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ) أي يبيّن لكم الحُكم فيمن يفتري على نساء المؤمنين وفيمن يدّعي على زوجتهِ (وَاللَّهُ عَلِيمٌ ) بما يكون منكم (حَكِيمٌ) فيما يأمركم بهِ .

19 - ثمّ توعّد المنافقين القاذفين فقال تعالى (إِنَّ الّذينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الّذينَ آمَنُوا ) بكذبهم ونفاقهم (لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا ) بإقامة الحدّ عليهم (وَالْآخِرَةِ) عذاب النار (وَاللَّهُ يَعْلَمُ ) ما في تلك الإشاعة من عاقبةٍ سيّئة (وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ذلك .

20 - (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) لعاجلكم بالعقوبة ولكن برحمتهِ أمهلكم لتتوبوا وتندموا على ما قلتم .

21 - (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) بما يُوَسوِسُ لكم ويُغويكم (وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) بإرسال الرسول (وَرَحْمَتُهُ) عليكم بالهداية (مَا زَكَا مِنكُم ) من الذنوب (مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ) بأن يجعلهُ تقيّاً (وَاللَّهُ سَمِيعٌ ) لأقوالكم (عَلِيمٌ) بسرائركم .

------------------------------------
الصفحة الرئيسة الصفحة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم