كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
6 - (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ ) أي يخلق صوركم (كَيْفَ يَشَاء ) يعني على أيّ صورةٍ شاء وعلى أيّ صيغةٍ شاء من ذكر أو اُنثى صبيح أو دميم طويل أو قصير (لاَ إِلَـهَ ) في الكون (إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ ) في سلطانه (الْحَكِيمُ) في أفعاله .
7 - (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ ) يا محمّد (الْكِتَابَ) أي القرآن (مِنْهُ) أي من الكتاب (آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ ) إي مُتقَنات في الألفاظ مفهومات في المعنى لا تشتبه على الإنسان (هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ) أي أصل الكتاب (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ) أي يشتبه على الإنسان معناها والمقصود منها (فَأَمَّا الّذينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ) أي مَيلٌ عن الحقّ (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ) أي يتّبعون المتشابه منه ويحتجّون بهِ على باطلهم (ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ ) يعني لطلب التلبيس على ضعفاء الخلق كي يردّوهم عن دين الإسلام فيقولون لهم لو كان هذا مُنزَلاً من الله لكان واضحاً مفهوماً ليس فيه التباس ولكن هذا قول محمّد قالهُ من تلقاء نفسِه (وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ) أي وطلباً لمعانيه وتفسيره .
فقالوا فما معنى قوله {ما يأكلون في بطونهم إلا النار } ، فهل يكون الأكل في البطن أم بالفم ؟ وقالوا فما معنى قوله {إنّها شجرةٌ تخرجُ في أصل الجحيم } ، فكيف تبقى شجرة في النار حيّة لا تحترق ؟ وهكذا أخذوا يعترضون على الآيات المتشابهة ويكذّبون بها ويستهزئون ، والنبيّ (ع) يقول لهم هكذا اُنزلت 129 فردّ الله تعالى عليهم بقوله (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ) أي وما يعلم تفسير الآيات المتشابهة التي في القرآن والمقصود منها إلا الله وحده ، لأنّ الآيات المتشابهة تُنبِئ عن الماضي والمستقبل وتُنبِئ عن العالم الأثيري عالم النفوس وإنّكم لم تحضروا الماضي كي تعرفوه ولا المستقبل كي تفهموه ثمّ إنّكم لا تفهمون عن العالم الأثيري شيئاً لأنّكم لم تنتقلوا إليه بعد ، والشجرة التي في أصل الجحيم أثيريّة وليست مادّية كما تظنّون ، والأثير لا يحترق وإن كان في النار ، ونظيره عندكم القطن الإصطناعي (آسبست) لا يحترق في النار مهما طال مكثه ، أمّا الأكل في البطن فنظيره عندكم الجنين في بطن أمّه يتغذّى من الحبل السُري ولا يأكل من فمِه ، وكذلك أهل النار لأنّهم أرواح أثيريّة فالنار تدخل أجوافهم من كلّ مكان من أعضائهم (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) ولو أنّنا لا نعلم تأويله (كُلٌّ) من المحكَم والمتشابِه (مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ) أنزله على نبيّنا (وَمَا يَذَّكَّرُ ) أي وما يتّعظ به (إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) يعني إلا ذوو القلوب الواعية .
8 - ويقول الراسخون في العلم (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) . لَمّا سمعَ هؤلاء قول الله تعالى في سورة إبراهيم {وَيُضِلُّ اللهُ الظّالِمينَ ويَفعلُ اللهُ ما يَشاء } سألوا من الله أن لا يُضلّهم عن الإيمان إذا ظلموا أحداً سهواً غير متعمِدين ، والزيغ هو الميل عن طريق الحقّ إلى الباطل (وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ) أي من عندك رحمة تقع في قلوبنا كي نرحمَ الفقراء والمساكين ونبقى على الهدى ولا تُزِيغَ قلوبنا بسبب ظُلمنا (إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) تهب رحمتك لمن تشاء .
9 - (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ ) في عالم البرزخ (لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ ) أي لا شكّ في وقوعهِ وهو يوم القيامة (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) أي لا يُخلِف الوعد لمن وعد .
10 - (إِنَّ الّذينَ كَفَرُواْ ) بآيات الله ورُسُله (لَن تُغْنِيَ ) أي لن تدفعَ ، ومن ذلك قول حسّان:
واُخرى ببدرٍ حارَ فيها رجاؤُهُمْ فلمْ تُغْنِ عنها نبلُها وسيوفُها
(عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ) عذاب (اللّهِ شَيْئًا وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ) أي هم حطب جهنّم
11 - (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ) تقديرهُ دأبهم في تكذيب الرُسُل كدأب آل فرعون ، أي كعاداتهم (وَالّذينَ مِن قَبْلِهِمْ ) كعاد وثمود وغيرهم (كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) أي كذّبوا بالبراهين والمعجزات التي جاءت بها رُسُلُنا (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ ) بالعذاب ، مُشتقّة من المؤاخذة يعني أهلكهم (بِذُنُوبِهِمْ) يعني بسبب ذنوبهم (وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) لمن يكفر بآياته ويكذّب بها .
12 - (قُل) يا محمّد (لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ ) في المستقبل ويكون النصر لنا عليكم (وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ ) بعد موتكم (وَبِئْسَ الْمِهَادُ ) الذي مهّدتموه لأنفسكم بكفركم وتكذيبكم . نزلت هذه الآيات في وقعة بدر ، وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، وكان المشركون تحت الألف ، فانتصر المسلمون على المشركين .
13 - (قَدْ كَانَ لَكُمْ ) يا أهل مكّة (آيَةٌ) أي دلالة ظاهرة على صدق محمّد (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ) أي فرقتين اجتمعتا ببدر من المسلمين والكافرين (فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ ) وهم المسلمون وكان عددهم 313 (وَاُخرى كَافِرَةٌ ) وهم المشركون وكان عددهم 1025 (يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ ) يعنى أنّ المشركين يرون المسلمين مثلَيهم في العدد (رَأْيَ الْعَيْنِ ) أي في ظاهر العين ، فإنّ الله تعالى كثّر المسلمين في أعين الكافرين ليرهبوهم ويخافوهم (وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ ) أي في ظهور المسلمين مع قلّتهم على المشركين مع كثرتهم (لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ ) فاعتبروا يا أهل مكّة بِهذه الحادثة وأسلِموا .
14 - (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء ) لكي يتناسلوا (وَالْبَنِينَ) لكي يربّوهم فيعيشوا (وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ ) يعني الكثرة (مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) لكي يشتغلوا فيخدم بعضهم بعضاً بسبب تحصيلها ، و"القنطار" أربعة وأربعون كيلوغراماً (وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ ) يعني التي عليها أوسمة من الفضّة ، ومن ذلك قول عنترة :
إلى خَيلٍ مُسوّمَةٍ عليها حُماةُ الرَّوْعِ في رَهجِ القتامِ
(وَالأَنْعَامِ) لكي يرعوها ويستفيدوا منها (وَالْحَرْثِ) أي الزرع ، لكي يزرعوا ويأكلوا (ذَلِكَ ) كلّه (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) يستمتعون بهِ في شهواتهم ومأكلهم ومشربهم وملبسهم وسفرهم (وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) أي حُسن المرجع لمن يؤمن باللهِ وبرُسُلهِ ويُنفق من متاع الدنيا للفقراء والمحتاجين في سبيل الله يجدْ خيراً مِمّا أنفقَ في الآخرة .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |