كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
47 - ثمّ خاطب الله اليهود المقيمين في المدينة المنوّرة بالتخويف والتحذير فقال (يَا أَيُّهَا الّذينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ) يعني التوراة (آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا ) على محمّد من القرآن الذي هو (مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم ) من التوحيد ونبذ عبادة الأصنام (مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ) يعني "بالوجوه" الوجهاء منهم وهم القادة والرؤساء ، و"الطمس" محو الأثر منهم ، والمعنى : من قبل أن نمحو رؤساءهم من قيد الحياة فنهلكهم بالموت أو القتل ولا نبقي لهم قادة يقتدون بِهم ، وقوله (أَوْ نَلْعَنَهُمْ ) يعني أو نُبعدهم ونطردهم من المدينة ، فاللعن معناه الطرد والإبعاد ، ومن ذلك قول الأعشى :
ولا نَلعنُ الأضْيافَ إنْ نَزَلُوا بَنا ولا يَمنَعُ الكوماءَ منّا نَصِيرُها
فقول الشاعر "ولا نلعنُ الأضيافَ" يعني لا نطردهم ولا نبعدهم عن منزلنا (كَمَا لَعَنَّا ) أسلافهم (أَصْحَابَ السَّبْتِ ) أي كما أبعدنا وطردنا أسلافهم من فلسطين على يد نبوخذنصّر ملك بابل حين اعتدَوا في السبت . وقد تمّ بعد ذلك ما وعد اللهُ بهِ من طمس الوجوه وإبعاد أتباعهم من المدينة ، فقد قُتِلَ رئيسُهم حييّ بن أخطب وكعب بن الأشرف وأجلَى النبيّ (ع) بني النضير من المدينة فذهبوا إلى الشام (وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ ) الذي وعد به من طمس الوجوه أو لعنها (مَفْعُولاً) أي كائناً لا محالة .
48 - لَمّا نزل قوله تعالى في سورة الزمر {قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ...الخ } تلاها النبيّ على المنبر فقام إليه رجل فقال والشرك بالله؟ فنزلت هذه الآية (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ) والمعنى : إنّ الله لا يغفر للمشركين ذنوبهم ولو كانت من الصغائر ، وذلك لأنّ الإشراك أكبر الكبائر (وَيَغْفِرُ) للموحّدين (مَا دُونَ ذَلِكَ ) أي ما دون الإشراك ، والمعنى : يغفر للموحّدين ذنوبهم ولو كانت من الكبائر ولكن بشروط ، وهي التي ذكرناها في تفسير قوله تعالى {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ } ، (لِمَن يَشَاء ) يعني لمن هو أهل للغفران (وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى ) بادّعائه أنّ الأنداد تشفع له عند الله ، وأثِمَ على ذلك (إِثْمًا عَظِيمًا ) غير مغفور لهُ . وهنا أوجّه سؤالاً إليك أيّها القارئ الكريم وهو :
هل أنت من الموحّدين فتفوز بالغفران أم أنت من المشركين فتُحرَم من الجنان؟
أقول إنّ أكثر الناس اليوم مشركون ولكن لا يعلمون أنّهم سائرون على منهج الإشراك بل يحسبون أنّهم مهتدون وعلى طريق الحقّ سائرون ، وقد قال الله تعالى فيهم وفي أمثالهم في سورة الكهف {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الّذينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ، والمعنى : أنّ هؤلاء يعملون الصالحات وينفقون ولكن يشركون بأعمالهم غير الله فلذلك خسِروا أعمالهم فضلّت أي ضاعت وذهبت أدراج الرياح فلا يؤجَرون عليها وذلك لأنّهم أشركوا بِها المخلوقين مع الخالق .
وإذا سألت أحداً من هؤلاء لماذا تشرك؟ فيجيبك قائلاً : أنا لم أشرك بربّي أحداً ، فإن قلت له لماذا تعبد الصنم أو البقرة أو غير ذلك؟ فيقول هؤلاء شُفعاؤنا عند الله . وبذلك يعتقد أنه موحِّد غير مشرك وإنّما يُقدّس هذا المخلوق ويحترمه ليشفع له عند الله ، ولذلك لَمّا يُسألون يوم القيامة عن إشراكهم يقولون : والله ربِّنا ما كنّا مشركين .
ولقد حدّثني أحد الخدم في كربلاء أنه سافر إلى الهند فرأى قوماً يعبدون البقر فقال لأحدهم هل تعتقد أنّ هذه البقرة إلاهك فتعبدها؟ فقال : كلاّ إنّ ربّي الله الذي خلقني ورزقني ، قال : إذاً لماذا تعبد هذه البقرة ؟ قال: أصغِ إليّ لأفهمك ، قلت : أنا صاغٍ إليك ، قال : إننا بشر وهل في البشر أحد لا يذنب؟ قلت : كلاّ كلّنا مُذنبون ، قال : هل لهذه البقرة ذنب؟ قلت : إنّها حيوان وليس على الحيوان واجبات دينية لكي تخالفها فتذنب ، قال إذاً هذه البقرة أقرب عند الله منّي لأنّها لم تذنب وأنا أذنبت فأنا أجعلها شفيعة عند الله .
فهذه عقائد باطلة وجدوا آباءهم سائرين عليها فساروا خلفهم وقالوا : إنًا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون .
والآن أعطيك أسئلة امتحان إمتحن نفسك بِها وبعد الامتحان اُنظر في عقائدك وفكّر فيها واعرف نفسك هل أنت من الموحّدين أم من المشركين ، فإن وجدت نفسك من الموحِّدين فقل الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله . وإن وجدت نفسك من المشركين فاترك الإشراك ولا تتمسّك بالتعصّب فتخسر وكنْ من الموحّدين تنجح في الدارين .
أوّلاً اُنظر هل أنت من المقلّدين أم من المفكّرين ، فإن كنت من المقلّدين فاترك التقليد واستعمل عقلك وفكّر في كلّ موضوع لأنّ المقلّد كالأعمى الذي يقودونه فلا يدري أين يذهبون به ، أمّا المفكّرون يبصرون طريقهم فيسيرون فيه ويعرفون إلى أيّ مكانٍ ينتهي بهم الطريق ، وقد ذمّ الله المقلّدين في القرآن ومدح المفكّرين والعقلاء فقال تعالى في المقلّدين في سورة الزخرف {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } فردّ الله عليهم قولهم وقال {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ } ، وقال تعالى في سورة البقرة {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } . وقد أحسن عنترة العبسي إذ قال :
وَلَلمَوتُ خَيرٌ للفَتَى مِنْ حَياتِهِ إذا لمْ يَثِبْ لِلأَمْرِ إلاَّ بِقائِدِ
فَعالِجْ جَسِيماتِ الاُمورِ ولا تَكُنْ هَبِيتَ الفُؤادِ هِمّة ً لِلسّوائِدِ
ثمّ بيّنَ سُبحانهُ بأنّ المتبوعين يتبرّؤون من تابعيهم في الآخرة فقال قي سورة البقرة {إِذْ تَبَرَّأَ الّذينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الّذينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } .
أمّا المفكّرون فقد مدحهم الله تعالى في سورة الحجر فقال {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ } ، وقال تعالى في سورة الرعد {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، وقال أيضاً في سورة الرعد {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ، وقال تعالى في سورة البقرة { كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } ، وقال تعالى في سورة يونس {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، فكن أنت من المفكّرين ولاتكن من المقلّدين فتخسر .
ثانياً اُنظر وتأمّل إلى نفسك وعقائدك هل أنت مِمّن يجعل له شفعاء يشفعون له عند الله فيتّكل على الشفاعة ومِمّن يتّخذ له أولياء يقرّبونه إلى الله زلفى فيقصّر في الطاعة كما قالت قريش في الملائكة ، كما في سورة الزمر {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } ، أم أنت مِمّن يوجّه وجههُ لله ويجعل رحمته هي الشفيع وانقطاعه إلى الله هو الذي يقرّبه زُلفى ، فقد قال الله تعالى في سورة الزمر {قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .
وقال تعالى أيضاً في سورة البقرة {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } ، وقال أيضاً في سورة غافر {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .
وقال زين العابدين عليّ بن الحسين في دُعائِه المعروف بأبي حمزة الثمالي : "الحمد لله الذي أناديه كلّما شئت لحاجتي وأخلو بهِ حيثُ شئتُ لسِرِّي ، بغيرِ شفيعٍ فيقضي لي حاجتي ، والحمدُ لله الذي أدعوه ولا أدعو غيرهُ ولو دعوتُ غيرهُ لم يستجبْ لي دُعائي ."
فتأمّل إلى قول زين العابدين وتعلّم منه فإنّه يقول "بغير شفيع فيقضي لي حاجتي" ، ثمّ يقول "والحمد لله الذي أدعوهُ ولا أدعو غيره" فإنّك إن دعوتَ غير الله من المشايخ والأئمّة والأولياء لقضاء حاجتك فلن يستجيب لك ولن يقدر على ذلك ، وإنّ الله تعالى لا يرضى بذلك ولا يقضي حوائجك لأنّك سألت حاجتك من المخلوقين وتركت الخالق ، فقد قال تعالى في سورة الأعراف {إِنَّ الّذينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } . وكانت قريش تعبد الملائكة في زمن الجاهليّة وتسأل حوائجها منها فنزل قوله تعالى في سورة فاطر {وَالّذينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ، إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } .
وجاء في الحديث القدسي قال الله تعالى ((يا موسى إسألني ولو ملحاً لطعامك .)) والمعنى : إسأل حاجتك منّي ولا تسأل من غيري وإن كانت حاجتك بسيطة .
فإنّك إن سألت حاجتك من الله ولم تسأل غيرهُ من المشايخ أو الأئمّة أو الأنبياء فإنّ الله تعالى ينظر إليك بالرحمة ويُباهي بك الملائكة فيقول اُنظروا يا ملائكتي إلى عبدي هذا فإنهُ عرفني حقّ معرفتي فوجّه وجهه نحوي وسأل حاجته منّي ولم يسأل غيري .
وإليك بعض الأمثال أذكرها لك لتكون من الموقنين : لو كنتَ جالساً في بعض الأندية مع جماعة ولك فيهم صديق وأنت تتكلّم معه في بعض شؤونك وكنت غنيّاً ونفسك أبيّة وجاء ابنك فجأةً وسلّم على صديقك وقال يا عمّ أعطني عشرة فلوس لأشتري بِها شيئاً . فما يكون حالك حينئذٍ وما أنت صانع به هل ترضى منه ذلك أم تأبى؟ طبعاً إنّك تأبى أن يأخذَ ابنك من صديقك بعض النقود وأنت جالس ، فتقول لابنك لماذا تطلب من هذا الرجل بعض النقود بحضوري فهل أنا عاجز عن أداء طلبك وهل تركتك يوماً بلا نقود أو تركتك يوماً جائعاً بلا طعام فمن يقوم كلّ يوم بتربيتك ومن يأتيك بطعامك وشرابك غيري ، ومن يأتيك بالملابس وبما تحتاج إليه وبما تحبّ وتشتهي ، لماذا لم تسأل منّي فأعطيك أفلا استحييت ، أفلا قصر لسانك ، أفلا شلّت يدك؟
فتأخذَ أنت في تأنيبه وتأديبه كي لا يعود إلى مثل ذلك .
فإن قال ابنك أنا لم أسأل حاجتي من رجل غريب بل هو صديقك ، فتقول له أنا لا أقبل أن تسأل أحداً شيئاً وإن كان صديقي .
فكذلك الله تعالى لا يرضى أن تسأل حاجتك من أحد من المخلوقين وإن كان المسؤول نبيّاً من الأنبياء المرسلين أو ملَكاً من الملائكة المقرّبين ، فإن فعلت ذلك فإنّ الله تعالى يقول لك لقد تركتني وذهبت تسأل حاجتك من مخلوق مثلك ، ألا تعلم أنّه عاجز عن قضاء حاجتك؟ ألم تعلم أنّي على كلّ شيء قدير؟ ألم تكن صغيراً فأنشأتك؟ ألم تكن عارياً فكسوتك؟ ألم تكن جائعاً فأشبعتك؟ ألم تكن ضعيفاً فقوّيتك؟ هل تركتك يوماً بلا طعام حين كنت مضطجعاً في المنام ولم تكن قادراً على الكلام؟ ألم أحنّن عليك أبويك؟ ألم أجعل الغذاء ميسوراً بين يديك؟ فالويل لك والعار عليك إذا سألت حاجتك من غيري .
ثالثاً اُنظر إلى أعمالك وفكّر فيها فهل تجعلها خالصة لوجه الله أم تُشرك بِها أحد المشايخ أو الأئمّة أو الأنبياء أو غيرهم من أولياء الله ، فإن جعلتَ أعمالك لله وحده فإنّه يتقبّلها منك ويأجرك عليها ، ولكن إن أشركتَ بِها أحداً من المخلوقين فإنّ الله تعالى لا يَقبلها منك ولا يُثيبك عليها ، وذلك كالإنفاق في سبيل الله والاستعانة بالله والنذر لله والتعظيم لله وما أشبه ذلك ، فإنْ أنفقتَ من مالك في سبيل الله فإنّه تعالى يتقبّله منك ويأجرك عليه وُيعوّضك بدله عشرة أضعاف في الدنيا وسبعمائة في الآخرة .
ولكن إذا أنفقتَ في سبيل المشايخ أو الأئمّة أو الأنبياء أو غيرهم من الملائكة والمقرّبين أو جعلتَ الإنفاق مُشتركاً لله ولأحد الأولياء فإنّ الله تعالى لا يقبلهُ منك ولا يأجرك عليه بل يُعاقبك على ذلك لأنّك أنفقت في سبيل غيره وأشركتَ معه أحد الأولياء ، فلو كان الأنبياء موجودين معنا في قيد الحياة وننفق من أموالنا لمساعدتهم ولنصرتهم نُثاب على ذلك ، ولكنّ الأنبياء والأولياء ذهبوا إلى جوار ربّهم يتنعّمون في جنانهِ فلا حاجة لهم بالمال ولا بالطعام ولا يعلمون بما تُنفق الناس لأجلهم ، ومثال ذلك من يبني حُسينيّة فيكتب على بابها "مسجد وحسينيّة" فقد أشرك الحسين مع الله في إنفاقه هذا .
وكذلك النَذر للمشايخ أو للأئمّة أو للأنبياء لا يجوز فإن نذرتَ لغير الله فأنت آثم ولا تؤجر عليه . وكذلك إذا أوقفت مُلكاً لغير الله فإنّه تعالى لا يقبله منك ولا يأجرك عليه بل يُعاقبك .
ثمّ الاستعانة بالمشايخ أو الأنبياء أو الأئمّة لا تجوز فمن استعان عند قيامه وقعوده بغير الله فقد أشرك ، فإنّنا يجب علينا أن نسير على نهج هؤلاء الأولياء ونقتدي بهم لا أن نخالفهم في نهجهم فإنّهم كانوا يستعينون بالله عند قيامهم وقعودهم وعند اضطجاعهم ولا يستعينون بغير الله ولذلك مدحهم الله في كتابه المجيد فقال في سورة آل عمران {الّذينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ، وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الإنسان أو الدهر {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } ، فقوله تعالى {عَلَى حُبِّهِ } ، أي على حُبِّ الله ، فتأمّل أنّ الله تعالى قال {عَلَى حُبِّهِ } ولم يقل على حُبّ الأنبياء والأولياء ، ومِمّا يؤيّد هذا قوله تعالى [في الآية التالية] { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا } .
فإن كنت مِمّن ينذر للمشايخ والأنبياء أو يستعين بِهم في قيامه وقعوده أو ينفق ماله لأجلهم أو مِمّن يقدّس قبورهم ويتبرّك بِها فأنت من المشركين ، فاترك هذه العادات واجعل أعمالك خالصة لوجه الله تنجح في الدارَين .
كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |