كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة المائدة من الآية( 118) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

118 - (إِن تُعَذِّبْهُمْ ) بسبب كفرهم (فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ) ولك أن تتصرّف فيهم كيفَ تشاء (وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ ) يعني تغفر لمن قال برسالتي ولم يقل بأنّي إبن الله (فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ ) في مُلكك الغالب على خلقك (الْحَكِيمُ) في مخلوقاتك ، والمعنى : إنْ عذّبتَ فعدلٌ منك وإن غفرتَ ففضلٌ منك . وإنّما سأله الله تعالى وخاطبه بهذا ليُظهِرَ للناس براءتهُ فيعلموا أنّ المسيح لم يقل لهم إنّي إبن الله ، بل قال لهم أنا إبن الإنسان ، وأكثرَ من قولهِ هذا في الإنجيل ، ولكنّهم بدّلوا وغيّروا بأهوائهم وغالوا في المسيح حتّى قالوا هو إبن الله ، وقالت فِرقة منهم هو الله . كما غالت بعض فِرق الإسلام في المشايخ والأئمّة فجعلوهم خلفاء الله في الأرض ووكلاءهُ ونوّابهُ فأخذوا يعبدونهم كما عبدت النصارى المسيح واُمّه ، وكما عبدت قريش الملائكة وقالت هي بنات الله تشفع لنا عند الله .

119 - (قَالَ اللّهُ ) تعالى مجيباً عيسى (هَذَا) أي قولك هذا صِدقٌ وقد نفعكَ (يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ) يعني وكذلك يوم القيامة ينفع الصادقين صِدقُهم ، ويريد بهم الأنبياء والمرسلين ، ويريد بصدقهم ما أمرهم الله بهِ من تبليغ لقومهم بأن بلّغوا ما أرسِلوا بهِ لم يكذبوا عليهم بشيء ولم يُجاملوهم ويُجاروهم بشيء من عقائدهم خوفاً منهم بل تكلّموا بالصِدق ولو كان فيه إهانتهم والسُخرية منهم . ثمّ بيّنَ سُبحانهُ ما لهؤلاء الصادقين عند الله من الكرامة في الآخرة فقال تعالى (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ ) بما قاموا بهِ من تبليغ الرسالة وتحمّل الأذى في سبيل الله وإعلاء كلمتهِ (وَرَضُواْ عَنْهُ ) بما أعطاهم من الكرامة والمنزلة في الجنان (ذَلِكَ) العطاء هو (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .

120 - ثمّ أخذ سُبحانهُ في تهديد المكذّبين للرُسُل والمغيّرين لدينهم وشرائعهم فقال (لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) أي الكواكب السيّارة ومن جُملتها الأرض (وَمَا فِيهِنَّ ) من مُهلِكات كالأعاصير والصواعق والنيازك والشهُب والمذنّبات والبراكين والزلازل والسيول والبحار وغير ذلك فلو شاء لدمّرهم بإحدى الْمُدمِّرات (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ) من هذه (قَدِيرٌ) لا يعجزهُ شيء من ذلك .


                                                  تمّ بعون الله تفسير سورة المائدة ، والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
                                                                    ويليه تفسير سورة الأنعام

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة السورة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم