كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
77 - (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ ) أي يا أهل الإنجيل (لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ ) أي لا تغالوا في المسيح ولا تتجاوزوا الحدّ فيهِ فهو عبد الله ورسوله أرسلهُ إلى بني إسرائيل كما أرسل رُسُلاً من قبلهِ ، ولا تقولوا في المسيح (غَيْرَ الْحَقِّ ) والحقّ إنّهُ رسول وليس إلاهاً كما تزعمون (وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ ) رؤسائكم وعُلمائكم القسّيسين والرهبان ، فهم (قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ ) عن طريق الحقّ لأجل المال والرئاسة (وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا ) من الناس عن طريق الحقّ (وَضَلُّواْ) بعد موتهم (عَن سَوَاء السَّبِيلِ ) يعني ضلّوا عن طريق الجنّة فوصلوا إلى النار .
وإليك ما جاء في الإنجيل من أنّ المسيح واُمّه كانا يأكلان الطعام ، فقد جاء في إنجيل متّي في الإصحاح الحادي عشر قال المسيح [جاءَ ابنُ الإنسان يأكلُ ويشربُ ، فيقولون هوذا إنسانٌ أكولٌ وشرّيب خمرٍ مُحبٌّ للعشّارين والخُطاةِ والحكمةُ تبرّرت من بَنِيهَا .]
وجاء في إنجيل لوقا في الإصحاح الرابع والعشرين قال [وبينما غير مُصدّقين من الفرح ومُتعجّبون قال لهم المسيح أعندكم هاهنا طعامٌ ؟ فناولوهُ جزءاً من سمكٍ مشويٍّ وشيئاً من شهدِ عسلٍ ، فأخذ وأكلَ قُدّامهم ] .
78 - (لُعِنَ الّذينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ ) أي لعنهم داوود في زبوره (وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) في إنجيله (ذَلِكَ) الخزي لهم (بِمَا عَصَوا ) أمرَ ربّهم (وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) على أنبيائهِ .
وإليك ما جاء في الزبور على لسان داوود لَمّا أرادوا قتله ، وذلك في المزمور الثاني عشر قال النبيّ داود وهو يُناجي ربّهُ (1 خَلِّصْ يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. 2 يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ بِقَلْبٍ مُنقَلِبٍ يَتَكَلَّمُونَ. 3 يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ 4 الّذينَ قَالُوا: بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟ ) .
وقال في المزمور الحادي والعشرين (8 تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ. 9 تَجْعَلُهُمْ مِثْلَ تَنُّورِ نَارٍ فِي زَمَانِ حُضُورِكَ. الرَّبُّ بِسَخَطِهِ يَبْتَلِعُهُمْ وَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10 تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11 لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرّاً. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا. 12 لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يُوَلُّونَ. تُفَوِّقُ السِّهَامَ عَلَى أَوْتَارِكَ تِلْقَاءَ وُجُوهِهِمْ. 13 ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمُ وَنُنَغِّمُ بِجَبَرُوتِكَ) .
وقال في المزمور الخامس والخمسين (9 أَهْلِكْ يَا رَبُّ فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْماً وَخِصَاماً فِي الْمَدِينَةِ. 10 نَهَاراً وَلَيْلاً يُحِيطُونَ بِهَا عَلَى أَسْوَارِهَا وَإِثْمٌ وَمَشَقَّةٌ فِي وَسَطِهَا. 11 مَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا وَلاَ يَبْرَحُ مِنْ سَاحَتِهَا ظُلْمٌ وَغِشٌّ ) .
[وأمّا الّذي جاء على لسان عيسى بن مريم في الإنجيل]
فقد جاء في إنجيل متّي في الاصحاح الثالث والعشرين قال عيسى: (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! )
وجاء في إنجيل لوقا في الاصحاح الحادي عشر قال (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ السَّذَابَ وَالنَّعْنَاعَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 44 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالّذينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!)
وقال (47 وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48 إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ) .
79 - (كَانُواْ) بنو إسرائيل (لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ) أي لا ينهَى بعضهم بعضاً عن المنكر (لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) أي بئس الفعل فعلهم .
80 - (تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ ) أي من اليهود (يَتَوَلَّوْنَ الّذينَ كَفَرُواْ ) يعني يوالون مُشركي العرب ويعادون المسلمين الموحِّدين (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ ) بأن قدّموا المشركين من قُريش على الموحِّدين (أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ) يعني الّذينَ سخط الله عليهم في الدنيا بسبب كفرهم وإشراكهم (وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) يوم القيامة .
81 - (وَلَوْ كَانُوا ) أي المشركون من أهل مكة (يُؤْمِنُونَ بِالله ) كما آمن المسلمون (والنَّبِيِّ) محمّد (وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) من القرآن (مَا اتَّخَذُوهُمْ ) اليهود (أَوْلِيَاءَ) بل لعادَوهم كما عادَوا المسلمين (وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ ) أي من اليهود (فَاسِقُونَ) بطبعهم لا يميلون للحقّ بل يحيدون عنه .
82 - (لَتَجِدَنَّ) يا محمّد (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ) بك (الْيَهُودَ وَالّذينَ أَشْرَكُواْ ) من العرب أيضاً شديدي العداوة للمسلمين (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الّذينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ ) التحابُب (بِأَنَّ) أي بسبب أنّ (مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ ) وهم علماء النصارى (وَرُهْبَانًا) وهم زُهّاد النصارى (وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) .
------------------------------------كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |