كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة المائدة من الآية( 78) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

78 - (لُعِنَ الّذينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ ) أي لعنهم داوود في زبوره (وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ) في إنجيله (ذَلِكَ) الخزي لهم (بِمَا عَصَوا ) أمرَ ربّهم (وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) على أنبيائهِ .

وإليك ما جاء في الزبور على لسان داوود لَمّا أرادوا قتله ، وذلك في المزمور الثاني عشر قال النبيّ داود وهو يُناجي ربّهُ (1 خَلِّصْ يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. 2 يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ بِقَلْبٍ مُنقَلِبٍ يَتَكَلَّمُونَ. 3 يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ 4 الّذينَ قَالُوا: بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟ ) .

وقال في المزمور الحادي والعشرين (8 تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ. 9 تَجْعَلُهُمْ مِثْلَ تَنُّورِ نَارٍ فِي زَمَانِ حُضُورِكَ. الرَّبُّ بِسَخَطِهِ يَبْتَلِعُهُمْ وَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10 تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11 لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرّاً. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا. 12 لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يُوَلُّونَ. تُفَوِّقُ السِّهَامَ عَلَى أَوْتَارِكَ تِلْقَاءَ وُجُوهِهِمْ. 13 ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمُ وَنُنَغِّمُ بِجَبَرُوتِكَ) .

وقال في المزمور الخامس والخمسين (9 أَهْلِكْ يَا رَبُّ فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْماً وَخِصَاماً فِي الْمَدِينَةِ. 10 نَهَاراً وَلَيْلاً يُحِيطُونَ بِهَا عَلَى أَسْوَارِهَا وَإِثْمٌ وَمَشَقَّةٌ فِي وَسَطِهَا. 11 مَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا وَلاَ يَبْرَحُ مِنْ سَاحَتِهَا ظُلْمٌ وَغِشٌّ ) .

[وأمّا الّذي جاء على لسان عيسى بن مريم في الإنجيل] فقد جاء في إنجيل متّي في الاصحاح الثالث والعشرين قال عيسى: (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! )

وجاء في إنجيل لوقا في الاصحاح الحادي عشر قال (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ السَّذَابَ وَالنَّعْنَاعَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 44 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالّذينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!) وقال (47 وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48 إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ) .

79 - (كَانُواْ) بنو إسرائيل (لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ) أي لا ينهَى بعضهم بعضاً عن المنكر (لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) أي بئس الفعل فعلهم .

80 - (تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ ) أي من اليهود (يَتَوَلَّوْنَ الّذينَ كَفَرُواْ ) يعني يوالون مُشركي العرب ويعادون المسلمين الموحِّدين (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ ) بأن قدّموا المشركين من قُريش على الموحِّدين (أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ) يعني الّذينَ سخط الله عليهم في الدنيا بسبب كفرهم وإشراكهم (وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) يوم القيامة .

81 - (وَلَوْ كَانُوا ) أي المشركون من أهل مكة (يُؤْمِنُونَ بِالله ) كما آمن المسلمون (والنَّبِيِّ) محمّد (وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ ) من القرآن (مَا اتَّخَذُوهُمْ ) اليهود (أَوْلِيَاءَ) بل لعادَوهم كما عادَوا المسلمين (وَلَـكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ ) أي من اليهود (فَاسِقُونَ) بطبعهم لا يميلون للحقّ بل يحيدون عنه .

82 - (لَتَجِدَنَّ) يا محمّد (أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ) بك (الْيَهُودَ وَالّذينَ أَشْرَكُواْ ) من العرب أيضاً شديدي العداوة للمسلمين (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الّذينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ ) التحابُب (بِأَنَّ) أي بسبب أنّ (مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ ) وهم علماء النصارى (وَرُهْبَانًا) وهم زُهّاد النصارى (وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ) .

83 - ونزلت في النجاشي وأصحابهِ الّذينَ أسلَموا هذهِ الآية (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ ) محمّد من القرآن (تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا ) بآياتك وبرسولك محمّد (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) بالحقّ المعترفين به .

84 - (وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ ) وحده ونترك عقيدة التثليث وقد ظهرت الحقيقة (وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ ) في القرآن (وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا ) في الجنّة (مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ) في الآخرة .

85 - (فَأَثَابَهُمُ اللّهُ ) أي جازاهم (بِمَا قَالُواْ ) من اعتراف بالتوحيد لله دون التثليث وتصديقهم لرسولهِ محمّد (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ) أي مُخلّدين فيها (وَذَلِكَ) الخلود (جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ) في الآخرة .

86 - (وَالّذينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) الّتي أنزلناها على محمّد في القرآن (أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) .

87 - خطب النبيّ يوماً فذمّ الدنيا وما فيها ورغّبَ في الآخرة ونعيمها ، فعزمَ جماعة من المسلمين أن يصوموا النهار ويقوموا اللّيل بالعبادة ولا يأكلوا من الطيّبات ولا يقربوا النساء ، فنزلت فيهم هذه الآية (يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ ) على أنفسكم (طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ ) من المأكل والملبس والنساء (وَلاَ تَعْتَدُواْ ) على الدِين بتغيير أحكامهِ فتقلّدكم الناس بأعمالكم هذهِ (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) .

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة الصفحة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم