كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل

بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى)

توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت)

الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة

فهرس الآيات , البحث في القرآن الكريم

تفسير سورة الأعراف من الآية( 101) من كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل   بقلم محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) : 

101 - (تِلْكَ الْقُرَى ) التي أهلكناها (نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا ) وهم الّذينَ سبق ذكرهم (وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ) وهم قوم شعيب وقوم لوط وصالح وهود ونوح (فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ ) يعني بِما كذّب به أسلافهم (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ) يعني يطبع بالرّين على قلوبهم لئلاّ يفهموهُ ، والرّين هو الصدأ .

102 - (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ ) يوفون بهِ ، يعني أكثرهم خانوا العهد الذي عاهدوا الله به لئن آتاهم من فضله تصدّقوا على الفقراء والمساكين ، ولَمّا أعطاهم من فضله بخِلوا ولم يوفوا بما عاهدوا الله عليه . وذلك قوله تعالى في سورة التوبة {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ }

(وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ) و"إنْ " من قوله (وَإِنْ وَجَدْنَا ) للتأكيد وكذلك اللّام من قوله (لَفَاسِقِينَ) ، والمعنى : ولكن وجدنا أكثرهم فاسقين .

103 - (ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا ) أي بالمعجزات التسع (إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) أي جماعتهِ الأمراء والرؤساء (فَظَلَمُواْ بِهَا ) أي ظلموا أنفسهم بسبب تكذيبهم لآياتنا فأهلكناهم بالغرق (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) .

104 - (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ ) لك (مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) .

105 - (حَقِيقٌ) بالعمل (عَلَى) القول ، أي اُحقّق القول بالعمل ولستُ مِمّن يقول ولا يعمل (أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) يعني ببيان ودلائل تُثبِتُ قولي (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ولا تعذّبهم بالأشغال الشاقّة .

106 - (قَالَ) فرعون (إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ ) أي بمعجزةٍ (فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) في قولك .

107 - (فَأَلْقَى عَصَاهُ ) على الأرض (فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ) أي بيّن ظاهر للعيان .

108 - (وَنَزَعَ يَدَهُ ) من جيبهِ (فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ) .

109 - (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ ) أي الأمراء والرؤساء منهم (إِنَّ هَـذَا ) الرجل (لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) .

110 - (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ ) بسحرهِ ، والمعنى : يريد أن يستولي على المملكة بسحرِه ثمّ يُخرجك من أرضك وينفيك من بلادك (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أن نفعل بهِ ؟

111 - (قَالُواْ) لفرعون (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ ) أي أبقهِ وأخاهُ واستمهلهُ حتّى نجمع السّحَرَة فنأتيهِ بسحرٍ أعظم من سحرِه (وَأَرْسِلْ) يا فرعون (فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ ) أي جامعين يجمعون السّحَرَة .

112 - (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) .

113 - (وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْرًا ) على عملنا (إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ) .

114 - (قَالَ) فرعون ( نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) عندنا إن غلبتم موسى وأخاهُ .

115 - (قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ ) عصاك أوّلاً (وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ) حبالنا وعصيّنا .

116 - (قَالَ ) موسى (أَلْقُوْاْ ) حبالكم قبلي (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ) .

117 - (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ) فألقاها على الأرض (فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ ) بفمها (مَا يَأْفِكُونَ ) يعني تلقفُ ما يُلفتون النظر إليه ، أي تلقف حبالهم الّتي أوهموا الناس بها أنّها حيّات وألفتوا النظر إليها .

118 - (فَوَقَعَ الْحَقُّ ) حينئذٍ موقعهُ ، يعني : فوقع الحقّ على السّحَرَة فآمَنوا (وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) من السِّحر .

119 - (فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ ) كلمة "هنالك" تُستعمل للمكان والزمان ، يعني : فغُلِبوا السّحَرَة في ذلك الوقت وفي ذلك المكان الّذي اجتمعت فيه الناس (وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ ) أي خاضعين لموسى ، لأنّهم أيقنوا أنّ الّذي جاءَ بهِ موسى ليس من السِّحر بل هو مُعجزة ربّانيّة .

120 - (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ) أي مُنقادين لموسى .

121 - (قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ ) .

122 - (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) .

123 - (قَالَ فِرْعَوْنُ ) للسّحَرَة (آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ ) بالإيمان (إِنَّ هَـذَا ) العمل منكم (لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ ) أنتم وموسى كبيركم باتّفاق بينكم (لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا ) يعني تُناصرون موسى ليستولي على المملكة ويخرجنا منها نحنُ الّذينَ أهلها وأحقُّ بها (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) وهذا تهديد من فرعون للسّحَرَة .

124 - (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ) يعني أقطع أرجُل بعضكم وأيدي بعضكم (ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) على جذوع النخل ، ولكنّ الله حرسَهم من فرعون فلم ينفّذ ما هدّدهم به من القتل والتعذيب .

125 - (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ) أي راجعون ، والمعنى : إن فعلتَ ذلك بنا لا يهمّنا لأنّ النفوس باقية وهيَ الإنسان الحقيقي وإنّ نفوسنا ترجع إلى الله وهو يجازينا بالإحسان وأنتَ تُعاقَبُ على أفعالك هذه .

126 - (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا ) يعني وما سبب انتقامك منّا (إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا ) على يد موسى ، يعني فبدل أن تؤمن أنت وتأمرنا بالإيمان تُريد أن تصلّبنا وتقطّع أيدينا . ثمّ سألوا من الله أن يثبّتهم على الإيمان فقالوا (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا ) إذا توفّيتنا (مُسْلِمِينَ) أي مُستسلمين لأمركَ مُنقادين لدينك .

------------------------------------
<<الصفحة السابقة الصفحة الرئيسة الصفحة التالية>>



كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم