كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
64 - (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالّذينَ ) آمَنوا (مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ) يعني أنجيناهم من الغرق بأن قلنا لهُ إصنع الفُلك واركب فيه أنت ومن معك من المؤمنين (وَأَغْرَقْنَا) الباقين (الّذينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ ) عن طريق الحقّ لا تفيد معهم الموعظة .
65 - (وَإِلَى عَادٍ ) يعني وإلى قبيلة عاد بن عوص بن آرام بن سام بن نوح ، وهو ملِكهم ، أرسلنا (أَخَاهُمْ هُوداً 155 قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ ) وحدهُ ولا تُشرِكوا به شيئاً (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ) العذاب وترفضون الأصنام !
66 - (قَالَ الْمَلأُ الّذينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ ) إذ أنكرتَ آلهتنا ودعوتنا إلى تركها (وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) في دعواك .
67 - (قَالَ) هود (يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ ) كما تظنّون (وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ) أرسلني إليكم .
68 - (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ ) في القول (أَمِينٌ) في العمل .
69 - (أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ ) أي موعظةٌ (مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ) عن عبادة الأصنام وعن وُقوع العذاب عليكم إن لم تتركوا عبادتها (وَاذكُرُواْ) نِعَم الله عليكم (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ ) يعني جعلكم خلَفاً لهم فملّكَكُم الأرض (مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ) أي زيادةً في القوّة واتّساعاً في الْمُلْك (فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ ) عليكم ، أي اذكروا نِعَمَهُ عليكم واشكروهُ ولا تعبدوا غيره (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) أي تنجحون .
70 - (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ) أي ونتركَ (مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ) من العذاب (إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) في قولك .
71 - (قَالَ) لهم هود (قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ ) أي مرضٌ (وَغَضَبٌ) وهو العذاب (أَتُجَادِلُونَنِي) في الأصنام وتُدافعون عنها (فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم ) ليس لها من الحقيقةِ شيء ، ما هيَ إلاّ أحجار نحتّموها وجعلتم لها أسماءً (مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا ) أي بعبادتها (مِن سُلْطَانٍ ) في كتاب سماوي ، يعني لم يُنزَلْ حُكمٌ ولا أمرٌ ولا بيّنةٌ في مدحها أو عبادتها في كتاب من الكتب السماويّة لكي تسيروا على نهجهِ وحُكمهِ بل عملتم ذلك بأهوائكم وعبدتموها بآرائكم (فَانتَظِرُواْ) العذاب (إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) .
72 - (فَأَنجَيْنَاهُ) من العذاب لَمّا وقع بهم ، هو (وَالّذينَ) آمَنوا (مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا ) عليهم (وَقَطَعْنَا دَابِرَ الّذينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا ) أي أهلكناهم أجمعين لم يبقَ لهم نسلٌ (وَمَا كَانُواْ ) بآياتنا (مُؤْمِنِينَ) أي ما كانوا مُصدّقين بها .
73 - (وَإِلَى ثَمُودَ 156) يعني إلى قبيلة ثمود أرسلنا (أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ ) وحدهُ ولا تشركوا به شيئاً (مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) علامة على صدقي (هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ ) أي الّتي طلبتموها من الله مُعجزة تدلُّ على صِدقي ، هيَ (لَكُمْ آيَةً ) أي مُعجزةً كما طلبتم (فَذَرُوهَا) أي اُتركوها (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي مؤلم
74 - (وَاذْكُرُواْ) نِعَمَ الله عليكم (إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ ) إهلاك قبيلة (عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ ) أي مكّنكم في الأرض لتتّخذوا فيها منازل (تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ ) من أحجار (الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ ) أي نِعَمَهُ عليكم (وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) يعني لا تُفسدوا فينتشر فسادكم في الأرض بسبب انتقالكم في السَفر والحضَر .
75 - (قَالَ الْمَلأُ الّذينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ ) منهم (لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ) .
76 - (قَالَ الّذينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) .
77 - (فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ ) أي ذبحوها (وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ) يعني خالفوا أمر ربّهم وجاوزوا حدودهُ بسرعة ، ولا تزال هذهِ الكلمة مُستعملة عند عرب البادية يقولون "جاء فلان إمعِتّ" أي مُسرعاً في قصدهِ وفي سيرِه ، ومن ذلك قول حسّان بن ثابت :
أمْ مَنْ نُعاتِبُ لا نَخشَى جَنادِعَهُ إذا اللّسانُ عَتا في القَوْلِ أوْ عَثَرَا
(وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا ) من العذاب (إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) حقّاً .
78 - (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ) أي رجفة الأرض ، يعني الزلزال (فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) تحت الأنقاض ، يعني موتَى .
79 - (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ ) النبيّ صالح (وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) .
80 - (وَلُوطًا 157 إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ ) وكانت فاحشتهم اللِّواط .
81 - (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً ) بالجِماع (مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ) بكثرة الآثام .
------------------------------------155 :هود بن عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح ، وصار لقبهُ فالج ، ومعناه بالعربيّةِ قاسِم ، لأنّ قومه انقسموا إلى قِسمَين ، قِسمٌ آمَنَ وهاجر معهُ وقِسمٌ بقيَ في مكانه فهلك بالأعاصير ، وإنّما قال الله تعالى (أَخَاهُمْ هُوداً ) ، لأنّهُ من أولاد سام ، وقبيلة عاد أيضاً من سام فيكون أخاهم في النسب .156 :ثمود بن عابر بن آرام بن سام بن نوح ، وكان مُلكهُ بين الشام والحجاز إلى ساحل البحر الحبشي ، وآثارهم اليوم باقية في الجبال إلى اليوم في وادي قُرى وبعض بيوتهم منحوتة في الصخر بأبواب صغار .157 :لوط ، بن هاران ، إبن أخي إبراهيم .كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |