|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 - (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ) سبق تفسيرها في سورة الشعراء . "القرآن" ما يقرأهُ جبرائيل على النبيّ ، و"الكتاب" ما يكتبهُ أصحابهُ في الورق من القرآن فحينئذٍ يُسمّى كتاباً ، فالقرآن لا يُسمّى كتاباً ما لم يُكتَبْ .2 - (هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) يعني القرآن هداية إلى طريق الحقّ وبشرَى بنعيم الجنّة لمن اتّبعَ أحكامه وآمن بهِ . ثمّ أخذَ سُبحانهُ في وصف المؤمنين فقال :
3 - (الّذينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) ولا يتركونها (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) ولا يقطعونها عن مُستحقِّيها (وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) يعني بالبعث والحساب والجزاء يوقنون .
4 - (إِنَّ الّذينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ ) أي تركنا بينهم وبين الشيطان فزيّن لهم ، ومعناهُ لم تشملهم هدايتنا لأنّهم ظالمون يظلمون الناس ويغصبون حقوقهم (فَهُمْ يَعْمَهُونَ ) أي يتردّدون في كفرهم .
5 - (أُوْلَئِكَ الّذينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ ) بسبب ظُلمهم وكفرهم (وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ) لأنّهم أبدلوا الصيت الحسَن بالعار والجنّة بالنار .
6 - (وَإِنَّكَ) يا محمّد (لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ ) يعني يُلقّنك إيّاهُ جبرائيل (مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ) هو الله .
7 - (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا ) أي أبصرتُ ناراً (سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ ) يعني بشُعلةٍ منها ، ومن ذلك قول طَرَفة بن العبد :
هَمٌّ عَرَانِي فَبِتُّ أَدْفَعُهُ دُونَ سُهَادِي كَشُعْلَةِ الْقَبَسِ
(لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) أي لكي تستدفئوا بها .
8 - (فَلَمَّا جَاءهَا ) يعني فلمّا اقترب موسى من النار رأى شجرة زيتون تتوقّد بالنار ولا تحترق فوقفَ مُتعجّباً ، حينئذٍ (نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا ) أي بورك كلام الله الّذي تسمعه من جهة النار وبورك السامع الّذي هو حول النار ، وهو موسى ، والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } ، فالمبارَك هو كلام الله . فإنّ الله تعالى لم يكن على تلك الشجرة بل وجّهَ كلامهُ من فوق العرش إلى تلك الشجرة فسمعه موسى في وادي طوى . ومعناهُ إخلع نعليك يا موسى لأنّك في وادٍ مُبارَك مُقدّس (وَ) قل (سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) .
9 - (يَا مُوسَى إِنَّهُ ) الّذي يُكلّمكَ (أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ ) في مُلكي أنتقم من أعدائك واُسلّطك عليهم (الْحَكِيمُ) في أفعالي لا أفعل شيئاً إلا بحكمة .
10 - (وَأَلْقِ عَصَاكَ ) على الأرض ، فألقاها (فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ ) وتسير (كَأَنَّهَا جَانٌّ ) في سرعةِ حركاتها ، حينئذٍ (وَلَّى مُدْبِرًا ) عنها خوفاً منها (وَلَمْ يُعَقِّبْ ) أي ولم يلتفت إلى ورائهِ (يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ) .
11 - (إِلَّا مَن ظَلَمَ ) نفسهُ بسيّئةٍ عملها فإنّه يخاف من العقاب (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ) فتاب كآدم وغيره (فَإِنِّي غَفُورٌ ) للتائبين (رَّحِيمٌ) بالنادمين.
12 - (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ) أي من غير مرض ولا برَص (فِي تِسْعِ آيَاتٍ ) أي مُعجزات (إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) .
13 - (فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا ) أي مُعجزاتنا (مُبْصِرَةً) أي واضحة لا تمويه فيها ولا شكّ (قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) .
14 - (وَجَحَدُوا بِهَا ) أي أنكروا أنّها من الله (وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ) يعني عرفوا أنّها أشياء حقيقيّة ليست من أعمال السِحر ولكن قالوا هذه من أعمال موسى وليست من الله (ظُلْمًا) لبني إسرائيل ، يعني لأجل أن يخدموهم (وَعُلُوًّا) عليهم ، أي لتكون لهم السُلطة عليهم (فَانظُرْ) يا محمّد (كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) أليس الدمار والهلاك ؟
15 - (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُليمان ) إبنهُ (عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا ) بالعِلم (عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) .
16 - (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ) أباه (دَاوُودَ وَقَالَ) سليمان لَمّا جلس على عرش المملكة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ) أي أصواتها وتغاريدها ، ومن ذلك قول لبيد :
فصَدَّهُمْ مَنطِقُ الدَّجاجِ عنِ العَهـ===ـدِ وضَرْبُ النّاقُوسِ فاجْتُنِبَا
(وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ) علماً ومالاً (إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) علينا من الله . قلتُ فيما سبق أن الله تعالى يرسل حفظة من الملائكة لكل نبيّ ورسول يحفظونه من الجن والشياطين ، فإذا سمع سليمان صوت طائر فإنّ أحد الملائكة يُفهم سليمان بأنّ هذا الطائر يقول في لهجته كذا وكذا ، مثلاً الديك يسبح الله عند صياحه فيقول : "سبّوح قدّوس" ، والغراب يقول كذا والعصفور يقول كذا ، وهكذا يفهمه لهجات الطيور .
17 - (وَحُشِرَ) أي جُمِعَ (لِسُليمان جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) أي يوزّعون يمنةً ويسرة ، أي يُمنعون من الهروب ، ومن ذلك قول العجير السلولي :
فلا تُوزِعِينِي إنَّما يُوزِعُ الَذِي بهِ ضَعْفٌ أوْ فِي القِيامِ فُتُورُ
وقال طَرَفة :
نَزَعُ الجاهلَ في مَجْلِسِنا فَتَرَى الْمَجْلِسَ فِينا كَالحَرَمْ
وقال الآخر :
وَزِعْتُ رَعِيلَهَا بِأَقَبَّ نَهْدٍ إِذَا مَا الْقَوْمُ شَدُّوا بَعْدَ خَمْسِ
وقال جرير :
فكيفَ إذا نَأتْ ونَأَيْتُ عنها أُعَزِّي النفسَ أو أَزَعُ الفُؤَادا
فسارَ سُليمان بجيشهِ على الخيل والجنّ معهم ولكن لا يراهم أحد من الناس .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |