|
كتاب: حقائق التأويل في الوحي والتنزيل بقلم: محمد علي حسن الحلي (رحمه الله تعالى) توزيع: دار الكتب العلمية (بيروت) الوصف: تفسير الايات القرآنية كاملة اضافة الى الايات الغامضة |
|
||
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 - (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ) الغازية ، أي ما في الجو من طيور تطير (وَمَا فِي الْأَرْضِ) من دواب تسير (الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) سبق شرح هذه الأسماء في سورة الحشر . 2 - (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) أي الذين ليس لهم كتاب سماوي ، وبلدتهم أُم القرى وهي مكة (رَسُولًا مِّنْهُمْ) هو محمد من بلدتهم ومن قبيلتهم ومن ساداتهم (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ) أيّ يقرأ عليهم آيات القرآن (وَيُزَكِّيهِمْ) أيّ يُطهرهم من الكفر والإشراك والذنوب (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ) أيّ يعلمهم قراءة القرآن وكتابته وأحكامه (وَالْحِكْمَةَ) أيّ الموعظة (وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ) عن طريق الحق (مُّبِينٍ) لكل عاقل مُفكّر .
3 - (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) يعني ويُعلّم آخرين من المؤمنين (لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) وهم كلّ من جاء إلى الأسلام من بعد الصحابة إلى يوم القيامة ، والتعليم يكون من بعضهم لبعضٍ ، والأصل في ذلك هو القرآن (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
4 - (ذَٰلِكَ) الكتاب والحكمة (فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ) من عباده (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) على عباده وخاصّة الأنبياء والرسل ومن آمن بهم .
5 - (مَثَلُ) اليهود (الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا) أي حُمّلوا أحكام التوراة وشريعتها ثم لم يقوموا بما فيها من احكام وواجبات دينية ، ولم يقرؤوها كلّ يوم بل تركوها ملفوفة بالحرير ، فأولائك مثَلهم (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) أي كُتباً ، واحدها "سِفر" وجمعها أسفار ، وهي أسفار الأنبياء المكتوبة في مجموعة التوراة لكل نبيّ سِفر خاص به (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ) أيّ بئس هؤلاء القوم وبئس من كان مثلهم (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ) السابقة واللاحقة ، يعني كذّبوا بآيات أنبيائهم وكذّبوا بآيات القرآن (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الذين يظلمون الناس .
وإليك بعض الأحكام التي حمّلهم الله إيّاها وكُتبت في توراتهم ولكنّهم خالفوا بعضاً لم يعملوا به ، وغيّروا قسماً آخر منها:
ومن تلك الأحكام التي أمرهم الله بأدائها غُسل الجنابة ، وقد تركوه ولم يغتسل اليهود من حدث الجنابة. فقد جاء في سِفر لاويين في الإصحاح الثاني والعشرين من مجموعة التوراة ما يلي: "وإذا مسّ شيئاً نجساً لميّت أو إنسان حدث منه اضطجاع زرع (يعني جماع مع زوجته) وإنسان مسّ دبيباً يتنجسّ به أو إنساناً يتنجس به لنجاسة فيه، فالذي يمسّ ذلك يكون نجساً إلى المساء ولا يأكل من الأقداس بل يرحض جسده بماء، فمتى غربت الشمس يكون طاهراً".
وأما الذي جاء في تحريم الخمر فهو في سِفر عدد 56 في الاصحاح السادس ما يلي: "وكلّم الربّ موسى قائلاً كلّم بني إسرائيل وقل لهم، إذا إنفرز رجل وامرأة لينذر نذر النذير لينتذر للربّ فعن الخمر والمُسكر يفترز ولا يشرب خلّ الخمر ولا خلّ المُسكر ولا يشرب من نقيع العنب ".
وجاء ايضاً في سِفر إشعيا في الاصحاح الخامس مايلي: "ويل للقائمين من الغداة في طلب المُسكر المُستمرّين إلى العُتمة والخمر تلهبهم، وفي مآدبهم الكنارة والعود والدف والمزمار والخمر لا يلتفتون إلى عمل الربّ ولا يتأملون في صُنع يديه".
هذا بعض ما جاء في توراتهم في تحريم الخمر ولكنهم يشربون الخمر ويسكرون ويقولون هو حلال لنا.
أمّا ما جاء في تحريم الربا، فقد جاء في سِفر لاويين في الاصحاح الخامس والعشرين ما يلي: "إذا افتقر أخوك وقصُرت يده عندك فأعضده غريباً أو مستوطناً فيعيش معك، لا تأخذ منه رباً ولا مُرابحة بل إخش إلاهك فيعيش أخوك معك ، فِضَتُك لا تعطه بالربا وطعامك لا تُعطه بالمرابحة". هذا بعض ما جاء في تحريم الربا ولكنهم يستعملونه ولا يبالون. فالربا محرّم على كل إنسان وفي كلّ الأديان سواء أخوك أو أجنبي ولكنّهم حرّفوها فجعلوا فيها كلمة اخوك، ليجعلوا الربا مُباحاً على غيرهم.
أمّا إشراكهم وعبادتهم للأصنام والأوثان وقتلهم الأنبياء ومخازيهم فكثيرة، وقد ذكرتُ بعضها في سورة البقرة في آية (51) وفي آية (79) عند قوله تعالى:{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ } ، وفي آية (83) أيضاً .
6 - (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا) أيّ اليهود (إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ) يعني إن زعمتم أن الله يُحبّكم من دون الناس (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) لأنّ الموت يوصلكم إليه وتسكنون في جنّاته (إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) في قولكم بأنّ الله يُحبّكم . ثم كذّب زعمهم فقال تعالى:
7 - (وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من جرائم وظُلم وعصيان (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) يعني باليهود الظالمين للناس والغاصبين لحقوقهم .
8 - (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) لا مفرّ منه (ثُمَّ تُرَدُّونَ) بعد موتكم (إِلَىٰ) حكم الله (عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) من أعمال سيئة .
9 - ثم خاطب المؤمنين فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ) يعني إذا أذّن المؤذن للصلاة (مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ) يعني إلى الصلاة فاذكروا الله فيها وقبلها وبعدها ، وهي صلاة الجمعة ، ويجب أن تكون جماعة ، ولا تُسقِط صلاة الظهر . والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } ، فالوسطى هي صلاة الجمعة ، لأنّه أفردها بعد الجمع ، ويجب الإظهار بالتسمية في كل صلاة (وَذَرُوا الْبَيْعَ) أي: أتركوا البيع والشراء وقت الصلاة ولا تشغلوا أنفسكم به فتفوتكم صلاة الجمعة (ذَٰلِكُمْ) أيّ ذكر الله (خَيْرٌ لَّكُمْ) من البيع (إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) ما للذاكرين من الأجر والثواب عند الله .
![]() |
![]() |
![]() |
||
| كتاب الكون والقرآن ..تفسير الظواهر الكونية في القرآن الكريم، ووصف دقيق لأحداث القيامة | كتاب المتشابه من القرآن تفسير الآيات الغامضة في القرآن الكريم والتي ظلت غامضة منذ 1400عام | كتاب حقائق التأويل في الوحي والتنزيل: التفسير الكامل للأيات القرانية بضمنها الايات المتشابهة والغامضة |
![]() |
![]() |
![]() |
|
| كتاب الإنسان بعد الموت: وصف دقيق لحال الأنسان بعد الموت وتكوين الجنان وجهنم والملائكة والشياطين. | كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح: رحلة في عالم الأرواح مدتها ساعة زمنية | كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن: يوضح من زور التوراة وفي أي عصر والأخطاء الواضحة فيها ومقارنتها بالقرآن الكريم |